هنالك العديد من الأغاني التي تميز وتفرد بها عازف العود ونجم الأغنية اللبنانية مارسيل خليفة، فأصبحت وكأنها حكرا علية، ودليل ذلك أنّ الجمهور ليس في لبنان فقط وإنما في كل أرجاء الوطن العربي لا يحبون سماع هذه الأغاني إلا من خلال هذا الفنان وبصوته الشجي الندي، ومن بين أهم الأغاني التي بمجرد سماعها يعرف مستمعها أنّها لمارسيل خليفة أغنية منتصب القامة التي كانت من كلمات الشاعر سميح القاسم، هذه الأغنية التي رأت النور في عام 1984 عندما قدّمها لأول مرة عبر إذاعة صوت لبنان، هذه الأغنية التي تقول كلماتها:
كلمات أغنية منتصب القامة
كلمات: سميح القاسم
ألحان: مارسيل خليفة
آه آه آه آه … منتصــــــبَ القامةِ أمشي … مرفــــوع الهامة أمشي.
في كفــــــي قصــــــفة زيتــــــونٍ … وعلـــــى كتفــــي نعشـــــي.
نعشي: هو الكفن الذي يوضع على الميت قبل دفنه، وهذا دليل على عدم الخوف من الموت الذي يكون في سبيل الوطن وترابه.
وأنا أمشــــــــي … وأنا أمشـــــــــــي … وأنا وأنا وأنا أمشـــــــــي.
آه آه آه آه … منتصــــــبَ القامةِ أمشي … مرفــــوع الهامة أمشي.
منتصب القامة: أي أنني أمشي مرفوع الرأس، لا شيء يخجلني ولا شيء أخاف منه، فتاريخي مشرق مشرّف يسعى الجميع لأن يكون لهم تاريخ مثله.
في كفــــــي قصــــــفة زيتــــــونٍ … وعلـــــى كتفــــي نعشـــــي.
وأنا أمشــــــــي … وأنا أمشـــــــــــي … وأنا وأنا وأنا أمشـــــــــي.
وأنا أمشي: أي سائرا عابرا للطرق الوعرة لا يهمني شيء سوى تحقيق ما أحلم به أنا وكل من هم مثلي.
قلبي قمرٌ أحمر قلبي بســـــتان … فيه فيه العوســـج فيه الريحان.
شفتاي سماءٌ تمطر نارًا حينًا حبًا أحيان … في كفي قصفة زيتــونٍ.
قصفة زيتون: أي غصن زيتون، ودلالة ذلك أنّه بالرغم من الحرب وكثرة الدماء فإنّ الجميع يطمع بالسلام والأمان.
وعلى كتفي نعشي … وأنا أمشي وأنا أمشي … وأنا وأنا أمشي.
قلبي قمرٌ أحمر قلبي بســـــتان … فيه فيه العوســـج فيه الريحان.
العوسج: هو من النباتات الشوكية التي تستخدم من أجل وضع السياج حول شيء ماء، وهذا دليل على أنّ الشاعر يضع نفسه كسياج من أجل الوطن والدفاع عنه.
شفتاي سماءٌ تمطر نارًا حينًا حبًا أحيان … في كفي قصفة زيتــونٍ.
وعلى كتفي نعشي … وأنا أمشي وأنا أمشي … وأنا وأنا أمشي.
تأثير أغنية “منتصب القامة أمشي”
كان لأغنية “منتصب القامة أمشي” تأثير كبير على المستوى العربي، حيث:
أصبحت رمزًا للمقاومة والصمود: ألهمت الأغنية العديد من الناس للوقوف ضد الظلم والقهر، ودعتهم إلى التمسك بالأمل في المستقبل.
ساهمت في نشر الوعي بالقضية الفلسطينية: لفتت الأغنية الأنظار إلى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، وساهمت في حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية.
أثرت على الفن العربي: ألهمت الأغنية العديد من الفنانين العرب لإنتاج أعمال فنية تتناول موضوعات المقاومة والصمود.
من أهم تأثيرات الأغنية:
أصبحت نشيدًا للثورات العربية: تم استخدام الأغنية في العديد من الثورات العربية، مثل الثورة التونسية والثورة المصرية، كرمز للمقاومة ضد الأنظمة الديكتاتورية.
أصبحت رمزًا للوحدة العربية: جمعت الأغنية بين الناس من مختلف الدول العربية، وساهمت في تعزيز الشعور بالوحدة العربية.
أصبحت مصدر إلهام للأجيال الجديدة: لا تزال الأغنية مصدر إلهام للأجيال الجديدة من العرب، وتذكرهم بأهمية النضال من أجل الحرية والكرامة.
يُمكن القول أنّ أغنية “منتصب القامة أمشي” هي واحدة من أهم الأغاني العربية التي تمّ إنتاجها على الإطلاق.