مفهوم المدرسة الواقعية

اقرأ في هذا المقال


المدرسة الواقعية

هي إحدى المدارس النقدية الأدبية التي نشأت في أوروبا، وقد أثّرت في الأدب والنّقد العربي نتيجة للتّلاقح بين الثقافات الأوربية والعربية عن طريق إقبال المثقفين، والنُّقاد، والأدباء العرب على دراسة الأدب الأوروبي، وكان من ضمن ما تأثّروا به، ونقلوه إلى الأدب والنّقد العربي ما يُعرف بالمدارس أو المذاهب الأدبية كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية .

نشأة المدرسة الواقعية

نشأت المدرسة الواقعية كوسيلة للرّد والاحتجاج على المدرسة الرومانسية ، حيث تعمّقت المدرسة الرومانسيّة في الخيال، والأوهام، والأحلام، والهروب من الواقع، وابتعدت عن قضايا الإنسان، حيث التقدم العلميّ والإنجازات في مجالات علم الطبيعة، وعلم الوراثة العلوم، والبيولوجيا، وكذلك التطوّر الملحوظ في الدراسات التجريبيّة الإنسانيّة، والاجتماعية، والمنحنى الوضعيّ في الفلسفة.

“الغرابة والخيال” صفتان اجتمعتا في معظم مدارس الفن التشكيلي، وخصوصاً المدرسة الرومانسية، ففي هذه المدرسة ينقل العمل الفني إحساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في إيصال مشاعره للآخرين، وردّاً على ذلك، ظهرت مدرسة جديدة في الفن سميت “بالمدرسة الواقعية”.

اعتمدت المدرسة الواقعية على المنطق الموضوعي أكثر من الذات، وتصور الحياة اليومية كما هي دون زيادات أو نقصان، كما أنّ فناني هذه المدرسة تجردوا من أحاسيسهم وأفكارهم الخيالية ليتمكّنوا من نقل الموضوع كما هو تماماً.

واعتقد أصحاب هذه المدرسة بضرورة معالجة الواقع وتسليط الأضواء على جوانب مهمة يريد الفنان إيصالها للجمهور بأسلوب يسجل الواقع بدقائقه دون غرابة أو نفور.

واختلفت الواقعية عن الرومانسية من حيث ذاتية الرسام؛ إذ ترى الواقعية أنّ ذاتية الفنان يجب ألا تطغى على الموضوع، ولكن الرومانسية ترى خلاف ذلك، إذ تعد العمل الفني إحساس الفنان الذاتي وطريقته الخاصة في نقل مشاعره للآخرين .

خصائص المدرسة الواقعية

  • تُعطي اهتمامًا كبيرًا لوصفِ التفاصيل مهما كانت، مثل وصف الأصوات والحركات والألوان والأشكال.
  • تنطلق هذه المدرسة من الواقع في الطبيعة كما هو، ومن واقع المجتمع الذي يعيشه الإنسان، وتصوّر الصراعاتِ القائمةَ مع ذلك الواقع تصويرًا واقعيًّا بَحْتًا.
  • تركّز هذه المدرسة على جوانب المجتمعات الإنسانيّة السلبيّة مثل: الجريمة، الفقر، الجهل، الظلم، في محاولة مِن أصحابها لعلاجِ مثل هذه الظواهر التي يعاني منها البشر.
  • يعتمدُ أصحاب الواقعيّة الناقدة على تحليل النص الأدبي وعرضه بكلِّ موضوعيّة، بعيدًا عن أفكار الكاتب وآرائه وتوجُّهاته ومعتقداته.
  • تبحث في الأسباب الكامنة وراء الظواهر في النصّ، وتقوم بتأمّلها وتحليلها.
  • تعمل على إثارة العقول وتقوية الشخصية والإرادة لدى القرّاء؛ وذلك من أجل دفع القرّاء لمشاركة الكاتب في عمليّة البحث والتحليل، وإيجاد الحلول المناسبة لما يُطرَح من مشاكل.
  • التوفيق بين النص الأدبيّ وتَطوّر العلم، والاستفادة من العلم المتعلِّق بالطبيعة في مادّة الأدب.
  • الكتابة بموضوعيّة دون أي تجميل أو تحسين للواقع إلى أبعدِ حدّ.

اتّجاهات المدرسة الواقعية

  • الواقعية النقدية.
  • الواقعية الطبيعية.
  • الواقعية الاشتراكية.

أهم روّاد المدرسة الواقعية

جوستاف كوربيه

فنان فرنسي ريفي بدأ حياته بتصوير حياة الطبقات الغنية، ثم سار على نهج الرومانسيين، ولكن سرعان ما ترك الحركة، بعد أنْ شعر أنّها هروب من الواقع ولجوء إلى الخيال والذاتية، ومن أقواله المشهورة “لا أستطيع أن أرسم ملاكاً ،لأنّه لم يسبق لي أنْ شاهدته”.

وصور كوربيه العديد من اللّوحات التي تعكس الواقع الاجتماعي في عصره، وأعتقد أنّ الواقعية هي الطريق الوحيد لخلاص أمته.

ومن أشهر أعماله،” الدفن في أونان “

جان فرانسلو ميليه

فنان أبرز أفراد الطبقة العاملة في لوحاته، لأنّه كان يقيم في ريف فرنسا، ومن أقواله: “إنّ مواضيع الفلاحين تناسب طبيعتي بشكل أفضل، فالجانب الإنساني هو ما يلمسني أكثر في الفن”.

وكان جان فرانسوا ميليه رساماً واقعياً بارزاً، وعرف بدوره في تأسيس مدرسة “باربيزون” وهي مدرسة اجتمع فيها فنانون وقفوا معاً للسيطرة على هيمنة المدرسة الرومانسية.

ومن أشهر أعماله:” الرجل والمجرفة “


شارك المقالة: