اقرأ في هذا المقال
يذكر أنّ الفنان مارسيل خليفة كان قد التقى الشاعر والسياسي في حزب البعث موسى شعيب في ندوة شعرية أقامها معهد الثقافة والفنون في العاصمة اللبنانية بيروت، وكان ذلك قبل استشهاد شعيب بثلاثة أعوام وتحديدا في عام 1977، وبعد حديث طويل ذو شجون عرض الشاعر على خليفة إحدى قصائده الجديدة لعلها تعجبه ويقوم بغنائها، وبعدما سمعها أعجب كثيرا، وكانت أول مرة يقوم بغناء هذه القصيدة التي كانت بعنوان “هيفاء” في منتصف شهر أبريل من ذلك العام، هذه الأغنية التي تقول كلماتها:
كلمات أغنية هيفاء
كلمات: موسى شعيب
ألحان: مارسيل خليفة
أسمـــــــيك في الســــــر … أرسم في الصـــــــمت عينيك … عيناك تاريخ كل الدموع.
وأكتب قلبـــي رسالة حب … وأكتــــــب وجــــــهك … أكتب وجهــــــي على قلــــــبك.
رسالة حب: يستخدم الشاعر هنا ألفاظ وكأنه يخاطب فتاة ما، ولكن في الحقيقة هو يخاطب وطنه وترابه الذي على ما يبدو قد سلب ونهب وسرق.
ثم أمـــــزقه … هيفـــــاء هيفــــــاء … أسمـــــيك في الســـر … وهيفـــاء في الـــــدار.
في لوحـــــــة في الجدار … ترحل في الخوف خلف الحدائق … وتغفـــى أصابعـــــــــها.
تغفى أصابعها: بالرغم من شدة الحرب والخوف الذي يلازم لها فإن التعب والملل لا بدّ أن ينال من الناس، ولهذا فإنّهم يتراجعون قليلا ومن ثمّ يعاودون الكرّة والهجوم.
ودخان الحرائق … وزمان الورد يمتد على مرمى الحزن … ويأتي مترعا بالشـوك والبارود.
والبارود يأتــــــــي … آه يا زمان الــــــــــــورد والبارود … كم تنبض بالحــب وبالمــــــــوت.
في لوحـــــــة في الجدار … ترحل في الخوف خلف الحدائق … وتغفـــى أصابعـــــــــها.
ودخان الحرائق … وزمان الورد يمتد على مرمى الحزن … ويأتي مترعا بالشـوك والبارود.
مترعا: أي أنّ الذي أصاب هذا الوطن وشعبه قد زاد عن الحد الذي يمكن أن يطاق ويحتمل.
والبارود يأتــــــــي … آه يا زمان الــــــــــــورد والبارود … كم تنبض بالحــب وبالمــــــــوت.
وكم تولد بأهداب هيفاء … آه يا هيــــــــفاء آه يا هيـــــــفاء … أسميك الحكايات أم العمر.
أهداب هيفاء: استعاض الشاعر باسم هيفاء بدل الوطن، فيخاطبها وكأنها محبوبته التي أضاعها وفقدها، ولكن في الحقيقة فإنّ هيفاء هي تراب الوطن الذي سُرق.
أسميك الأزاهير أم العطر … يا هيفاء … بلى أنت الحكايات الأزاهير … وأنت العمر والعطر.
وأنت الوجع الصارخ فوق الجسر … أسميك بلادي … أسمــــــــيك بلادي … هيفاء هيفاء.