ديوان أبي استوقفتني:
واحدة من أجمل قصائد ديوان نزار قباني “أبي استوقفتني”، هذه القصيدة التي كانت بعنوان “شؤون صغيرة” التي قام قيصر الغناء العربي كاظم الساهر بتلحينها وغنائها، هذه القصيدة التي نظمها نزار على طريقة الحوار ومحاكاة النفس والذات، فجاءت على لسان تلك المرأة التي تكتوي بنار الحب ولكن في صمت، حيث أنها تبني جدران حياتها معتمدة على صُدف وتفاصيل واحتمالات عفوية تقربها وتجمعها بحبيبها المأمول، فتحترق بنار الحب، وحيدة ليس هنالك أحد سواها وهي تستذكر أفعاله وأقواله ولمساته، وتبكي بسبب نار الفراق.
وهنا يتحدث أحدهم ويقول: ما أشبهني بهذه الفتاة في ذلك الوقت، إلا أنني كنت رجلًا لا يحتمل أن يقول بأنه يذوب من نار الحب والفراق كما تحترق هذه الفتاة، فأنا لا أملك أمري ولا أملك حق التصريح بأنني أذوب، أو حتى أنني أفتقد أو أتذكر أو حتى أبكي، والذي هذا ما كان يجب أن يكون.
كلمات أغنية شؤون صغيرة:
كلمات: نزار قباني
ألحان: كاظم الساهر
شؤون صغيرة تمر بها أنت دون إلتفات.
تساوي لديﱠ حياتي جميع حياتي.
حوادث قد لا تثير إهتمامك أعمر منها قصور.
وأحيا عليها شهور.
وأغزل منها حكايا كثيرة.
وألف سماء وألف جزيرة.
شؤون صغيرة.
وحين أكون مريضا وتحملي أزهارك الغالية.
وتجعلي بين يديك يديﱠ يعود ليﱠ اللون والعافية.
وحين أكون مريضا وتحملي أزهارك الغالية.
وتجعلي بين يديك يديﱠ يعود ليﱠ اللون والعافية.
أبكي، أبكي بغير إرادة.
وأنتي تردي غطائي عليﱠ.
وتجعلي رأسيﱠ فوق الوسادة.
تمنيت كل التمني صديقتي لو أني أظل.
أظل مريضا لتسألي عني.
شؤون صغيرة.
ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب.
وأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب.
تراكي إكتشفتي.
تراكي عرفتي.
بأني أتيت لغير الكتاب.
و أمضي سريعا إلى مخدعي.
أضم الكتاب إلى أضلعي.
كأني حملت الوجود معي.
وأشعل ضوئي وأسدل حولي السطور.
وأنبش بين السطور وخلف السطور.
لعلك يا صديقتي تركتي بإحدى الزوايا.
عبارة حب قصيرة.
جنينة شوق صغيرة.
لعلك بين الصحائف خبئتي شيئا.
سلاما صغيرا يعيد السلام إليﱠ.
لعلك بين الصحائف خبئتي شيئا.
سلاما صغيرا يعيد السلام إليﱠ.
يعيد السلام إليﱠ، إليﱠ.
شؤون صغيرة.
وحين نكون معا في الطريق.
وتأخذي من غير قصد ذراعي.
أحس أنا يا صديقتي بشيء عميق.
بشيء يشابه.
طعم الحريق، طعم الحريق.
وأرفع كفي نحو السماء.
لتجعل دربي بغير انتهاء.
أبكي بغير انقطاع.
لكي يستمر ضياعي.
شؤون صغيرة.