الإضاءة:
يعرف الجميع أن الشمس هي عنصر الإضاءة الأساس على سطح الأرض، كما هو معلوم فإن الشمس لها شروق وغروب نتيجة دوران الأرض حول نفسها. وبالتالي فإن إضاءة الشمس تسقط على الأجسام بزوايا مختلفة، وتؤثر في الكيفية التي تضاء بها الأجسام وفي تكوين الظلال، لذا فإن تصوير عنصر ما في الصباح الباكر، يختلف عن تصويره قرب الظهيرة، كما يختلف عن تصويره في فترة المساء. ومن هنا كان لزاماً أن يعلم المصور شيئاً عن الإضاءة وزواياها وأفضل الوضعيات للتصوير.
أقسام الإضاءة في التصوير:
الإضاءة الأمامية:
يكون مصدرالإضاءة الرئيس خلف المصور ومواجهاً للموضوع. وهذه الإضاءة تُظهر الجسم بشكل مسطّح ليس به أي تجسيم أو أبعاد.
الإضاءة الخلفية:
يكون مصدر الإضاءة الرئيس خلف الموضوع، أي أن الموضوع يكون بين المصوّر ومصدر الإضاءة. وبالتالي تمر الإضاءة من حول الموضوع فيظهر وكأنه ظل أسود محدد الملامح. وهو مايعرف بـِ (السلويت Silhouette) وهو فن فوتوغرافي قائم بذاته.
الإضاءة الجانبية:
وهنا يكون مصدرالإضاءة إلى أحد جانبي المصور ومواجهاً للموضوع، لذا يسمي البعض هذا النوع من الإضاءة “أمامية جانبية”. وتسمى في أحيان أخرى بالإضاءة الربعية. ونستطيع تقسيم هذا النوع إلى قسمين:
- إضاءة بزاوية 90 درجة: حيث تكون الإضاءة من أحد جانبي الموضوع، بزاوية تشكل 90 درجة مع المصور وبالتالي فهي تضيء الموضوع من أحد جانبيه.
- إضاءة بزاوية 45 درجة: وتكون الإضاءة جانبية وبزاوية 45 درجة مع المصور. وتعتبر الإضاءة المفضلة للمصورين الفوتوغرافيين.
إضاءة رأسية فوق الموضوع:
وهنا تكون الإضاءة فوق الموضوع تماماً كالشمس في منتصف النهار. وبالرغم من عدم جمال هذه الإضاءة؛ لأنها تلغي ظلال الأجسام، إلا أنَّه يمكن استخدامها في بعض المواضيع، كتصوير البورتريه مع استخدام مصدر آخر للإضاءة ليضيء الموضوع من الأمام.
إضاءة سفلية تحت الموضوع:
وهذا النوع يستخدم لبعض الأغراض؛ لإعطاء تأثيرات معينة في إضاءة موضوع التصوير، كتصوير المنتجات التجارية.
إضاءة منتشرة:
تتشّتت الإضاءة المباشرة؛ نظراً لوجود مشتتات للضوء كالسحب والغيوم. ولعلنا ننبّه أن أفضل أوقات التصوير هي في فترة العصر، أو الصباح الباكر، أوفترة ماقبل الشروق ومابعد الغروب، كذلك التصوير في وضعية الضوء المنتشر، عندما تقوم الغيوم والسحب بهذا الدور، فتنشر ضوء الشمس الذي يضيء الأجسام إضاءة ناعمة وجميلة.
تكوين الصورة الجميلة:
يحوي المشهد الطبيعي الكثير من العناصر. ومهمة الفنان هي اختيار العناصر التي يرغب أن تتواجد في المشهد، بالإضافة إلى اختيار الزاوية التي تضمن ترتيب هذه العناصر بشكل يريح نظر المتلقي.
