مفهوم التضاد اللوني
يُعبِّر التضادّ اللونيّ عن درجة وضوح الأشكال في مشاهدها بكلّ أبعادها وحدودها، بحيث تتّضح درجات الألوان أمام الرؤية وتطلق إشارات بصريّة تساعد العينين على تحقيق رؤية واضحة للأشكال والمشاهد معاً، إذ إنّ كميّة الضوء التي تصدر عن شكل ما هي المتحكّم الأول في كيفيّة ظهوره.
وكلّما كان السَّطح ذو مساحة أكبر كلّما كان انعكاس الضوء عنه أفضل وكلّما ازداد وضوح رؤيته في العين، في حال وضع سطح يعكس الضوء كالمعدن بجانب سطح آخر يمتصّ الضوء كالخشب مثلاً فسوف نحصل على شكل من أشكال التضادّ اللونيّ القريب من اللونين الأبيض الأسود بما أنّ الألوان الرماديّة ستكون هي المسيطرة على المشهد، وذلك لكمِّ إشارات الضوء الهائل وقوة تدرجاته.
نظرية اللون المضاد
تُبنى نظريّة اللون المضادّ على قيام أنظمة الرؤية البشريّة بترجمة المعلومات اللونيّة التي تصلها وذلك من خلال معالجة الإشارات القادمة من الخلايا العصويّة والمخروطيّة على هيئة متضادّة، وتبنى نظرية اللون المضادّ هنا على الافتراض الذي يرجّح وجود ثلاث أزواج مضادّة من القنوات.
وهي اللون الأحمر ضدّ اللون الأخضر، واللون الأبيض ضدّ اللون الأسود، واللون الأزرق ضدّ اللون الأصفر، والاستجابة تجاه لون معيّن من الأزواج المضادّة يعني ذلك عدم الاستجابة للّون الآخر.
أنواع التضاد اللوني
- التضادّ اللونيّ في القيمة: أي إنّ كلّ لون يكتسب قيمته اللونيّة بحسب قوّته عند التضادّ، بحيث تظهر القيمة اللونيّة للألوان عند تجاور لونين أو أكثر مع بعضهما البعض، و يساعد ذلك على بروز الاختلاف في قوّة اللون وحدّته.
- التضادّ الضوئي في اللون: ويتدرّج مفهوم التضادّ اللوني تحت مبدأ الخداع البصريّ، حيث يبدو اللون فاتحاً فوق الدرجة الغامقة منه، بينما يبدو اللون غامقاً فوق الدرجة الفاتحة منه.
- التضادّ اللونيّ في اللون: يحصل هنا التضادّ اللوني عند مجاورة لونين يمتلكان نفس القيمة لبعضهما البعض، أي لون فرعي وآخر ثنائيّ.
استخدامات التضاد اللوني
يعرّف التضادّ اللونيّ بكونه الظاهرة التي تزيد من تمايز الألوان واختلافها عند مجاورتها لبعضها البعض، حيث تتزايد شدّة التباين فيما بينها مع زيادة الاختلاف في درجات الألوان، ويمكننا أن نطلق مفهوم التضادّ اللونيّ في حال مجاورة اللون الأبيض للَّون الأسود، وفي حال تجاور درجتيّ الفاتح والدَّاكن من نفس اللون مع بعضهما البعض، وفي حال تجاور الألوان المتقابلة في عجلة الألوان مع بعضها البعض مثل: اللون الأصفر، والبنفسجي.
يلجأ العديد من الفنانين إلى الاستعانة بمفهوم وخصائص التضادّ اللونيّ لتقديم أعمال فنيّة فريدة ومميّزة، بحيث يمكن ملاحظة ظهور خصائص التضادّ اللونيّ في اللوحات الفنيّة والصور الفوتوغرافيّة وفنّ الديكور، ولعلّ أكثر المجالات الفنيّة استفادةً من التضادّ اللونيّ هو “فنّ النحت”، ويعتمد فنُّ النحت على التضادّ اللونيّ الحاصل بين اللون الأسود والفراغ الأبيض الموجود من حوله من أجل إظهار ملامح الشكل المنحوت بقوَّة.
التضاد في الألوان
إذا نظرنا إلى اللون الأسود والأبيض ،فنجد أنَّهما نقيضان، والتباين في درجات الألوان يكون أشدُّ وضوحاً من الألوان إذا تساوت شدَّتها فتباين اللون الأسود والأبيض يكون أشدُّ من تباين اللون الأحمر والأخضر.
وإذا وضع لون أبيض بجوار لون ما فإنَّه يرفع درجة لونه ،وعلى العكس إذا وضع اللون الأسود بجوار لون ما فإنّه يؤدّي إل خفض درجة لونه، وهناك تباين في كفَّة اللون حيث تتغيَّر كفة اللون بالنسبة لكفَّة لون آخر بجواره إذا ما تساوى في الدَّرجة ويكون التغيُّر في الكفَّة أكثر وضوحاً عند خطِّ تجاوز اللونين، ويمكن تقسيم التباين في الألوان كما يلي:
- الألوان الغامقة على أرضية فاتحة ليست مكملة لها.
- استخدام الألوان الابتدائية بجوار بعضها.
- استخدام أفتح درجة وأقتم درجة للونٍ وواحدٍ .
- الاستفادة من قواعد الانسجام والتباين في الألوان .
عند القيام بأيِّ عمل فني يجب مراعاة القواعد الآتية: - عند استخدام الألوان الغامقة على أرضيات فاتحة ( غير مكملة لها تظهر هذه الألوان أضعف، عمَّا إذا كانت على أرضية مكمِّلة).
- استخدام الألوان الغامقة على أرضيات غامقة (ليست مكمِّلة لها) تظهر طفيفة.
- استخدام الألوان الحيَّة على أرضيات فاتحة ،من نفس الكتلة ،تسبِّب زيادة قتامة لون الأرضية.
- استخدام الأرضيات الغامقة على أرضيات غامقة (ليست مكمِّلة لها يمكن أن تقوى باستخدام لون فاتح).