تناولت القصة في مضمونها الحديث حول شاب من دولة الهند قام بمساعدة إحدى الفتيات من دولة الباكستان في الوصول إلى عائلتها التي فقدتها، على الرغم من أن في تلك الفترة كانت الحرب مشتعلة بين الدولتين، وقد تم تجسيد القصة في فيلم سينمائي تم إنتاجه في عام 2014م.
قصة باجرانغي بهايجان
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة بين كل من دولة الباكستان ودولة الهند، حيث أنه في يوم من الأيام في إحدى المدن الباكستانية كانت تقيم إحدى الفتيات مع عائلتها، وقد رغبت والدتها ذات مرة أن تقوم بزيارة إلى أحد الأطباء مع ابنتها، وذلك الطبيب هو ممن سمعت أنهم لهم باع طويل في علاج حالات صعوبة النطق مثل حال ابنتها وهو ما يقيم في إحدى المدن التي تقع على مقربة من الحدود وداخل الأراضي الهندية؛ وذلك من أجل الاطلاع على حالتها والوصول إلى حل بها.
إذ قررت الأم الوصول إلى علاج لمشكلة ابنتها وعدم تركها على هذا الحال، فمن المؤكد أنها في المستقبل سوف تبقى لوحدها وكيف لها أن تقوم بتدبير أمورها والتعامل مع الآخرين، فتلك الفتاة كانت تعاني من مشكلة في النطق جعلتها فتاة بكماء، وعلى الرغم من أنه في تلك الفترة كان هناك حرب مندلعة بين دولة الباكستان ودولة الهند، إلا أن ذلك الأمر لم يلغي إصرارا والدتها في علاجها، وبالفعل قامت والدتها بتجهيز أغراضها من أجل الذهاب بها والسفر عبر حدود الدولتين.
وخلال سفرها وقف القطار في إحدى المدن الهندية، وفي تلك الأثناء نزلت والدة الفتاة البكماء من أجل أن تتجول قليلاً في المدينة وتخفف عن نفسها من ضغط الرحلة، ولكن سرحت الأم في المناظر من حولها واكتشفت فجأة اختفاء ابنتها من جنبها، وهنا على الفور قامت بتبليغ الحرس التابع للقطار، فيهيمون الحراس بالبحث عنها في كل مكان، ولكن لم يعثروا على أي أثر لها، حيث أنه في تلك الأثناء كانت الفتاة الباكستاني قد قادتها قدماها إلى أحد الشبان الذي يقوم بتقديم العروض المسرحية الجميلة ويدعى نافان أو باجرانغي.
وبعد لحظات قليلة من العروض المسرحية اكتشف نافان أن تلك الفتاة التي تقوم بحضور عرضه هي في الحقيقة فتاة بكماء؛ وذلك من خلال الإشارات التي تقوم بها بالثناء على عرضه الجميل، وقد كان يحاول أن يفهم منها أين تكون عائلتها وأين تقيم، ولكنها لا تقوى على الكلام، ولذلك قرر أن يقوم بنفسه بالسؤال والبحث عن عائلتها وإيصالها لها، ولكن في البداية قرر أن يقوم بإيصالها إلى المنزل الذي تقيم به خطيبته التي تدعى راسيكا؛ وذلك لحين التوصل إلى عائلتها، وأول ما وصل إلى منزل خطيبة قامت بالترحيب بالترحيب بها هي وعائلتها كذلك.
وخلال تواجد تلك الفتاة الباكستانية في منزل خطيبة نافان توجهت في يوم من الأيام إلى إحدى منازل الجيران وقد قامت بتناول اللحوم من منزل الجيران، وحينما علم نافان بذلك وكونه جيرانه أشخاص مسلمون توصل في البداية إلى أن تلك الفتاة هي فتاة مسلمة، وفي تلك الأثناء لم يقوم بإخبار والد خطيبته؛ وذلك لأنه كان رجل متعصب جداً، وفي حال علم بذلك لن يسمح لها بالبقاء معهم في المنزل، ولكن ما حدث ذات مرة هو أنه أثناء مشاهدة إحدى المباريات المذاعة على التلفاز بين دولتي الهند والباكستان، فاز منتخب الباكستان، وفي تلك اللحظة هاجت الفتاة الباكستانية من شدة الفرح وأخذت بالرقص في ظل حزن الأسرة على خسارة منتخب الهند.
