قصة أغنية شايف البحر شو كبير:
في إحدى ليالي الصيف الجميلة الهادئة، وعلى شواطئ البحر، اجتمعت تلك العائلة الرحبانية على طاولة العشاء، فكانت نسمات الهواء العليل تداعب أجسادهم، حيث كان يوجد على تلك الطاولة السيد عاصي الرحباني والسيدة فيروز وابنتهم التي تدعى ليالي، حيث كانت في ذلك الوقت قرابة السادسة من العمر، ومن الطبيعي أن تكون الأجواء الأسرية في العادة يوجد فيها المزاح والمداعبة والضحك والمرح، وكعادة أي أب أو أم يقوموا بسؤال أبنائهم عن مقدار حبهم لهم، وهو الأمر الذي قام به السيد عاصي الرحباني مع ابنتة ليالي.
فسأل ابنتة كم تحبينني؟ صمتت ليالي بضع ثوان ونظرت إلى البحر الذي أمامها وبكل براءة وعفوية أجابتة، أنظر إلى البحر، هل تراه؟ فقال لها نعم أراه، فقالت له شايف البحر شو كبير؟ فقال لها نعم أشاهده، فهو لا نهاية له فهو كبير جداً، فقالت له كبر البحر بحبك، وعندها قام إليها واحتضنها وقبلها أمام زوجته السيدة فيروز، واستمرت تلك السهرة لقرابة منتصف الليل، وذهب كل منهم إلى غرفته، وبقيت تلك الجملة في ذهن والدها، والتي قرر فيما بعد أخذها لتكون مطلع قصيدة جميلة قام بتأليفها وتقديمها إلى السيدة فيروز لتقوم بغنائها.
ولكن الجزء الحزين في هذه القصة الملئ بالحب والحنان، هو أن تلك الفتاة المدعوة ليال، توفيت وهي شابة صغيرة وهي في عمر العشرين ربيعاً وتحديداً سنة 1988، بعد وفاة والدها عاصي الرحباني بقرابة سبع سنين وبنفس سبب الوفاة وهو انفجار في الدماغ.
كلمات أغنية شايف البحر شو كبير:
كلمات وألحان: الأخوين رحباني
شَايف البَحِر شو كبير.
كِبر البَحر بحِبك.
شايف السَما شو بعيدي.
بُعد السَما بحِبك.
كِبر البَحر و بُعُد السَما.
بحِبك يا حَبيبي بحِبك.
نَطَرتك أنا نَدَهتَك أنا.
رَسَمتَك على المَشاوير.
يا هَم العُمُر يا دَمع الزَهِر.
يا مَواسِم العَصافير.
ما أوسَع الغَابِة.
وِسع الغابِة قَلبي.
يا مصَوَّر عَبابي.
ومصَوَّر بقلبي.
نَطَرتَك سِني يا طُول السِني.
وإسأل شجَر الجَوز.
وشوفَك بالصَحو جايي مِن الصَحو.
وضايع بوَرَق اللوز.
ما أصغَر الدَمعَة.
أنا دَمعَة بدَربَك.
بِدِّي أندِر شَمعَة.
وتخليني بحبَِّك.
شايف البحر شو كبير .. كبر البحر بحبك