من هو مايكل آنجلو
مايكل آنجلو: كان مايكل آنجلو بوناروتي مهندس ورسّام ونحّات وشاعر إيطالي، وقد كان لإنجازاته الفنيّة أثراً كبيراً ضمن عصرة وخلال المراحل الأوروبية اللاحقة على الفنون، واعتبرأنَّه قد جسّد الإنسان العاري، ولقد دفعه ذلك لدراسة أوضاع الجسد وتحركاته ضمن مختلف البيئات.
1- حياة مايكل آنجلو
كانت اهتمامات مايكل انجلو قليلة بالتعليم بالمقابل كان أكثر اهتماماً بمشاهدة الرسّامين في الكنائس، وبدأ رسم ما كان يراه في الكنائس، ومع الوقت بدأ والد مايكل أن يدرك أنَّه يجب عليه أن يدخل في الأعمال الماليَّة العائليَّة، وذلك عندما كان مايكل انجلو يبلغ من العمر 13 عاماً بدأ في العمل والتدرُّب مع والده في ورشة العمل.
قضى مايكل انجلو في ورشة العمل عام واحد فقط، وبعدها جاءت فرصة له بناء على توصية من غرلندايو، ولقد انتقل مايكل انجلو إلى فلورنسا تحديداً إلى قصر حاكم لورنزو العظيم، من عائلة ميديشي القوية، حتى يدرس فنِّ النحت الكلاسيكي في حدائق ميديشي، وعدد السنوات التي قضاها مع عائلة ميديشي، فهي من عام 1489 – 1492.
2- نجاح الفنان مايكل آنجلو المبكر والتأثيرات التي حدثت له
بسبب الصِّراع السياسي في أعقاب وفاة لورنزو العظيم ممّا قاد مايكل انجلو للفرار إلى بولونيا، وهناك واصل دراسته، وفي عام 1495 عاد الى فلورنسا حتى يبدأ العمل والنَّحت، ووضع نماذج أسلوبه على روائع العصور الكلاسيكيَّة القديمة.
وبعد ذلك قام الكاردينال بدعوة الفنان مايكل انجلو إلى روما، حيث سيعيش مايكل انجلو ويعمل بها لبقيَّة حياته، وبعد وقت قصير نقل مايكل انجلو إلى روما في عام 1498، حتى تعزَّزت مسيرته الفنيّة من قبل كاردينال آخر، وهو ممثِّل الملك الفرنسي شارل الثامن.
وفي هذا الوقت لقد نحت مايكل انجلو أجمل ابداعاته “بييتا” وفي أقل من عام قم بالانتهاء منها في كنيسة قبر الكاردينال، وهذا التمثال تمَّ نقله خمس مرَّات منذ ذلك الحين، وهو الآن في كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان.
3- الفن والعمارة في حياة مايكل انجلو
عمل مايكل انجلو على العديد من المشاريع، ومنها مشروع طموح لقبر البابا يوليوس الثاني، ولكن توقّف كل هذا عندما سُئل مايكل التحوّل من نحت اللوحة لتزيين سقف كنيسة سيستين، وقد كان هذا المشروع يعتبر هو مشروع الخيال بالنسبة له ، فقد سرح كل مساعديه الذي لا يراهم اكفّاء، وقام بالانتهاء من السَّقف الذي كان يقيس 65 قدما وحده، وأنفق ساعات طويلة على الانتهاء من ذلك العمل .
4- الصراعات في حياة مايكل انجلو
رفع مايكل انجلو النقاب عن عمله (يوم القيامة) على الجدار الآخر من كنيسة سيستين، ولقد كانت هناك وقفة احتجاجيّة غير مناسبة لقداسة هذا المكان، وكانت تدعو لتدمير أكبر جدار لهذا العصر.