وفي ذلك الوقت حاولت الفتاة أن تشير إلى أفراد تلك العائلة أنها من دولة الباكستان، وحينما أدرك رب الأسرة ذلك الكلام، على الفور هاج وثار غضبه وطلب من خطيب ابنته أن يقوم بأخذ تلك الفتاة بعيداً عن منزلهم، وقد هدده بأنه سوف يقوم بفسخ خطبته بابنته في حال عدم الكف عن قضاء وقته في مساعدة الناس وعدم الالتفات لحياته، وقد أوعز إليه أن يقوم بتأمين منزل للزواج من ابنته على الفور، فهو لم يعد يحتمل تلك الخطبة لفترة أطول من ذلك.
وتحت الضغط الذي تلقاه نافان من والد خطيبته توجه نحو إلى أحد المكاتب التي تُعنى بالسفر، وهناك اتفق مع المسؤولين على القيام بنقل الفتاة وإيصالها إلى أهلها مقابل المال، ولكن بعد انصراف نافان شعر بالحنين للفتاة وقرر إلقاء نظرة عليها للمرة الأخيرة، ولكنه أصيب بصدمة حينما رأى المسؤول يبيعها لأحد تجار العبيد.
وفي تلك اللحظة انطلق على الفور من أجل إنقاذ الفتاة وكسر به المكان فوق رأس المسؤول، وهمّ بضربه أمام الجميع وقطع على نفسه وعد بأن يقوم بإيصال الفتاة إلى أهلها بنفسه، إذ كان من الشباب الذي يعرف طريق الخداع والتلون أو الكذب، حتى ولو كان في ذلك الأمر قد يكلفه حياته.
ومنذ ذلك الوقت ويبدأ نافان في رحلته بصحبة الفتاة الباكستانية ويقوم بحملها على كتفيه في بعض الأحيان وفي أحيان أخرى ينزلها ويجعلها تسير مشياً، وأول ما وصل إلى منطقة الحدود بين الدولتين وفي تلك الأثناء وجد هناك مجموعة من الناس تهرب عبر الحدود، وقد قرر اللحاق بهم من أجل توصيل الفتاة ولكن بطريقته الخاصة بعد فشله بتوصيلها من خلال اللجوء للآخرين.
ولكن في ذلك الوقت رفض أن يستخدم أسلوب المراوغة مع حرس الحدود، كما رفض المرور من تحت أعينهم دون أن ينتبهون، وفي لحظة ما توجه إلى أحدهم من أجل الاستئذان منهم بالعبور، ولكنهم رفضوا ذلك الأمر قطعياً، وطلبوا منه الرحيل على الفور، ولكنه لم يستسلم فيلح في الطلب ثاني وثالث ورابع من أجل الفتاة.
وقد انتهى طلبه بالقيام بضربه وتعنيفه بطريقة وحشية من قِبل قوات الحرس، وعلى الرغم من كافة ما حصل له، إلا أنه بقي نافان صامد أمامهم ويحاول إقناعهم بالسماح له بالعبور، ولكن دون فائدة، وفجأة وصل إلى المكان أحد المراسلين الذي يعرف بقصته ويصوره هو والفتاة، فيراهما العالم أجمع ويعرف برحلتهما المريرة وما تعرض له الشاب من صعوبات في سبيل توصيل طفلة باكستانية لا يجمعه بها دين ولا دم، فقط هي الإنسانية.
وفي النهاية تعرض الشاب للإيقاف في أحد السجون، فتثور كافة الجموع من كلا الدولتين الهند وباكستان من أجله هو والفتاة، وتقابلت الحشود على الحدود الباكستانية الهندية من مختلف الديانات والثقافات، وقد كان المطلب واحد هو الإفراج عن منقذ الفتاة، فتستجيب السلطان لتلك الثورة ويتم إخلاء سبيله، وأخيراً تم السماح للفتاة بالعودة إلى وطنها ولكنها فجأة رجعت إلى الخلف بضعة خطوات وقامت باحتضان الشاب الذي يملك قلب طيب، لا يعرف فرقًا بين الديانات أو اللون أو اللغة، كل ما يعرفه هو الحب.