وديع الصافي والشاعر مارون كرم:
عند الرجوع إلى تاريخ الفن العربي فإننا نجد أنه يوجد الكثير من الأشخاص الذين كان لهم الأثر العظيم على وصوله إلى هذا المستوى من الرقي والجمال، فهؤلاء سواء المطربين أو الملحنين أو الشعراء يوجد لكل واحد منهم إسهامات واضحة في إرساء قواعد وبناء لبنات الفن في بلده وعلى مستوى الوطن العربي الكبير، كيف لا وهم بإسهاماتهم استطاعوا أن يوصلوا رسائلهم الفنية إلى جميع أرجاء العالم العربي بل وصل بعضهم إلى أن يكون له بصمة واضحة في دول الغرب الأوروبية والأمريكية.
يعتبر كلاً من الفنان وديع الصافي والشاعر اللبناني مارون كرم أحد أفضل الأمثلة التي تمثل هذا الأمر، فوديع الصافي استطاع وخلال مسيرته الفنية التي استمرت أكثر من سبعون عاماً ان يكون مثالاً يحتذي به جميع الفنانين، واستطاع خلال هذه المسيرة الفنية الطويلة أن يقدم أكثر من أربع مئة أغنية ما بين الحب والغزل والشوق والحنين للوطن، بل غنى للوطن أجمل الأغاني الخالدة التي لا زالت تسمع ليومنا هذا بالرغم على مرور السنين الطِوال على إصدارها لأول مرة.
وأما الشاعر اللبناني مارون كرم فيعتبر شاعراً لا يشق له غبار، فاستطاع وخلال مسيرته الأدبية والشعرية أن يألف أكثر من خمس الأف أغنية غناها أشهر الفنانين أمثال وديع الصافي، حيث غنى له أكثر من مئة وخمسون أغنية من أجمل الأغاني التي أصدرها وديع الصافي خلال مسيرته الفنية الطويلة، وأما عند الحديث عن الدواوين الشعرية التي أصدرها مارون كرم فإنها بلغت خمس وعشرون ديواناً شعرياً، نشر منها عشرون ديواناً، وأما الخمسة الباقية لم يتمكن من نشرها أواخر حياته.
كلمات أغنية مرسال الهوى:
كلمات: مارون كرم
ألحان: وديع الصافي
يا مرسال، يلي وجهتك صوب الشمال.
عرج ع ديره عزها فاق الخيال.
في لي بربعا امانة غالية.
الدهر فرق شملنا، والهجر طال طال.
هي روح شاعر عالربوع محولي.
ومش ضيف .. فيها ساكنه ومطولي.
بتطلع على عرش الجمال الاولي.
لو تسابقو الحلوين ع تاج الجمال.
شيدولا بيت من وبر الزهور.
فصلولا توب من ريش الطيور.
دللوها … عيشوها بالقصور.
معودي عالعز .. ع عيش الدلال.
تا يقولها شو صار فيي عالنوى.
جرحت وليفا .. وغابت، ومعها الدوا.
وقطعت خبرها .. لا سلام .. ولا سؤال.
كانت الي .. وكنت الها اول حبيب.
صارت غريبة .. وصرت عن قلبا غريب.
هيك الله راد .. والدنيا نصيب.
ومش كل ما تمناه .. قلب المرء نال.