ولو افترضنا أننا وضعنا مجموعة من المصورين أمام مشهد واحد ليخرجه كل منهم بطريقة مختلفة، سواء في اختيار العناصر أو من حيث زاوية الرؤية، فهو في النهاية يعبر عن ميوله وأحاسيسه، وما يراه بأنه الأقرب إلى نفسه.
لكنهم جميعا سيتبعون قواعد معينة في ترتيب وتكوين العناصر داخل المشهد. وهي القواعد التي استوحاها الفنانون الكبار، من خلال تأملاتهم لمواطن الجمال ومن خلال فطرتهم الفنية. ومن أشهر هذه القواعد:
قاعدة تطويع الهدف (الأثلاث):
حيث يتم تقسيم الإطار – الكادر– إلى تسعة أقسام متساوية، باستخدام خطوط أفقية ورأسية “وهمية”، على أن نجعل الهدف الرئيس في أحد تقاطعات تلك الخطوط؛ فذلك يريح عين المتلقي ويجعلها تستقر عند الهدف تلقائياً بدون أن تتشتت داخل الكادر. ولعل تواجد هذه الخطوط في محدد الرؤية، أو في الشاشة الخلفية في بعض الكاميرات؛ يُسهّل مهمّة المصور في تطبيق هذه القاعدة.
قيادة العين:
وهي استخدام الخطوط والمسارات إن وجدت، حيث يُعتبر إضافة للمشهد وقيادة لعين المتلقي، نحو موضوع الصورة مباشرة وتُسمَّى هذه الخطوط بالخطوط القائدة.
تأطير الهدف:
هو البحث عن أطر طبيعية للهدف، مثل الأبواب والنوافذ. وهذا يزيد من تركيز العين على موضوع الصورة.
بساطة التكوين:
وهي ستخدام عناصر أقل في الصورة مع وجود ترابط بينها؛ لأنّ هذا الأمر يريح عين المتلقي ويعطي الصورة قوة، بينما كثرة العناصر في الصورة؛ تشوش تركيز المتلقي وتسبب التشتت ممّا يضعف من جمالية الصورة.
السيادة:
ونقصد بها تركيز الموضوع داخل الكادر ونسبته للمشهد الكلي، حيث يقترض أن تكون السيادة للموضوع المراد تصويره. وتكون السيادة في المشهد الفوتوغرافي للتفاصيل الأكثر أهمية والأكثر جمالية.
وعلى سبيل المثال، في المناظر الطبيعية نقوم بتقسيم الكادر إلى 3 أقسام، يمكن أن يشغل القسم العلوي السماء، الثاني موضوع الصورة والثالث الأرض. ويمكن أن نجعل الأغلبية للجزء الذي نرى أن به تفاصيل أكثر، فإذا كانت التفاصيل أكثر في السماء أعطيناها النسبة الأكبر، وإذا كانت التفاصيل أكبر في الأرض كانت لها النسبة الأكبر.
ويجب على المصور الانتباه لسيادة بعض الألوان التي تتعب العين والتي ينبغي كسرها بلون آخر؛ ليعطي تبايناً جمالياً في الصورة وليكسر رتابة المشهد .
الملئ:
لإعطاء موضوع مُعيّن الأهمية الكبرى في الصورة، يجعلنا نركز الكادر بالكامل عليه، كما في تصوير البورتريه، حيث نعمد لملء الكادر بوجه الشخص دون الإلتفاف إلى التفاصيل الموجودة حوله.
العمق:
حيث تكون الصورة أجمل إذا أعطت إحساسا بالعمق فيها، فإذا توزعت العناصر في الصورة على الأبعاد الثلاثة أعطت هذا الإحساس، أمّا وجود العناصر كلها في مستوى واحد، فيعطى إحساساً بالتسطح ويضعف من قيمة العمل الفني. ولذلك لا بد أن يعتني المصوّر بمقدمة الصورة وترتيب باقي العناصر؛ لإعطاء الإحساس بالعمق والأبعاد.