فتحي السعيد والشعر:
كانت طفوله فتحي السعيد ممزوجة بالأدب والثقافة والشعر، وكان والده محمود السعيد هو السبب في ذلك، فعند بلوغه سن السادسة التحق بالمدرسة، حيث درسها في مدرسة “التعاون الإسلامي” وتخرج منها في عام 1945م، ومن ثم التحق بمدرسة “دمنهور الثانوية” وتمكن من الحصول على الشهادة الثانوية في عام 1952م، وكانت البداية الفعلية لرحلته مع الشعر خلال هذه المرحلة العمرية الممتدة من عام 1946م ولغاية 1950م، وخصوصاً أثناء فترة المعارك العربية والفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
يقول فتحي السعيد: عن هذه المرحلة وهذه التجربة “منذ عام 1946م بدأت فعلياً بنظم القصائد، حيث كنت أنظم الشعر على شكل خطابات ممزوجة بالحماس، فكنت أنظمها على طريقة والدي وأسلوبه، حتى تمكنت في أحد الأيام من التواصل مع عدد من الجرائد والصحف، ومن بين هذه الصحف جريدة الزمان التي كان الشاعر محمد الأسمر مشرفاً على الجانب الأدبي منها، وهنا سمح لي الأسمر بأن أنشر بعض من أبيات الشعر التي كنت أرسلها له، ومع هذا لم يكن يقوم بنشر كل الأبيات التي أرسلها”.
ويقول أيضاً: “عندما كنت أقرأ أبيات الشعر التي نظمتها في الجريدة كنت أشعر بالفخر والفرح، وهكذا استمريت في ذلك لفترة ليست بالقصيرة، وبدأ فعلاً الأمر يروقني، فقمت بمخاطبة العديد من المجلات من أجل نشر قصائدي بالكامل وليس جزء منها، وهذا ما حصل حيث حققت ذلك من خلال مجلة الرسالة التي سمحوا لي أن أنشر قصائدي في عامود خاص بي، فما كان يصدر عدداً جديداً منها إلا كان يحتوي على قصيدة من قصائدي، وهكذا استمر الأمر إلى أن بدأت بالتعامل مع الفنانين والمطربين، فقدمت لهم أجمل القصائد التي قاموا بغنائها، وهذا الشيء جعل مني أحصل على شهرة لم أتصورها في يوم من الأيام”.