تاريخ الفن
تاريخ الفن يمثل رحلة طويلة ومعقدة تمتد عبر العصور والحضارات المختلفة، حيث انبثقت مظاهر التعبير الإبداعي بمختلف أشكالها وأنواعها. يعتبر الفن واحدًا من أقدم وسائل التواصل البشري، حيث بدأ الإنسان منذ العصور القديمة في رسم الجدران ونحت التماثيل للتعبير عن ذاته وتوثيق تجاربه. في عصور ما قبل التاريخ، ازدادت تجليات الفن بتجسيد الطبيعة والرموز الدينية.
مع تطور الحضارات، نشأت فنون متنوعة في مصر القديمة، واليونان، وروما، حيث اتسمت بالتمثيل الواقعي والتفاصيل الدقيقة. في العصور الوسطى، تأثرت الفنون بالديانات والمفاهيم الدينية، حيث أصبحت اللوحات الدينية والزجاج الملون وسائل تعبير شائعة. في عصر النهضة، شهدت الفنون تجديدًا هائلًا مع اهتمام بالتنوير والعلم، وبرعاية الفنانين مثل ليوناردو دافنشي وميشيلانجيلو.
إلى جانب ذلك فإنه في العصر الحديث، ازداد تنوع وتعدد الحركات الفنية، مثل الإنطباعية والتكعيبية والفن التجريدي والتعبيرية. أصبح الفن لا يقتصر على التصوير فقط بل توسع إلى المجالات الأخرى مثل الأداء والفنون التشكيلية والرقمية. اليوم، يعكس الفن تنوعًا هائلًا في المواضيع والتقنيات، حيث يستمر الفنانون في تحدي التوقعات واستكشاف حدود التعبير الإبداعي.
الحضارات المختلفة لها تأثير عظيم على تطور وتشكيل تاريخ الفن. تعكس الأعمال الفنية الطابع الثقافي والتاريخي للمجتمعات التي نشأت فيها، وتعكس تحولات الفكر والقيم عبر العصور. في العصور القديمة، كانت الحضارات تطور أساليبها الفنية بناءً على اعتقاداتها الدينية والثقافية. على سبيل المثال، في مصر القديمة، اتسمت الفنون بتمثيل الفراعنة والآلهة، في حين اهتمت الحضارة اليونانية بتمثيل الإنسان وجماله.
حقائق عن تاريخ الفن
- ساعد التاريخ الحضاري على الإلمام بالمعلومات نتيجة الاكتشافات الأثريه التي تعدِّل النظرة للماضي، وتُصحِّح المعلومات تجاه الحاضر.
- ويعد تاريخ فني مدعوم بالوثائق الأثرية المكتشفه التي لا يمكن قراءة الأعمال وتحليلها تحليلاً صادقاً ونقدها.
- فبذلك فالفن مرتبط بالتذوق الفني وعلم الجمال، والنقد الفني وإنتاج الأعمال الفنية، فجميع هذه الجوانب تدرَّس كوحدة واحدة لتعلُّم الفن.
- وقد دخل الفن في المناهج الدراسية وباتجاهات حديثة حيث يمكن الاستفادة من السياقات في التعرُّف على طرق تدريس تاريخ الفن وتناولها في تلك المناهج وتتناول دراستها تبادل التأثير بين الحضارات وتنقل فنانين وحرفيين بين الشعوب والحضارات إما بشكل سلميٍّ أو انتقال إجباري.
- فإذا نظر كل شخص حوله سيرى أنَّ الفنَّ محيط به من كل مكان، فقد بدأ الفن منذ العصر الحجري مع بداية الإنسان الأول بالتعرُّف على الحياة المحيطة به واستخدام الطبيعة في تلبية حاجاتة، واستخدام الحجارة والأخشاب في صناعة أواني الطعام وأدوات الصيد. وقد بدأ الإنسان الأول بالرسم على الكهوف التي يعيش بها، ورسمها على الجدر.
وقد لجأ المؤرخون إلى تصنيف الفن قبل تاريخ تبعاً لتحولات معينه:
1_الفن البدائي في العصر الحجري القديم (مرحلة الباليولتيك).
2_ الفن البدائي في العصر الحجري المتوسط (مرحلة الميزوليتيك).
3_ الفن البدائي في العصر الحجري (مرحلة النيولتيك).
الفن البدائي
الفن البدائي، المعروف أيضًا بالفن القبلي أو الفن القديم، يشير إلى التعبير الفني الذي نشأ في فترات تاريخية مبكرة من تاريخ الإنسانية، حيث قامت المجتمعات القديمة بإنتاج أعمال فنية تعبر عن تجاربها وثقافتها. يشمل هذا النوع من الفن مجموعة واسعة من التقنيات والوسائط، بدءًا من الرسومات الجدارية والنقوش على الصخور ووصولًا إلى النحت والحرف اليدوية.
الفن البدائي يعكس حاجة الإنسان القديم إلى التعبير عن نفسه وتفاعله مع العالم من حوله. تتميز هذه الأعمال الفنية بالبساطة والرمزية، حيث يُستخدم اللغة الفنية لتسليط الضوء على قضايا مثل الصيد والجمع والروابط الاجتماعية والعقائد الدينية. يعكس الفن البدائي أيضًا تقنيات محددة واستخدامًا فعّالًا للألوان والأشكال التجريدية.
من بين الأمثلة المعروفة للفن البدائي تظهر الرسومات الكهفية في مواقع مثل لاسكو في فرنسا وألتاميرا في إسبانيا، والتي تعود إلى العصور الجليدية. كما يعتبر هذا النوع من الفن ذو أهمية كبيرة للفهم التطور الفني والإبداع البشري على مر العصور، حيث يكشف عن العلاقة العميقة بين الإنسان وفن إبداعه عبر التاريخ.
ميزات الفن البدائي
1_ الابتعاد عن تمثيل الإنسان والحيوان : وذلك لعدم العثور على أيَّة تماثيل.
2_ الاهتمام بصناعة السيوف والخناجر والكؤوس وتجميلها بالنقوش.
3_الاهتمام برسم الأشكال الهندسية لتزين الأواني والأدوات.
4_الاهتمام بالنقوش وعدم محاكاة الحياة الواقعية محاكاتاً مباشرةً.