أغنية من أجمل ما غنى المطرب اللبناني مارسيل خليفة، بل ربما تعد الأغنية الأشهر والتي دفعت به ليكون من أكثر المطربين حبا وجماهيرية ليس في لبنان وفلسطين فقط كون معظم أغانية كانت لفلسطين والمقاومة، بل في جميع الدول العربية من القارة الإفريقية والقارة الآسيوية، هذه الأغنية هي أغنية “أحن إلى خبز أمي” التي كانت من كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والتي كانت إحدى الأغاني الخمسة التي تضمّنها الألبوم الأول في مسيرة هذا النجم والذي كان في عام 1976، هذه الأغنية التي تقول كلماتها:
كلمات أغنية أحن إلى خبز أمي
كلمات: محمود درويش
ألحان: مارسيل خليفة
أحن إلى خبز أمـــي … وقهوة أمـــي … ولمسة أمــــي … وتكبُر في الطفـــــولة يوماً … على صدر يــــــوم.
أحن إلى خبز أمي: كلمات وألفاظ أراد بها الشاعر غير المعنى الحقيقي، فأمي هنا تعني أرض فلسطين الطاهرة، تلك الأرض التي تحتضن كل الأشراف من الفلسطينيين والعرب والتي لم تبخل عليهم يوما في شيء.
وأعشق عمـــري … لأني إذا مت أخجـــتل … من دمع أمــــي … خذيني إذا عدت يوماً … وشاحاً لهـــــدبُك.
إذا مت أخجتل: هنا يأبى الشاعر مثله مثل كل أهل فلسطين ويرفضون الموت دون تقديم شيء لهذه الأرض التي هي بمقام ومكانة الأم لطفلها، بل يودون أن تكون ميتتاً مشرفة تشرفهم كما تشرف الأرض التي يدافعون عنها بأرواحهم ودمائهم.
وغطي عظامي بعشب … تعمد من طهر كعبك … وشدي وثاقي بخصلة شعر … بخيط يلوح في ذيل ثوبـــك.
بخيط يلوح في ذيل ثوبك: يبرهن لنا الشاعر أنّ علاقتة بالأرض علاقة قوية متينة كما علاقة الخيط بالثوب فيحيط ويمسك به من كل مكان وجانب، فوجود هذا الخيط من وجود هذا الثوب، وهكذا وجود فلسطين من وجود أهلها والعكس صحيح.
ضعيني إذا ما رجعـــــت … وقوداً بتنور نارك … وحبل غســــــيل على سطح دارك … لأني فقدت الوقــــــوف.
ضعيني إذا ما رجعت: يخبرنا الشاعر بأنّ لا مجال للعودة دون تحقيق النصر وتحرير الأرض، ويرسل رسالة إلى أمه مفادها إذا عدّت من الحرب حيا دون تحقيق النصر فلك الحق أن تحرقيني لأنني أكون قد تخليت عن هدفي الذي هو أثمن من روحي.
بدون صلاة نهارك … هرمت فردي نجوم الطفولة … حتى أشارك صغار العصافير … درب الرجوع لعش انتظارك.
