من مسلمات الحب والعشق أن العشاق لا ينسون أبدا ً، وإنما قد يتناسونَ، وهنا عندما نتأمل أغنية السيدة فيروز ” فايق يا هوى” والتي تعبرعن حال العشاق، وكيفية إمضاءهم لوقتهم مع ألم البعد والجفاء، والذي بسببه يمرضون ويعانون ألم الفراق، وهنا نسأل: أتصاب أيها الحب بالنسيان كما نحن؟ أم أنه هنالك تواطؤ بينك وبينه دفعك لاقتراف هذا الجُرم المحزن، مما جعل رفيقي الوحيد في ذلك الليل هو دمعي، والذي بدوره جعل الكثير يقومون بوصف دواءٍ لي، حيث أنهم لا يعلمون أن دوائي الوحيد والذي من المستحيل أن يكون هنالك دواء غيره، ألا وهو النظر إلى عيونك والتأمل بكِ، لكي أمتلىء بكل أسباب السعادة والفرح.
إنّ لحظه البدء في هذه الرحلة الشاقة مع الحب، عندما تركونا أهلنا في تلك الليلة الرائعة منثورين على أعتاب الوقت، وكنا حينها في بداية العمر نبني قصوراً وأحلاماً من الياسمين، ونصنع للفرح أماكن يتكىء إليها في مبررات وجوده، وهنا عندما نستمع إلى مقطع:
وَدارَت فينا الدَار ونِحنا ولاد صِغار … والهَوى جَمعنا وفرقنا الهَوى.
وتمضي بعدها الأيام مسرعه، وطاحونة الأيام تدور وتطحن أعمارنا، ليكون اللقاء والفراق سببه الأوحد ألا وهو حبنا.
وتستمر في المناجاة، أنسيت ام تناسيت أن الليل هو من كان يشاركنا لقاءاتنا، لِنُكَوِّنَ معه ثلات عشاق ومحبين بشكل ولا أروع، أساسة الحب والعشق وكانّ الله خلق تلك الليالي بسوادها الرائع لتتجمل بنقاء حبنا وحرارة لقائنا، وكيف كنا نبني مساحات إضافيه من أحلامنا يستند عليها الحلم الجميل، فعندها كان لا بدَّ من أن تعري ذاكرتة لتسترجع ولو بالوهم بعض تفاصيل ذلك الحب النقي.
والآن لنسافر على جناح الكلمة مع كلمات أغنية ” فايق يا هوى” والتي تعتبر إحدى روائع الأخوين رحباني، والتي كانت من ألحان الرائع فيلمون وهبي، وأداء الصوت القادم من السماء، المكلل بالفرح والحب والحياء والنقاء، صوت السيدة فيروز.
كلمات أغنية فايق يا هوى:
كلمات: الأخوين رحبانيألحان: فيلمون وهبي.
فَايق يا هَوى لَمَّا كِنَّا سَوى.
وَالدَّمَع سَهَّرني وَصَفولي دَوا.
تَاري الدَّوا حُبَّك وَفَتِّش عَ الدَّوا.
فايق لمَّا راحوا أهالينا مِشوار.
تَرَكونا وَراحوا قَالوا أُولادِ صغار.
وَدارت فينا الدَّار ونِحنا أُولاد صغار.
وَالهَوى جَمَّعنا وَفَرَّقنا الهَوى.
طَير المَسا جاي مِن سَفَر طَويل.
وَعَلى باب السَّهرة تِبكي المَواويل.
نِطفي القَناديل وَتِبكي المَواويل.
وَنِسهَر عَلى العَتمة تنينتنا سَوى.
” موال الأغنية “
فايق عَ سَهرة وَكان في ليلِ وندي.
وَالنار عَم تِغفى بحُضن المَوقِدي.
وَالعتوب مسافرة وَما فيه كَلام.
وَلا هِدي قَلبك وَلا قَلبي هِدي.
وَنامِ الحَكي وَالناس وَإنهد السِراج.
وَتكيت غُصون الوَرد عَ كِتف السياج.
وَفل القَمر عَ ضَيعِتو وَفلو الدراج.
وَقلَّك بَقاش بَكِّير وَتقُلي أُقعُدي.