يعتبر عام 1984 من بين الأعوام الأهم في مسيرة المطرب اللبناني مارسيل خليفة، ففي هذا العام وبعد النجاح الكبير الذي حققه في أسطوانته الأولى قدّم مجموعة من الأغاني كان لها أثر وصدى في لبنان وجميع الدول العربية، وكان من بين هذه الأغاني أغنية “بالأخضر كفناه” التي كانت من كلمات عز الدين المناصرة، والتي قام بتقديمها أمام ما يزيد عن مئة ألف وسط العاصمة اللبنانية بيروت، كما قدّم في هذا الحفل أغنية “أرض الجنوب” التي كانت من كلمات الشاعر اللبناني حبيب صادق، هذه الأغنية التي تقول كلماتها:
كلمات أغنية أرض الجنوب
كلمات: حبيب صادق
ألحان: مارسيل خليفة
شّدي عليك الجرح وانتصـــــبي … عبر الدجى رمحاً من اللهــــــب.
يا ساحة الأنواء كــم عصفـــــت … فيها خيول الهـــــول والرعــــــب.
فالأرض فيـــها وجه مذبحـــــــة … والجو أمطـــــــار من الشــــــهب.
الجو أمطار: ينقل لنا الشاعر الأوضاع والاحوال التي تعيشها أرض الجنوب اللبناني المحتل، فالنيران والقذائف تأتي من كل مكان، فيشبه غزارتها كغزارة الأمطار في ليالي الشتاء العاصف.
لم يبق غصـــن غير منتــــــهب … لم يبق وجه غــــير مســـــــتلب.
أهلـــوك لاسوراً من الكـــــــذب … أهلــــوك لاقناصـــــــة الرتـــــــبِ.
صدوا الرياح السوداء يحفزهــــم … جـــــرح التراب وأنةُ العشـــــــب.
شغــــــيلة من أرض عامـــــــلة … أكرم بهـــم من عاطر النســـــب.
عاطر النسب: يلوم ويعاتب الشاعر هنا تلك الفئة من الناس الجشعين الذين لا يهمهم إلا أنفسهم، فأرض الوطن والشرفاء من أهله لا يكترثون لهم، فهم من الأسباب التي أدت إلى فقدان هذه الأرض وإحتلالها وإغتصاب حقوق أهلها.
من صخـــــرها قدّوا أعنتــــــهم … واسترشدوا بالكوكب الذهبـــــي.
لم يغرهـــــــم تاج ومملـــــــكة … لم يثنهم صعــب عن الطلــــــتب.
ما همّـهم إلا الربى سلــــــمت … آياتها من رجـــــــس مغتصــــــب.
أرض الهـــــــوى العـــــــذري ما … ارتحلت إلا إليها رعشة الهـــــدب.
والأغنــــــيات الخضـــــر ما نزلت … الا على ينبوعــــــــها العـــــــذب.
الأغنيات الخضر: يتغنى ويغازل الشاعر أرض الجنوب، فأرضه الجميلة الخضراء ومائه العذب الذي يروي ضمأ كل عطشان دافع لديه من أجل إلهام فكره وعقله للتغني وتمجيد هذه الأرض.
لم يستــــــــفق ذو جانح طــرب … الا بفــــــيء نهارهــا الطـــــــرب.
أفديــــــــك بالأيام لم تشــــــب … أفديـــــك بالأقمــــار لم تغـــــــب.
أفدي صباك الّشهم مقتحـــــما … ليل الردى بالســـــــاعد الثــــرب.
