قصة أغنية الفجر الجديد:
تعتبر هذه القصيدة الوطنية “الفجر الجديد”، التي كتبها الشاعر محمود الماحي ولحنها الموسيقار رياض السنباطي، وغنتها كوكب الشرق الست أم كلثوم في حفل نادي ضباط القوات المسلحة، كهدية لعيد ثورة 23 يوليو 1952، في عيدها الرابع عشر عام 1956، حيث اعتادت في كل عام أن تقدم أغنية كهدية للثورة في الحفل الذي يقام بهذه المناسبة.
وقال الكاتب إبراهيم خليل إبراهيم، إنّ الشاعر محمود الماحي من مواليد عام 1931 بمحافظة البحيرة، وبدأ حياته العملية متنقلاً بين عدد من الأعمال الصغيرة في بعض الأعمال التجارية، ثم تم تعينه في إحدى الشركات وتدرج في وظيفته حتى صار رئيساً لحسابات تلك الشركة، ويذكر أنه عاش في بيت أثري بالقرب من مسجد الإمام الحسين، وتميز شعره بمعاني النضال الإنساني وحب مصر والتغني بعروبته، بالإضافة إلى النزعة الإنسانية والوجدانية.
قام شاعرنا محمود الماحي بنشر قصائده في عدد من المجلات، وكان يغرد بالشعر في أي مناسبة تلامس مشاعره وعواطفه وعندما قام الإعلامي أحمد فراج بتقديمه في برنامجه التلفزيوني “نور على نور” قام شاعرنا بإلقاء قصيدتين خلال هذا اللقاء، وهما “موكب الهجرة” و “رحلة الشوق”، وبالصدفة وهو يلقي بقصائده كانت أم كلثوم تشاهد ذلك البرنامج فأرسلت إليه لمقابلتها، وعندما حضر إليها طلبت منه أن يقوم بتأليف قصيدة لتغنيها في عيد ثورة 23 يوليو الذي صادف بعد شهرين من موعد ذلك اللقاء، فكتب قصيدة “الفجر الجديد”، والتي تعد من أجمل القصائد الوطنية التي شدت بها كوكب الشرق الست أم كلثوم.
كلمات أغنية الفجر الجديد:
كلمات:محمود الماحيألحان:رياض السنباطي
من أطلعَ الفجر الجديد.
على رُبَى تلك الربوع الناضرهْ ؟
في القاهرة.
في كل أوطان الشعوب الثائرة ؟
هو صانعُ التاريخ في أيامنا.
هو مَشرقُ الآمال في أحلامنا.
هذي خطاه على الطريق تقودنا، هذي خطاهْ.
لم تعطِنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواهْ.
شدّتْ يداهُ لنا الصباحَ من الدّجى، سلمتْ يداهْ.
يا مصرُ، يا وطنَ العروبة، يا منارَ السائرينْ.
يا مهدَ كل حضارة، يا دارَ كل الصادقين.
فجرُ الحقيقة أطلقيهِ وقبّليهِ وعانقيهْ.
وخذي فتاكِ إلى حماكِ، إلى عُلاكِ وسائليهْ.
كيف استفاق الدهرُ ينشر في حِمى كفّيْكِ سَعدَهْ ؟
كيف التقى الوطنُ الكبير بوحدةٍ أنْستْه بُعدَه؟
كيف استطاع فتاكِ أن يُلقي بقلب الظلم ِرعدَهْ؟
كانت حياتُكِ بالوعودِ فكيف أنجز فيكِ وعدهْ ؟
وفتاكِ عبدُ الناصرِ.
بطلُ الكفاحِ الظافرِ.
لم تعطِنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواهْ.
شدّتْ يداهُ لنا الصباحَ من الدّجى، سلمتْ يداهْ.
يا موطني في موكب الذكرى نعود فنلتقي يا موطني.
ترنيمةُ العيدِ ابتهالاتٌ لشعبٍ مؤمنِ.
العيدُ عادكِ يا بلادي، غرّدي.
والنيلُ زغرد شاطئاهُ فزغرِدي.
هذا فتاكِ وحولهُ جُنْدٌ رفاقٌ في الكفاحْ.
رفعوا ستارَ الليلِ فانطلقتْ تباشيرُ الصباحْ.
وفتاكِ عبدُ الناصرِ.
بطلُ الكفاحِ الصابرِ.
لم تعطِنا الدنيا سواه ولا نريد لها سواهْ.
شدّتْ يداهُ لنا الصباحَ من الدّجى، سلمتْ يداهْ.