لوحة الصرخة
تُعتبر لوحة «الصّرخة» ثاني أشهر لوحة بعد الموناليزا، وهي من الّلوحات الفنيّة التي تصوّر الخوف والقلق الوجودي عبر تموّجات من حمرة السّماء وزرقة البحر وسواده، وينضم إليهما مونش، بملامح مرعبة تشبه جمجمةً بعد الموت، صارخًا فوق جسر وكأنه جزء من تلك الموجات ذات الرّهبة، وكأنّهما يعبّران هنا عن اضّطراب الطبيعة وهو يرمز إلى اضّطراب البشر النفسي.
حقائق عن لوحة الصرخة
- لوحة الصرخة هي من أعمال الفنّان إدوارد مونش، وهي توجد في أوسلو في النّرويج، وتمّت سرقتها عام 2004 ميلادي، لكن تمّت إعادتها عام 2006م، كما صمّم الفيلم “Scream” تبعاً لها، ولعل السّبب الكامن وراء سرقتها أنّها إحدى حقائق الفنّ المثير للاهتمام.
- إدفارد مونش هو فنّان نرويجي من المدرسة التعبيريّة، ولد عام 1863، وتوفي عام 1944، وله الكثير من الأعمال الفنية التي تعبّر عن الحالة النفسيّة للإنسان، إلا أن الصّرخة هي أشهر أعماله على الإطلاق.
- ويصف كثير من النُّقاد لوحة الصّرخة بأنها «أيقونة الفنّ الحديث»، وأن ّتأثيرها يوازي تأثير لوحة الموناليزا في عصرها. وقد رسم إدفارد مونش أربع نسخ مختلفة من لوحة الصّرخة في الفترة بين عامي 1893 و1910، وقد بيعت إحداها بنحو 120 مليون دولار في مزاد علني عام 2012 في لندن.
- ويقول مونش في مذكّراته: «كنتُ أسيرُ في الطّريق مع صديقين لي ثم غربت الشمس، فشعرت بمسحة من الكآبة. ثم فجأة أصبحت السماء حمراء بلون الدّم. فتوقَّفت وانحنيتُ على سياجٍ بجانبِ الطريق وقد غلبنى إرهاقٌ لا يوصف، ثم نظرتُ إلى السُّحب الملتهبة المعلقة مثل دمٍ وسيفٍ فوق جُرفِ البَحرِ الأزرق المائل إلى السّواد في المدينة».
- وتابع القول : «لقد استمرّ صديقاي في سيرهما، ولكنَّنى توقَّفت قليلاً هناك أرتعش من الخوف، ومن ثم سمعتُ صرخةً عاليةً حيثُ أخذ صداها يتردّد في الطبيعة بلا نهاية!».
تحليل لوحة الصرخة
وقد حلّل بعض مؤرّخي الفنّ هذه اللّوحة بأنّها من أعظم اللّوحات التي جسّدت الإحساس الدّاخلي لهذا الشّخص، فالرّسام لم يتصوّر منظراً طبيعياً، بل تصوّر حالة ذهنية، حيث أن الدّراما في هذه اللوحة داخلية، حيث أن المنظر الطّبيعي المسائي يتحوّل إلى إيقاع تجريدي من الخطوط المموّجة، والخط الحديدي الذي يتّجه نحو الدّاخل، يكثّف الإحساس بالجوّ المزعج.