سيرة الفنانة صباح

اقرأ في هذا المقال


صباح:

صباح علمٌ من أعلام الأغنية العربية عمومًا واللبنانية خصوصًا، حلّقت بالغناء الجبلي بعيدًا، ليصبح لونًا مألوفًا ومرغوبًا من الجمهور العربي. قضت صباح معظم أيامها في دائرة الأضواء، ولم تخرج منها حتى بعد وفاتها.

نبذة عن صباح:

وُلدت الفنانة صباح أو جانيت جرجس فغالي، يوم العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1927، في بلدة بدادون قُرب منطقة وادي شحرور القريبة من بيروت. وكانت صباح تغنّي وتمثّل في الحفلات المدرسية حيث غنت صباح في كل مكان. وحين أصبحت في الخامسة عشر من عمرها، أصدرت أولى أغانيها عام “1940”.

بدايات صباح:

كانت ولادتها حدثًا غير مرغوبٍ به، فهي البنت الثالثة لعائلةٍ كانت ترغب بشدةٍ بصبي. انتمت عائلتها إلى طبقةٍ متوسطة، فوالدتها ربة منزل وعاشقةٌ للفن، أمّا والدها فكان رجلًا تشغله أرضه وسيارته العمومية. وهذه الحياة الوادعة قلبها مقتل شقيقتها جولييت بطلقٍ ناري، فغادرت الأسرة البلدة إلى بيروت. وهناك التحقت صباح بالمدرسة الرسمية وبعدها بالمدرسة اليسوعية.
ومُنذ طفولتها، غنّت صباح في كل مكان، وحين أصبحت في الخامسة عشر من عمرها، أصدرت أولى أغانيها في عام “1940”، فلفتت نظر آسيا داغر التي كانت تعمل في مصر، فأخبرت موكّلها في لبنان قيصر يونس أن يتعاقد معها، ووقّع معها عقدًا لتمثيل ثلاثة أفلام، كان أولها “القلب له واحد” عام “1945”. ومن بعده أصبحت صباح نجمة وكان عمرها 18 عامًا فقط.

إنجازات صباح:

لم تكن بداية صباح بالمشجعة، فقد شارف نجمها على الأفول بعد الحرب العالمية الثانية، حتّى أنّها لُقِّبَت بمطربة السندويش، لكن ذلك تغير جملةً واحدة، فقد تعلّمت أصول الغناء وتحوّلت من مونولوجيست إلى مطربةٍ حقيقية مع الأغاني التي لحنها لها كمال الطويل. وساعدها نضوجها الفني والجسدي على ذلك، إضافة إلى تعاونها مع رياض السنباطي وفريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، رغم أن الساحة الغنائية حينها كانت تعج بأهرام الغناء العربي.
وقدّمت صباح عددًا كبيرًا من الأفلام للسينما المصريّة، إضافة إلى عددٍ كبيرٍ من الأغاني. وقد وصل عدد أفلامها إلى 83 فيلمًا بين مصري ولبناني، 27 مسرحية لبنانية وأكثر من 3000 أغنية لبنانية ومصرية. وأبرز أفلام صباح هي: أيام اللولو، و”موال” 1966 ، “كانت أيام” عام 1970، “الأيدي النعاعمة” 1963، “المتمردة” عام 1963، “لحن حبي” عام 1953، و”شارية الحب” عام 1958. إضافة إلى أفلام كثيرة.
أمّا ألبوماتها الغنائية ففاقت العشرين وكانت بعضها مسرحيات، أهمها “ألحان بلدي” عام 1957، “موسم العز” عام 1960، “فاتنة الجماهير” عام 1964، “دواليب الهوا” عام 1966، “أهلا وسهلا ومرحبا” عام 1972، ” صباح في باريس” عام 1976، ” عشرة أعوام نجاح” عام 1978.
ولصباح عددٌ كبيرٌ من المشاركات في المهرجانات الفنيّة كبعلبك وبيت الدين وجبيل. ومن أهم المسرحيات التي قدمتها في هذه المهرجانات: القلعة والشلال وفيهما تعاونت مع الرحابنة، “ست الكل” و”حلوة كتير” وكانت من أعمال زوجها وسيم طبارة. وآخر مسرحياتها كانت “كنز الأسطورة” مع زوجها السابق فادي لبنان والفكاهي كريم أبو شقرة وورد الخال والأمير الصغير.
وآخر أعمال صباح الغنائية كانت أغنية “يانا يانا” التي قدمتها مع المغنية رولا سعد بتوزيعٍ جديد. وتُعدّ صباح أول فنانةٍ عربيةٍ تقف على مسارح عالمية معروفة، منها الأولمبياد في باريس، كارنيجي هول في نيويورك، ألبرت هول الملكي في لندن، كما قدّمت عروضها في دار الأوبرا في سيدني.
وقد نالت صباح عن مسيرةٍ فنية حافلة وكبيرة عددًا كبيرًا من الجوائز، أهمّها: جائزة إنجازات مدى الحياة من مهرجان دبي السينمائي، كما كرّمتها السينما المصرية في القاهرة ومُنحت لقب فارس من رئاسة الجمهورية اللبنانية. وقد افتتح متحف في بلدتها بدادون ضم مقتناياتها ورسائلها. كما دخلت موسوعة غينيس عن إرثها الفني الكبير، ويُدرّس صوتها في معاهد الموسيقا اللبنانية.

