يعتبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش الملقب بشاعر الثورة والوطن من أكثر الشعراء الذين تغنى بكلماتهم المطرب والملحن وعازف العود اللبناني مارسيل خليفة، فكان مجموع الأغاني التي غناها خليفة من كلمات هذا الشاعر قرابة الثلاثين أغنية من بين أغانيه المئة التي قدّمها منذ بداية مشواره الفني الذي كان في عام 1976 ولغاية يومنا هذا، ومن بين أجمل الأغاني التي غناها ابن محافظة جبل لبنان لهذا الشاعر تلك الأغنية التي كانت بعنوان “أجمل الأمهات” هذه الأغنية التي رأت النور في عام 1983 والتي تقول كلماتها:
كلمات أغنية أجمل الأمهات
كلمات: محمود درويش
ألحان: مارسيل خليفة
أجمل الأمهات التـــــــي انتظـــــــرت ابنها … أجمل الأمـــــــهات التي انتظرتهُ وعـــــــاد.
أجمل الأمهات: يخبرنا الشاعر بأنّ أفضل صنف ونوع من الأمهات هنّ التي يذهب أبنائهنّ إلى الحرب وهن رافعات رؤوسهن متضرعات إلى المولى عز وجل بأن ينصرهم أو أن يعودوا محملين على الأكتاف وقد نالوا شرف الشهادة.
عادَ مستشـــــــهداً … فبكتْ دمعتـــــــين ووردة … ولم تنـــــــزوِ في ثيـاب الحــــــــداد.
لم تنزو: لقد عاد ذلك الابن محملا على الأكتاف وقد نال شرف الشهادة إلا أنّ أمّه لم تقدر إلا أن تبكي علية، فنزلت دموعها التي هي دموع فرح وحزن في نفس الوقت، ومع هذا فإنّها لم تقم بارتداء الملابس التي تدل على الحداد.
لم تَنـــــتهِ الحــــــرب … لكنَّـــــهُ عــــادَ … ذابلــــــةٌ بندقـــــــيتُهُ … ويـداهُ محايـــــدتان.
أجمل الأمهــــات التي عينــــــها لا تنامْ … تظل تراقبُ نجماً يحوم على جثة في الظلام.
تراقبُ نجماً يحوم: إنّ الأم التي تفقد أحد أبنائها في الحرب مدافعا عن ثرى الوطن فإنّ النوم لا يجد طريقا إلى عيونها، وذلك بسبب أملها وشغفها بأن لا يضيع دم ابنها هدرا دون نتيجة، ومع هذا فإن الأمل لا يفارقها أبدا.
لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض … لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه.
فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقـــــــول … صامدون هنا قرب هذا الدمار العظــــــيم.
صامدون هنا: أي أننا لن نتراجع ولن تهزنا المصائب ولن يهزنا الدمار الذي حلّ بنا، فالوصول إلى الحرية وتحصيل المبتغى لا بدّ له من أن يمرّ في هذه الطريق الصعبة والمملوءة بكل ما هو حزين.
وفي يدِنا يلــــــمعُ الرعـــــــــب في يدِنا … في القلــــــبِ غصــــــــنُ الوفاء النضــــــــير.
صامدون هنا صامدون هنا صامـدون هنا … باتجاه الجدار الأخير باتجاه الجدار الأخــــــــير.