وعلى الرُّغم من أنَّ مايكل انجلو كان له عقل رائع ومواهب وفيرة أكسبته الاحترام والرِّعاية من الرجال الأثرياء والاقوياء في إيطاليا، إلَّا أنَّه كان له نصيب كبير من المنتقدين، وكان لديه شخصيّة مثيرة للجدل وكان سريع الغضب، ممَّا أدّى الى وجود العلاقات المنقسمة في حياته في كثير من الأحيان مع رؤسائه، فهو كان دوماً يسعي لتحقيق الكمال ولكنَّه لم يتمكّن من تقديم أيِّ تنازلات .
أشهر لوحات الفنان مايكل آنجلو
1- لوحة كنيسة سيستين
لوحة كنيسة سيستين تمّ رسم هذه اللوحة من أجل تزيين سقف كنيسة سيستين ( Sistine Chapel) حيث طُلبت بشكل خاص من قبل البابا يوليوس الثاني، وقد تمّ الكشف عن هذه اللوحة في عام ( 1512)م، ولكن كان لا بدّ من إزالتها في وقت لاحق بسبب حدوث فطر معدٍ في الجص، ثمّ تمّت إعادة صياغتها، وتُعتبر هذه التحفة الفنيّة من الأمثلة المميزة لفنِّ عصر النهضة العالي، والذي يضمّ الرموز المسيحيَّة والمبادئ الإنسانيّة التي استوعبها مايكل خلال شبابه.
2- لوحة صلب القديس بطرس
وهي آخر عمل قام به الفنان مايكل آنجلو، وتتواجد في كنيسة (باولينا) في مدينة الفاتيكان في روما، حيث صوَّر مايكل صورة القديس بطرس أثناء صلبه من قبل الجنود الرومان على صليب، وقد ركَّز مايكل على تصوير الألم والمعاناة، كما تمّ تكليفه برسم هذه الصورة من قبل البابا بولس عام 1541 م، وقد تمّت إعادة تجديد هذه اللوحة عام 2009م .
3- لوحة الحساب الأخير
رسم الفنان مايكل آنجلو بتكليف من البابا بولس الثالث لوحة الحساب الأخير ( Last Judgment)، وقد كانت عبارة عن تغيير في أسلوب الفنِّ حيث استخدم ألوان أحادية اللون وزاد أعداد الشَّخصيات بشكل كبير، وقد تمّ انتقاد اللوحة بشكل كبير جداً؛ بسبب العري والوحشية التي تتخلَّلها.
4- لوحة مانشستر مادونا
هي لوحة غير مكتملة تتواجد في المتحف الوطني في لندن، وتتكوّن هذه اللوحة من مادونا، والطِّفل مع القديس يوحنّا، والملائكة، وتعود هذه اللوحة للفنان مايكل آنجلو إلى الفترة الأولى في روما.
5- لوحة العائلة المقدَّسة
تُعرف باسم لوحة دوني توندو ( Doni Tondo) أو دوني مادونا، وتتواجد في فلورنسا في إيطاليا، ولا تزال في إطارها الأصلي، وقد رسمها بطلب من أغنولو دوني من أجل إحياء ذكرى زواجه بمادالينا ستروزي، وقد تمّ وضع اللوحة في شكلٍ وإطار دائري.
وفاة الفنان مايكل آنجلو
مايكل أنجلو بوناروتي، والذي يُعتبر واحدًا من أعظم الفنانين في تاريخ الفن الإيطالي والعالم، توفي في 18 فبراير 1564. رغم أنه وُلد في 6 مارس 1475، إلا أن إرثه الفني استمر عبر العصور.
توفي مايكل أنجلو في روما عن عمر يناهز 88 عامًا. كان حياته مليئة بالإنجازات الفنية والمساهمات الكبيرة في ميدان الرسم والنحت، وترك وراءه أعمالًا تعد رموزًا للنهضة الفنية. وفاته لم تنقطع إرثه الفني، بل استمرت أعماله في إلهام الفنانين والمعجبين حتى يومنا هذا، مما يبرهن على أهمية وتأثير فنه الخالد.