لوحة ليلة النجوم
تعتبر لوحة ليلة النجوم من إحدى اللوحات الفنية المشهورة، وخصوصاً في الثقافة الحديثة، وتم رسمها بواسطة الفنان الهولندي فينسنت فان جوخ، وهي تُصور المناظر الطبيعية الموجودة خارج نافذة الرسام في المصح العقلي وذلك في عام 1889م، وتوجد الآن في نيويورك في متحف الفن الحديث.
وكانت اللوحة عبارة عن ليل مدينة سان ريمي دو بروفنس، وعلى الرغم من أنَّه رسمها في النهار، وأنَّ كل ما رسمه كان من ذاكرته عن تلك الليلة التي رآها.
حقائق عن لوحة ليلة النجوم
- منذ زمن طويل دارت نقاشات عديدة حول “الدوامات” الموجودة في تلك اللوحة بالإضافة لقول الكثيرين أنَّها كانت امتداداً لحالته النفسية الهشة في ذلك الوقت، ولكن الآن يدّعي فنان أمريكي خبير أنَّ اللوالب والدوامات الموجودة باللوحة هي ببساطة عبارة عن تصوّر المجرات في الكون، ومن المرجّح أنَّها كانت مستوحاة من رسومات للكون في ذلك الوقت.
- وجاءت هذه الادّعاءات في كتاب للمصور الفنان الأمريكي “مايكل بنسون” تحت اسم Cosmigraphics، ويقول فيه إنَّ أحد وأهم الرسومات التي كانت إلهاماّ لفان غوخ وذات أهميّة خاصّة للقيام بتنفيذ هذه اللوحة، كان رسماّ لمجرة الدوامة للفلكي الايرلندي “ويليام بارسونز” وذلك في منتصف القرن الـتاسع عشر .
- ويقول بنسون إنَّ الفلكي ويليام بارسونز كان قد بنى أكبر تلسكوب في ذلك الوقت لمراقبة السماء ليلا، بمرآة قطرها 1.8 متر، لاحظ من خلاله المجرة ورسم لوحته بناء على ملاحظاته.
- وقد ظهرت تقنية استخدام الدوامات في وقت لاحق في الكثير من أعمال فان غوخ، وعلى الرغم من أنَّه من غير المعروف ما إذا كانت كلها مستوحاة من رسم “مجرة الدوامة” أو أنَّ هذه الحقيقة ربما لن تعرف على وجه اليقين مطلقاً.
أصل لوحة ليلة النجوم
- بعد أن احتفظ بها في البداية، أرسل فان جوخ ليلة النجوم إلى ثيو في باريس في 28 سبتمبر 1889، إلى جانب تسع أو عشر لوحات أخرى، توفى ثيو بعد أقل من ستَّة أشهر من فينسنت، في يناير 1891.
- ثمَّ أصبحت أرملة ثيو، جو، هي القائدة المؤقتة لإرث فان جوخ، باعت اللوحة للشاعر جوليان لوكليرك في باريس في عام 1900، الذي استدار وباعها إلى إميل شوفنكر، صديق غوغان القديم، في عام 1901.
- ثمَّ اشترت جو اللوحة من شوفينكر قبل بيعها إلى معرض أولدنزيل في روتردام في عام 1906، من 1906 إلى 1938 كانت مملوكة لجورجيت ب. فان ستولك، من روتردام، التي باعتها لبول روزنبرغ من باريس ونيويورك، من خلال روزنبرغ، حصل متحف الفن الحديث على اللوحة في عام 1941.
المواد المستخدمة في لوحة ليلة النجوم
وكان التحقيق في هذه اللوحة من قبل العلماء في معهد روتشستر للتكنولوجيا و متحف الفن الحديث في نيويورك و الصباغ أظهر التحليل أنَّ السماء كانت رسمت مع اللازورد و الكوبالت الأزرق والنجوم والقمر استخدم فان جوخ الصباغ النادرة من الهندي الأصفر مع الزنك الأصفر.
