مفهوم فن الرسم
فن الرسم: هو فنٌّ يستلزم عمل علاقة ما على سطح ما، وهو التَّعبير عن الأشياء بواسطة الخطِّ أساساً أو البقع أو بأي أداة. وهو شكلٌ من أشكال الفنون التشكيلية: الفنون المرئية وأحد الفنون السبعة.
ويمكن أن يكون الرسم تسجيل لخطوط سريعة لبعض الملاحظات أو المشاهد والخواطر لشكل ما في لحظة معينة، وقد يكون عملاً تحضيرياً لوسيلة أخرى من وسائل التعبير الفني، ولكنّهُ في أحيان كثيرة ما يكون عملاً فنياً مستقلاً قائماً بذاته.
مبادئ الرسم
من أهمِّ مبادئ الرَّسم الصحيح هو الابتداء برسم الهيكل الخارجي للشكل المراد رسمه، والانتباه إلى المسافات بين الأشكال، فإذا كان الرسم يحتوي أكثر من شكل فكلّما كان الشكل أقرب كان حجمهُ أكبر ولونهُ أغمق، وبالعكس. ويجب والانتباه أيضا لعاملي الظل والضوء، وأيضا لكيفيةِ مزج الألوان بالشكل الصحيح.
النقطة والخط: يعتبر الرسم أساساً هو مجموعة من الخطوط والنقاط المرتّبة بطريقة معيّنة، وسنهتمُّ هنا بالخط أكثر، كون النقاط لا تحتاج مهارة لرسمها.
أنواع الرسم
وتختلف الرسوم في مظاهرها وأهدافها وأيضاً في أنواعها.
1- الرسوم البسيطه: وهي عبارة عن ملاحظات سجّلت لشيء معين، أو حالة لها أهمية في لحظة معينة.
2- الرسوم التحضيريه: وهي عبارة عن ملاحظات سجّلت لشيء معين، أو حالة لها أهمية في لحظة معينة. كالتَّصوير والنَّحت.
3- الرسوم المتكامله: وهي التي تُؤخذ على أنها عمل فني منتهٍ مستقلٍّ قائم بذاته.
وهناك تصنيفات أخرى لأنواع الرسم ومنها:
- الرسم المنظوري: فن تمثيل الأجسام ثلاثيّة الأبعاد على سطح ثنائيّ الأبعاد بطريقة تُحدث في النفس انطباعًا واقعيًّا.
- الرسم الميكانيكي: هو رسم كرسمٍ معماريٍّ يُتيح للقياسات أن تفسَّر وتؤوّل.
- الرسوم المتحركة: نوع من المناظر السينمائيَّة تُجمع فيها رسوم كل منها مختلف اختلافًا طفيفًا عن الرسم الذي قبله، ثم تصوَّر وتوفَّق لها الأصوات المناسبة عند عرضها بسرعة معيَّنة فتبدو الصور وكأنها تتحرّك.
خامات الرسم
- رسوم السن الفضيه: تُعدُّ من أشهر أنواع الأقلام المُستخدمة في العصور الوسطى، وازدهرت وتطوّرت في عصر النَّهضة، وكانت رسوم السن الفضيه مميّزة بقدرٍ كبير، حيث يمكن بها معالجة جميع التفاصيل.
وقد استعاض فنانو عصر النهضة الأوائل بها عن القلم الرصاص الذي لم يظهر إلّا في القرن السادس عشر في رسومهم على الرّق والورق السميك، وقد استخدمت السّن الفضية للحصول على تأثير لهُ رقَّة أو طابع خاصّ، إذ كان يرسم بهذا القلم على لوح من الورق المُغطَّى بطبقة من الزنك الأبيض مُحدثاً خطّاً واضحاً دقيقاً كما نراهُ في بعض الرُّسومات مثل (دراسة لليد)1474 التي رسمها ليوناردو دافنشي، فبالرغم من بساطة الرسم إلّا أنهُ يتميَّز بكمٍّ من التّعبير عن الحيوية والبراعة والدِّقة في رسم التفاصيل، ويعتبر هذا الشكل مصدر إلهام للفنانين بعد ذلك. - رسوم قلم الرصاص: تمَّ استخدم أقلام الرصاص فيما بعد عصر النهضه في الرسم حيث كان الاستعمال بكثرة في أوائل القرن السابع عشر حينما استخدمهُ فنانو هولندا كأساسٍ لرسومهم بالألوان المائية، كما استخدمه فنانو إنجلترا أيضاً في صورهم الدَّقيقة.
وقد انتشر استخدام القلم الرصاص لفترة طويلة قبل البدء بالتَّلوين بالألوان المائيه، وقد أصبح استخدامه في القرن التاسع عشر وسيلة أساسية واضحة في الرَّسم. والرصاص خامة معروفة جيداً حتى لغير الفنانين، وهو من جمال الخط ونقائهِ، حيث يدرِّب العين واليد على دقّة الملاحظة، وهو من الوفرة والتّنوع بين الصلب والطرى ويمتاز بتنوُّع درجاتهِ من الرمادي حتى يقترب من الأسود، والرسوم المنفذة بالرصاص لا تضاهيها في الدّقة إلّا الأقلام ذات السن الفضي.
والجرافيت هي المادة الدَّاكنة التي توجد في قلب قلم الرصاص وتكون مكسوّة بالخشب، ومثلها مثل الفحم فهي مادة مخلقة صناعياً وتتحدّد درجة صلابة الجرافيت بكمية المادة المتماسكة التي تُضاف إلى مسحوق الجرافيت أثناء التصنيع، فكلّما زادت هذه المادة زادت صلابة الجرافيت. - الفحم: تعتبر خامة الفحم من أهم وسائل الرسم المثالية رغم أصولها البسيطة؛ نظراً لسهولة التطبيق والاستخدام والإضافة والحذف.
