علم النفس اللوني:
إن تأثيرات الألوان على الأداء النّفسي والتصوّرات الذاتية، كان موضوعاً مهمّاً في مجالات التسويق، الإعلانات، الفنون والتصاميم، حيث ظهرت هناك العديد من الدراسات التي قام بها علماء النفس؛ للبحث في مدى تأثير الألوان على المشاعر، المزاج والأنماط السلوكيّة للإنسان.
ووُجِدَتْ بعض المعايير العالميّة لدلالات الألوان، وفقاً لتصنيفات درجاتها بالنظر إلى سلّم ألوان الطّيف وطبقاته، فهناك ما يُدعى بالمنطقة الحمراء وهي المنطقة الدافئة، التي تَحتوي على اللون الأحمر، الأصفر والبرتقالي. وهناك ما يُدعى بالمنطقة الزرقاء الباردة، حيث تحتوي هذة المنطقة على اللون الأزرق، الأخضر والبنفسجي.
دلالات الألوان في علم النفس:
اللون الأزرق:
يُعتبر اللون الأزرق من أكثر الألوان شعبية وانتشاراً في العالم، فهو يعبّر عن الاستقرار، الأمان والثقة. وقد يدل أحياناً على مشاعر البرود، العزلة والحزن. وهناك من استعمل هذا اللون في المكاتب والمؤسسات بقصد زيادة مردودية إنتاج الموظفين، كما تستخدمه مكاتب الخدمات التسويقية في إعلاناتها المختلفة. ويُعتبر الأزرق لوناً مهدئاً لنبضات القلب، خافضاً لدرجة حرارة الجسم، يُعطي إحساساً بالرحابة والسّعة في التّواصل مع الآخرين ويَظهر دوره كمهدئ لعمل الدماغ والعقل.
اللون الأخضر:
يُعبّر اللون الأخضر بشكل عام عن التّوازن، الانتعاش، الطمأنينة والانسجام مع العالم الخارجي، كما أنه لون الطبيعة ويرمز إلى الخصوبة والنموّ. وقد يدل في بعض الأحيان على الغيرة، يُحفّز الشعور بالاتّزان، الراحة، يُزيل القلق والتوتر. ويراه البعض لوناً ملكياً أنيقاً ومحفّزاً على الشعور بالمعاني الإيجابية والتفاؤل.
اللون الأحمر:
اللون الأحمر يُعتبر من أقدم الألوان التي عرفها الإنسان في الطبيعة. وُيعبّر عن الدفء، الحُب والأحاسيس القويّة، كما أنه لون من الألوان الساخنة المستمدّة من حرارة الشمس ووهجها. وقد يرتبط في بعض الأحيان بالمأساة، القوة، العنف والإثارة، كما أنه لونٌ واضحٌ ملفتٌ للنظر بشكلٍ كبيرٍ ويستدعي الاهتمام من الجميع. وبشكلٍ عام فإن اللون الأحمر يُعتبر صاحبَ أطول موجة ضوئية من ألوان الطيف؛ لذلك يُعد من الألوان القوية الرئيسية.
اللون الأصفر:
يُعبّر الأصفر عن التفاؤل والفرح والإبداع والدفء. وقد يُعبّر في بعض الأحيان عن الإحباط، الغضب والقلق. وقد يكون في بعض الأحيان متعباً للنظر. ويُعتبر من أقوى الألوان النفسية، حيث تظهر آثاره ودلالاته النفسية بشكلٍ متباين ومختلف على الناس، باختلاف الثقافات والتجارب الشخصية لكل فرد، فقد يكون اللون الأصفر للبعض لوناً يعزّز من الروح المعنوية، الابتهاج والإشراق.
وقد يكون مزعجاً للآخرين خاصةً في درجاته المشبعة والقوية، حيث أنَّها تسبب شعوراً بالطاقة العالية والإثارة، كما قد يُثير اللون الأصفر لدى الشخص حالةً من الغضب. ويظهر دوره في العمليات الحيوية في تحفيز عمليات الأيض. وقد تؤثر الغرف الصفراء على فقدان الأعصاب والغضب والإحباط للشخص.
اللون الأرجواني:
يُعدّ اللون الأرجواني ذا أقصر طول موجي، حيث أنه يؤدي إلى التفكير في مجال القيم الروحية. ويشجّع على التأمل العميق، كما يعد لون الملوك.
اللون الوردي:
اللون الوردي هو لون لطيف قويّ له دلالات أنثوية، حيث يساعد على تهدئة الجسم ويرمز للحب والدفء.
اللون الأسود:
يُعدّ اللون الأسود لون الطاقة وغياب الضوء، إذ إنه لا يعكس أي أمواج ضوئية ويرمز للتطوّر والأمان.
اللون الأبيض:
هو لون انعكاس كلّي لجميع الألوان وهو لون النقاء. ويجعل الأشياء تبدو متوهجة وواضحة، يوحي بالصفاء، الطُّهر والعذريّة، كما يدلّ على الوضوح والبراءة. وله دلالة نفسيّة تدل على الاستقرار والسلام.
اللون النيلي:
يُعطي اللون النيلي شعوراً بالنظام، كما يُعطي دلالة نفسيّة تتسم بالقوة والصلابة. ويدل أحياناً على التشاؤم، الحزن ويمنح الإحساس بالتواضع.
العلاج النفسي بالألوان:
تُعتبر الألوان أداةً فعّالةً في التأثير على الصحة النفسية والبدنية، كما يساعد بعضها على تثبيط الشهيّة وتحسين المزاج. ويعتمد العلاج بالألوان على استخدام تردّدات مختلفة من الضوء المرئي؛ لتغيير الجوانب النفسية والصحية للمريض، حيث يتم في جلسة العلاج زيادة إدراك المريض ورد فعله تجاه اللون وتأثيره.
وقد يتم ذلك باستخدام عدسات ملوّنة في النظارات أو تغيير لون المصابيح في الغرفة. وتتمثل الخطوة التالية في العلاج بالألوان باستخدام التقنيات الحديثة؛ لتحسين أنواع الألوان والضوء التي قد يحتاجها المريض؛ للتعويض عن تفاوت أطوال موجات اللون وضبطها على تردّدات، تساعد على تحسين الصحة والتأثير بالفرد.