النص المسرحي
النصّ المسرحي وهو عبارة عن نص من النصوص الأدبية المعقّدة، لتعدُّد القضايا التي يعالجها، ووجهات النظر التي يوضّحها، وطلبة المدارس في مختلف المراحل قد يطلب منهم تحليل النص المسرحي بناءً على الفهم لنص المسرحية الذي بين أيديهم، أو باستخدام توضيح عناصر المسرحية الأساسية وخصائصها والتعليق عليها بشكل مفصّل، بالإضافة إلى ذكر جماليات النص والذوق الخاصّ بهذا اللون الأدبيّ.
كيفية تحليل النص المسرحي
لدينا مجموعة من الخطوات التي يجب اتباعها لنحصل على نصّ مسرحي محلَّل بطريقة علمية ومنطقية، منها:
- التعرّف على النص المسرحي بشكل عام، وما هو مفهومه، ومن هم أهمّ المؤلفين المبدعين في هذا المجال، وأيضاً معرفة الخصائص الشكلية والأسلوبية للمسرح.
- قراءة المسرحية قراءة مستفيضة، ومعمّقة، وقراءة بعض التلاخيص التي تناولت هذه المسرحية بشكل مختصر، وذلك لتتوضح لنا هنا أهمّ أفكار المسرحية.
- كتابة تحليل المسرحية هو مقالٌ منظّم ومنسجم، له مقدمة، ومتن، وخاتمة، توضّح وتحلّل فيه كلّ ما جاء في المسرحية من بناء داخلي أو خارجي، وفيه إجابة عن مجموعة من الأسئلة التي لا يمكن تجاهل أحدها، ومن المفترض مراعاة اللغة السليمة، والجمل المتناسبة الطول، والفقرات المتسلسلة، المتتابعة.
- كتابة المقدمة: للمقدِّمة إطارٌ عام يحكمها، وعناصر أساسيّة تشكّل نقاط الارتكاز للمقدمة، وهنالك للمقدمة ثلاثة عناصر:
1- صاحب النص: تناول صاحب النص بشيء من التفصيل، يساعد في تحليل النص المسرحي، وفهم الشعور العام الذي سيطر على المؤلف خلال كتابته للنص، وفي هذه الجزئية يجب التركيز على المؤلف نفسه، وليس بمحيطه، أو التأثيرات العامّة حوله.
2- نوعية النص ومصادره: نوعية النصّ المسرحي وجنسه هو النصوص النثرية المعاصرة، تؤخذ بعين الاعتبار المصادر الأساسيّة التي أخذ مها هذا النص، أو تحليله، وهذا للابتعاد عن السرقات الأدبية، وفي حال لم يكن هنالك مصادر يترك هذا الجزء.
3- موضوع النص: من الواجب أن نفترض في جميع الحالات جهل قارئ التحليل بالمسرحية وعناصرها، فنعتمد تلخيص موضوع النص أولاً، وتوضيح أفكاره العامّة، باستخدام أسلوب مثير وشيّق، ولا حاجة لكثرة الكلام والإطالة التي لا فائدة منها، ونعتقد أنَّ ستة أسطر في فقرة الحديث عن الموضوع كافية لتحتوي الأفكار وعناصر المسرحية.
- تحليل العرض: اهتم العلماء في العصر العثماني بالشكل أكثر من المعنى، وركّزوا على المحسنات الأدبية والأساليب الفنية، ولكن في عصرنا الحالي اهتم بالمضمون والشكل على حدٍّ سواء، وهذا بسبب وجود الصحافة، وتنوّع الأجناس الأدبية.
وفي عملية التحليل هنالك دائماً سؤال قائم يطرح نفسه، ويهتم بتقنيات الكتابة السردية، وعناصر البناء المسرحي، والخصائص الأسلوبيّة والفنية، والإجابة على هذا السؤال تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنص المسرحي، ولا وجود لطرح أفكار شخصية ، أو الآراء الخاصّة، في التحليل، لأنّك مرتبط بقواعد تحكمك، وذكر الآراء الخاصَّة خروجٌ عن الموضوع الأصلي، وعناصر المسرحية التي تحلِّل هي:
- الحوار: هو الحديث الذي يدور بين الشخصيات، وهو أيضاً يشمل الجزء الذي يرويه الراوية في حال وجود راوية للمسرحية، وهو العنصر الذي يعمل على تنمية الأحداث وتطويرها.
- الشخصيات: عنصر الحركة في المسرحية هو الشخصيات، فهي المحرّك الأساسي لأجواء المسرحية، فكلّ شخصية لها دورها وصفاتها التي تختلف عن الشخصيات الأخرى، وهنالك شخصيات أساسية مثل البطل، وشخصيات ثانوية مساعدة للبطل.
- نوعية العلاقات التي تربط بين شخصيات المسرحية: فهنالك علاقات رسمية وواضحة، وهنالك علاقات في الخفية، وهذا العنصر يجمع جميع العلاقات التي تجمع البشر، سلبية كانت أم إيجابية.
- عنصر الصراع الدرامي: هو العنصر الذي ينشأ نتيجة التضارب بين الشخصيات المختلفة، أو بين الشخص ونفسه، وقد يكون الصراع ظاهراً خارجياً، أو داخلياً يظهر من خلال تضارب الشَّخص مع نفسه.
- المكان والزمان: في هذا العنصر يجب علينا تحديد الزمان بدقة فنذكّر اليوم أو الشهر الذي حصلت فيه الأحداث، أمّا بالنسبة للمكان فنذكر المنطقة أو البيت أو الحارة التي حدثت فيها الأحداث، وفي العادة النص المسرحي يبدأ بذكر الزمان والمكان، وبالتفصيل.
- الحبكة والعقدة: وهي المشكلة التي يحاول الكاتب المسرحي حلّها، وهي مجموعة الأحداث التي يعتقد الجمهور أنّها أصعب الأحداث والتي لا حل لها.
- نوع النص: هل هو مغلق ذو نهاية واضحة، فعندما ينهي الكاتب المسرحي مسرحيته بحسم جميع الأمور والعلاقات فهي نهاية مغلقة، مثل أن يتزوّج البطلان بعد فرقة ومصاعب، أو نصّ مفتوح نهايته مفتوحة، يسمح للمشاهد أو القارئ تحديد النهاية، كيفما يشاء.
- عنصرا الاستباق، والاسترجاع، وهذه العناصر من أصعب العناصر التي تستخدم في المسرحية، فمن الممكن أن يذكر الكاتب المسرحي أحداث متأخرة ثمَّ يعود للبداية ويكمل، وهو عنصرٌ جماليٌ بالنهاية وجوده يعطي تشويقاً للقارئ.
- توظيف الجمل: ويوجد نوعان من الجمل: الخبرية، والإنشائية، والبسيطة والمركبة.
- وظيفة الجمل إن كانت اسمية أو فعلية، فالجملة الاسميّة تفيد هنا الاستقرار والثباث، والجملة الفعلية تفيد الحركة والتحوّل.
الخاتمة: الخاتمة هي الفقرة التي يتحدّث فيها المحلِّل عن النتائج والتوصيات التي توصل إليها من خلال تحليله للنص المسرحية، بأسلوب جميل وجذاب