قواعد الرسم بالفحم
- لا يمكننا أبداً أن نحمل قلم الفحم كأي قلم آخر وذلك لان طريقة حمل القلم العادي تجعل اليد بـأكملها على الورقة ..وهذا ممّا يجعل اليد تمحي أو تنقل مسحوق الفحم إلى مكان آخر من الرسم.
- علينا حمل الفحم في راحة اليد دون ضغط (شد) الأصابع، كأننا نحمل ريشة رسم، ويجب أن نحمل الفحم بالإبهام والأصبع الوسط والسبابة، وعلينا أن نبقي الأصبعين الباقيين بعيدين عن لمس الورقة، ثم أنَّ وضعية الفحم يجب أن تكون أقل ميلاً من وضعية القلم العادي ومساحة الفحم التي تتخطى الأصابع إلى الخارج وعليها أن تكون أكبر من تلك الموجودة في الداخل.
- حتى يكون الرسم أكثر ثبات، حيث يمكننا أن نسند اليد على الأصبع الصغير الذي نوقفه على الورقة بشكل يكون فيه حاملا لليد.
- من الأفضل أن نرسم بواسطة الفحم على أوراق ذات حجم كبير لصعوبة إظهار التفاصيل في الأوراق الصغيرة.
أقلام الخط العربي
هي خامة شبيهة بالفحم حيث يتمّ معالجتها ببعض الأصباغ والصمغ، وألوان أقلام الخط العربي الآن، وهي تستخدم في هذا العصر كأقلام (الكونتى) التي تعتبر نوع من أنواع أقلام الخط العربي الأسود المُصنَّعة على هيئة متفاوتة السّمك، تستخدم بنجاح للحصول على نتائج دقيقة أكثر من الفحم أو الطباشير الأحمر، نظراً للخصائص الدقيقة للخط الناتج عنها، كما أن الدرجات المُختلفة التي يمكن الحصول عليها عند تنفيذ الظل والضوء يجعل من الصعب التفريق بينهما وبين الفحم، وهى أكثر دقّة ونعومة في خطوطها.
رسوم الألوان المائية:
تمتاز هذه التقنية بسرعة جفاف اللون، بحيث تستخدم بإضافة الماء ممّا يجعل الألوان تحتفظ بشفافيتها ونضارتها، فيقوم الماء هنا بمهمّة تخفيف درجة الألوان، وعند استخدام الفرشاة تُتاح للفنان إمكانيات هائلة من التعبير.
ويبدأ الفنان بالرسم بالألوان الفاتحة ومنها ينتقل إلى الألوان الأكثر دكانة، مع المحافظة على المظهر الرطب لمادة اللَّون؛ لأن جمال الألوان المائي يتوقّف على شفافية مادتها، وترجع جذور الرسم بالألوان المائية إلى عصور الفراعنة.
أمّا رسوم الألوان المائية بالمفهوم الحديث فقد عرف منذ عام 1400، وقد استُعملت في العصور الكلاسيكية حتى نهاية العصور الوسطى في أوروبا، وقد تكاد تكون معظم الرسومات الإيضاحية وزخرفة المُحظوظات الزاهية في العصور الوسطى قد نفذت بالألوان المائية.
الليثوجراف:
تعتبر خامة رائعة في إنتاج الرسوم بحيث تعطي نتيجة مُماثلة تقريباً للرسوم المنفذّة مباشرة على الورق لدرجة صعوبة التفريق بينهما، ويتم الرسم على قطعة الليثوجراف التي يتم تحضيرها بدقّة من أجل الحصول على سطح ناعم ويستخدم طباشير ذو خاصية دهنية (زيتية) ومتدرّج النعومة، ويتم معاملة هذه الخامة بحذر؛ لكي لا تعطي آثاراً للأصابع على الرسم.
الأكريليك
يعد الأكريليك خامة حديثة في الفن، وقاصرة الاستعمال من جانب بعض الفنانين، وهى شبيهة بالألوان المائيّة من حيث الوسيط فهي تذاب في الماء، إلّا أنّها تشبه الألوان الزيتية في ثباتها بعد الجفاف بحيث تصبح أكثر لمعاناً من ألوان الجواش.
وهي خامة تحتاج إلى السرعة في الأداء نظراً لسرعة جفافها. ويتمتّع (الأكريليك) بالمرونة وتعديل الأخطاء مثل الألوان الزيتية، كما يمكن استخدامه عن طريق أجهزة الرش حيث يعطى تنوّع في الدرجات من حيث الشفافية إلى العتمة حسب احتياج العمل وتبعاً لأسلوب وإرادة الفنان.
الرسم بمساعدة الكمبيوتر
لتتبّع تطوّر الفنون البصريّة فإنّ الرسم بمساعدة الكمبيوتر يعد اختراعاً ، فقد قضت الضرورة أن يصبح الفنان مبتكراً ومتبنّياً لكلِّ جديد يمكن استخدامه في عمله، فمعرفة الفنان لعلم المعادن والهندسة والكيمياء كانت أدوات هامة في النحت والعمارة والرسم والتصوير.
فحتى أقلام الرصاص الشائعة كانت في يوم من الأيام اختراعاً عظيماً أثّر في مُمارسة فن الرسم ، بالتالي فإنهُ ليس من الغريب أن يكون للكمبيوتر تأثيراً على الفن وخاصّة فن الرسم.