حسين السيد والسينما:
يعتبر الشاعر والسينمائي حسين السيد واحداً من أهم السينمائيين في مصر والوطن العربي، فقد كان يتمتع بالجمال والوسامة وخفه الدم ودماثة الخلق، ويعتبر حلمه الذي طالما كان يراوده وهو أن يصبح أحد نجوم الفن الحلم الذي طال انتظاره، وعندما أصبحت الفرصة أمامه وتهيأت السبل إلى ذلك قام باستغلالها أحسن استغلال، وكان ذلك عندما قامت إحدى شركات الأفلام التابعة للموسيقار محمد عبد الوهاب طلب وجوه جديدة من أجل المشاركة في مجموعة من الأفلام الجديدة.
وهنا قام حسين السيد بالذهاب إلى المكان الذي سوف يتم مقابلته هو والوجوه الجدد الأخرين، وبقي ينتظر حتى حان دوره في المقابلة، وعنا دخل على لجنه الاختيار والفحص وجد بأنها تتكون من كوكبة من نجوم الفن في ذلك الوقت ومنهم المخرج السينمائي “محمد كريم” والموسيقار “محمد عبد الوهاب”، وعندما كان واقفاً ينتظر بدء الحوار معه سمع بعض الكلام الذي حدث بين عبد الوهاب وكريم وهو أنه يوجد أحد المشاهد في الفلم لم يتم التطرق إلى الأغنية التي سوف تصاحبها.
وعندما بدء الحوار معه قام بالمبادرة فوراً والطلب من عبد الوهاب وكريم أن يسمحا له بأن يقوم بكتابة هذه الأغنية الخاصة بهذا المشهد، وهنا تفاجئت لجنة المقابلة وقوبل طلبه بالرفض، لأن هذه اللجنة خاصة باختيار وجوه جديدة من أجل التمثيل وليس اختيار شعراء من أجل الفلم، وبعد حوار مع اللجنة وافق عبد الوهاب على طلبه وقام بشرح المشهد لحسين السيد.
وفي اليوم التالي قدم السيد ومعه كلمات الأغنية المطلوبة وقرأها عبد الوهاب فأعجب بها وكانت حقاً تمثل المشهد أحسن تمثيل، وفيما بعد قام عبد الوهاب بتلحينها وتم فعلاً تضمينها بالمشهد، وكانت هذه الحادثة هي الانطلاقة الفعلية لحسين السيد في عالم السينما والتمثيل وخصوصاً برفقة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي لحن معظم أغانيه التي غناها الكثير من عمالقة الطرب والغناء العربي.