تحليل لوحة ليلة النجوم
- على الرغم من العدد الكبير من الرسائل التي كتبها فان جوخ ،لم يقل سوى القليل عن ليلة النجوم، بعد الإبلاغ عن أنَّه رسم سماء مرصعة بالنجوم في يونيو، ذكر فان جوخ اللوحة في رسالة إلى ثيو في 20 سبتمبر 1889 أو حوالي ذلك، عندما أدرجها في قائمة اللوحات التي كان يرسلها إلى شقيقه في باريس، في إشارة إلى أنَّها “دراسة ليلية”، من هذه القائمة من اللوحات، كتب قائلاً:
“في كل الأشياء الوحيدة التي أعتبرها جيدة بعض الشيء هي ويتفيلد، الجبل، البستان، أشجار الزيتون مع التلال الزرقاء والصورة ومدخل المحجر، والباقي يقول لي شيئا”؛ “البقية” ستشمل ليلة النجوم، عندما قرر كبح ثلاث لوحات من هذه المجموعة لتوفير المال على البريد، كانت ليلة النجوم واحدة من اللوحات التي لم يرسلها.
- وأخيرًا، في رسالة إلى الرسام إميل برنارد من أواخر نوفمبر 1889، أشار فان جوخ إلى اللوحة بأنَّها “فشل”، جادل فان جوخ مع برنارد، وبوجه خاص بول غوغان حول ما إذا كان ينبغي للمرء أن يرسم من الطبيعة، كما فضَّل فان جوخ، أو يرسم ما أطلق عليه غوغان “التجريدات”؛ وهي اللوحات التي تصورها الخيال.
- سرد فان جوخ تجربته عندما عاش غوغان معه لمدَّة تسعة أسابيع في الخريف والشتاء من عام 1888 قائلا:
“عندما كان غوغان في آرل ، سمحت لنفسي مرة أو مرتين بالتخلي عن التجريد، كما تعلمون ولكن هذا كان الوهم، أيها الأصدقاء الأعزاء، وسرعان ما واجه أحدهم حائطًا من الطوب ولكن مرة أخرى، سمحت لنفسي بأن أكون مضللاً للوصول إلى نجوم أكبر من اللازم، ولقد كان لي ملء ذلك “، يشير فان غوخ هنا إلى الدوامات التعبيرية التي تهيمن على الجزء العلوي الأوسط من ليلة النجوم
العناصر التصويرية في ليلة النجوم
- أشار ثيو إلى هذه العناصر التصويرية في رسالة إلى فنسنت بتاريخ 22 أكتوبر 1889: “أشعر بوضوح بما يشغل بالك في اللوحات الجديدة مثل القرية في ضوء القمر (ليلة النجوم) أو الجبال، لكنِّي أشعر أنَّ البحث عن الأناقة يسلب الشعور الحقيقي للأشياء”، أجاب فينسنت في أوائل نوفمبر.
“على الرغم من ما تقوله في رسالتك السابقة، أنَّ البحث عن الأناقة يضر غالبًا بصفات أخرى، والحقيقة هي أنَّني أشعر بنفسي مدفوعًا إلى حد كبير للبحث عن الأناقة، إذا أردت، ولكنِّي أعني بذلك المزيد رسم رجولي وأكثر تعمدًا، إذا كان ذلك سيجعلني أشبه برنارد أو غوغان، فلن أتمكن من فعل أيِّ شيء حيال ذلك، لكنني أميل إلى الاعتقاد بأنَّك تعتاد على ذلك على المدى الطويل”.
- وفي وقت لاحق في نفس الرسالة، كتب قائلاً: “أعرف جيدًا أنَّ الدراسات التي تم استنباطها بخطوط طويلة متعرجة من آخر شحنة لم تكن ما يجب أن تصبح، لكنني أجرؤ على حثكم على الاعتقاد بأنهَّ في المناظر الطبيعية سوف يستمر الشخص لحشد الأشياء عن طريق أسلوب الرسم الذي يسعى للتعبير عن تشابك الجماهير”.
- تعرض فان جوخ للانهيار في يوليو عام 1889، نظري نايفه وسميث أنَّ بذور هذا الانهيار كانت موجودة عندما رسم فان جوخ ليلة النجوم، وأنَّه في تسليم نفسه لخياله “تم اختراق دفاعاته”، في ذلك اليوم في منتصف يونيو، في “حالة من الواقع المتصاعد”، مع وجود جميع العناصر الأخرى للوحة، ألقى فان جوخ نفسه في لوحة النجوم، منتجين، يكتبون، “سماء الليل على عكس أيِّ مكان آخر كان العالم يراه بأعينٍ عاديةٍ.