فيروز:
فيروز مطربة لبنانيّة ذائعة الصّيت، ساهمت بالتّعاون مع الأخوين الرحباني في إحداث ثورة كبيرة في الموسيقى العربيّة، وما زالت أغنياتها تحتلّ المراتب الأولى في مختلف بلدان الوطن العربي.
نبذة عن فيروز:
وُلدت نهاد حداد المشهورة بفيروز في 21 تشرين الثاني عام (1935) في لبنان، أحبّت الغناء منذ الصغر واكتشف موهبتها في عمر الرابعة عشر الملحن محمد فليفل الذي كان أحد مؤسسي المعهد الوطني للموسيقى وأدخلها إليه، عملت في الإذاعة اللبنانية كعضو في الجوقة قبل أن يكتشف الملحن حليم الرومي، الذي كان يعمل هناك عظمة صوتها فجعلها تؤدي منفردة خارج الجوقة وقدّم لها بعضاً من ألحانه.
ونقطة التحوّل في مسيرتها كانت لقاءها مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، الذين ألفا ولحنا الكثير من أغانيها. وتزوجت لاحقاً من عاصي الرحباني وسافرت معه ومع منصور في جولات وحفلات غنائية حول العالم زادت من تألقها وشهرتها.
وإرثها الموسيقي يمتدّ من خلال أكثر من “800” أغنية. وتبقى إطلالاتها الأهم في مهرجان بعلبك الدولي ومهرجان دمشق الدولي علامة فارقة في مسيرتها ومسيرة هذه المهرجانات، أدَّت فيروز أيضاً على مسارح نيويورك وكل من سان فرانسيسكو وباريس ولندن ومونتريال، بصمتها في التاريخ الموسيقي والمجتمعات العربيّة أدت إلى إكتسابها لقبها الشهير “السفيرة إلى النجوم”.
بدايات فيروز:
وُلدت نهاد حداد الشهيرة بفيروز في جبل الأرز في لبنان، في الحادي والعشرين من تشرين الثاني عام (1935) لوالديها وديع حداد وليزا البستاني، نشأت في حي زقاق البلاط في بيروت، حيث كان والدها يعمل في محل صغير للطباعة. ودرست في مدرسة القديس جوزيف في بيروت حتّى اضطر والدها لنقلها إلى مدرسة عامّة خلال فترة الحرب العالمية الثانية. ومُنذ صغرها كان تحب أن تغني أغاني أسمهان وليلى مراد.
وفي عمر الرابعة عشر اكتشف موهبتها الملحن وكاتب الأغاني محمد فليفل أحد مؤسسي المعهد الوطني للموسيقى في بيروت، الذي كان يبحث عن مواهب للكورال الذي يقوم بتشكيله. وكان لمحمد دور أساسي في قبولها بالمعهد حيث أمضت خمس سنوات من التدريب. ويبدو أن إشرافه هو الذي قادها لتتقن مسار التجويد للآيات القرآنية.
إنجازات فيروز:
بدأت مسيرتها كعضو في فرقة الإذاعة اللبنانية. وفي تجارب الأداء الفردية اختارت فيروز أن تغني موالاً وأغنية “يا زهرةً في خيالي”. ولاحظ صوتها المميّز الملحن والمسؤول الموسيقي في الإذاعة حليم الرومي، فجعلها تؤدي بشكل منفرد ولحَّن لها أغانٍ خاصة بها، كما أعطاها لقبها “فيروز”؛ لأن صوتها ذكره بحجر الفيروز النادر والثمين.
أداؤها لاقى حماساً غير مسبوق من المستمعين اللبنانيين بشكل عام، فالتقت على إثر ذلك مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين كانوا يشقون طريقاً موسيقياً وينمون المواهب من خلال ألحانهم وكلمات أغانيهم. ورُغم تميّز ألحانهم بإدخال النغمات الغربية ضمن أغانيهم، إلّا أنّ الأغنية التي بدأوا من خلالها طريق الشهرة كانت أغنية الحب “عتاب” التي سجلوها في إذاعة دمشق، في الثاني من تشرين الثاني عام (1952)، تبع ذلك فترة من الألحان المختلفة النمط لكن صوت فيروز الملائكي جذب الشهرة والانتباه من كل الجماهير، على اختلاف خلفياتهم الوطنية والثقافية.
وفي تموز من عام (1954) تزوجت فيروز من عاصي الرحباني بحضور حشد من معجبيها. واستقروا في منزل في أنطلياس إحدى ضواحي بيروت، حيث كان منزلهم الجميل ملهماً لهم في كثير من الأغاني التي قدموها لاحقاً.
وأصبحت فيروز إحدى عوامل الجذب الأساسية لمهرجان بعلبك الدولي، حيث قدَّمت سنوياً مسرحيات موسيقية كتبت من الأخوين الرحباني خصيصأ لها. وفي عام (1975) وضع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرّت لخمسة عشر عاماً حداً للمهرجان الشهير. ولاحقاً ساهم انفصال فيروز عن زوجها عاصي في توقّف تعاونها مع الأخوين الرحباني.
وسمعة فيروز التي تخطّت العالم العربي لتصل إلى أوروبا وأمريكا، جعلت العديد من الملحنين والشعراء يتسابقون لتقديم الأعمال لها فتعاونت مع فيلمون وهبي، محمد عبد الوهاب، الياس الرحباني، محمد محسن وزكي ناصيف. وهو ما كانت حصيلته ذخيرة من أكثر من ثمانمائة أغنية وثلاثة أفلام وأربعمائة ألبوم، خلال فترة زمنية امتدّت لثلاثة عقود. كما دُعيت لتؤدي في مختلف العواصم العربية. وقدَّمت حفلاتٍ موسيقية في نيويورك، سان فرانسيسكو، مونتريال، لندن وباريس. وحصلت على وسام الشرف عام (1963) والميدالية الذهبية عام (1975) من قِبل ملك الأردن حسين.
حياة فيروز الشخصية:
تزوجت من رفيق مسيرتها الفنية عاصي الرحباني. وأنجبت منه 5 أولاد في مقدمتهم زياد الرحباني، الذي أكمل مسيرة والديه الفنية وقام بتلحين عدد كبير من أغاني والدته، أمّا من حيث ديانة فيروز ومعتقداتها وطائفتها الأصلية، فقد ولدت لعائلة مسيحية من السريان الأورثودوكس.
حقائق سريعة عن فيروز:
- غنَّت أغنية ثنائية مع حليم الرومي اسمها “عاشق الورد”.
- أول أغنية غنتها فيروز من تلحين عاصي الرحباني كانت حبذا يا غروب.
- أحب أعمالها الفنية إليها هو بيّاع الخواتم.