أشهر أقوال صباح:

هل أزعج الناس بكوني على قيد الحياة, لقد منحت السعادة لمن حولي وعشت بما فية الكفاية.

حياة صباح الشخصية:

لم تكن حياتها الشخصية لتقل صخبًا عن حياتها الفنية، فقد تزوجت سبع مرّات. وقد كانت الشخصيات التي ارتبطت بها يجمعها عاملٌ مشتركٌ واحدٌ،حيث كانت جميعها شخصياتٌ عامة، أبرز زيجاتها هي من الأمير خالد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود وقد تطلقا تحت ضغط العائلة المالكة. والفنان رشدي أباظة وقضت معه خمسة أشهر. والفنان يوسف شعبان ودام زواجهما شهرٌ واحد. وتزوجت الفنان وسيم طبارة واستمر الزواج أربع سنوات، أمّا آخر أزواجها فهو فادي لبنان واستمر زواجهما 17 عامًا. لصباح ولدين هما الدكتور نجيب شماس من زوجها الأول نجيب شماس، وابنتها هويدا، وهي ابنة عازف الكمان المصري أنور منسي. أمّا من حيث ديانة صباح ومعتقداتها وطائفتها الأصلية، فقد ولدت لعائلة مسيحية مارونية.

وفاة صباح:

توفيت صباح يوم 26 تشرين الثاني/ نوفمبر عام” 2014″. وتُعدّ جنازتها من أغرب جنازات العالم، حيث أوصت ألا يحزن عليها أحد وأن يودعها الناس بالدبكة وهذا ما تم فعلًا.

حقائق سريعة عن الفنانة صباح:

هي شقيقة الممثلة اللبنانية لمياء فغالي. وبعد ولادتها، رفضت أمها إرضاعها لولا تدخل عمّها شاعر الزجل أسعد فغالي. وكانت أسرتها في زيارةٍ لبلدة جل الديب، وقيل لها أن هناك كنيسةٌ من يدخلها للمرة الأولى تحقق أمنيته، فتسللت إليها صباح وكانت أمنيتها أن تصبح مطربةً مشهورة.
أدمنت ابنتها هويدا المخدرات، فباعت بيتها وأدخلتها مصح في كاليفورنيا وعاشت بقية حياتها في فندق. وتوفي رشدي أباظة وهو يردد اسمها. وأتت زيجاتها الكثيرة رد فعلٍ على قسوة والدها الذي كان دومًا يردد على مسامعها أنها فتاةٌ ساذجة. ونشرت آسيا داغر صورتها في جريدة الصباح المصرية بعد وصولها إلى مصر، وطلبت من الجمهور اختيار اسم لهذا الوجه، فكان صباح بالإجماع.


شارك المقالة: