ليوناردو دافنشي
ليوناردو دافينشي هو واحد من أعظم عباقرة العصور الوسطى، وُلد في إيطاليا في 15 أبريل 1452. كان دافينشي فنانًا رينسانسيًّا متعدد المواهب، حيث لمع في مجالات متعددة مثل الرسم والنحت والهندسة والعلوم والفلسفة. رسم لوحات فنية تعد من بين أشهر الأعمال في التاريخ، منها “لوحة الموناليزا” و”آخر عشاء”، والتي تعكس دقة التفاصيل والإحساس بالحركة الحيوية.
1- طفولة ليوناردو
ولد ليوناردو دافينشي في 15 نيسان 1452 .
لم تكن طفولة الفنان دافنشي سهلة مطلقاً، فقد كان يعاني كثيراً بسبب إخوته الشرعيين اللذين لم يتقبّلوا وجوده كفرد من أفراد العائلة، والجدير بالذكر أنَّه كان الابن المفضّل لدى والده، وهذا كان سبباً في أن يكون له حصَّة من إرث الأب بعد وفاته.
2- أصول ليوناردو وعائلته:
كان ليوناردو الابن الأكبر لكاتب العدل الخامس والعشرين ويُدعى سر بييرو دا فينشي، لعائلة ثريَّة، ولامرأة من طبقة دنيا تُدعى كاثرين، وذلك نتيجة لعلاقة غير شرعية بين الوالدين.
أهم أعمال ليوناردو دافينشي
1- العشاء الأخير: في اللحظة التي أخبر بها المسيح الحواريين أنّ معهم خائن في العشاء، حيث معه على المائدة اثني عشر حوارياً، هذه اللوحة التي ارتكز عليها دان براون في عرض لغز روايته الأشهر (شيفرة دافنشي)، حيث تحتوي ألغازاً قام ليوناردو دافينشي بزرعها في لوحته ليعرضها لنا براون ويخبرنا أنّا لن نصل إلى عبقرية دافنشي أبداً.
2- عذراء الصخور بنسختين: رسم الفنان ليوناردو دافينشي هذه اللوحة لكنَّ المسؤولين رفضوها، فاحتواؤها على إشارات شيطانية جعل منها منفّرة وغير مقبولة، فطُلب منه تغييرها ولذلك رسمها ليوناردو دافنشي مرَّتان.
3- الجوكاندا أو( الموناليزا ) :هناك الكثير لم يعرف الفنان ليوناردو دافنشي إلّا من هذه اللوحة التي كانت الأشهر له، وهي مرسومة بالطريقة الضبابيَّة، حيث يشعر الرائي أنَّها غير بارزة الملامح (ناعمة الأطراف)، ويربط بعض النقَّاد أنَّها تجمع بين ملامح الجوكندا (الشخصية في الصورة) وليوناردو دافنشي نفسه، وهي الأقرب لقلبه أيضاً.
حتى أنَّه أطال مدّة رسم اللوحة طويلاً، ثمَّ طلب وقتاً إضافي لرسم الخلفيّة، وأشهر ما في لوحة الموناليزا ابتسامتها حيث يراها الرائي تبتسم له إن كان سعيداً، ويراها ابتسامة حزينة إن كان حزيناً.
4- لوحة الرجل الفيتروفي:
استوحى “ليوناردو دافنشي” رسم لوحة الرجل الفيتروفي من نظرية فيتروفيوس التي جاء بها المعماري الروماني “فيتروفيوس” في القرنِ الأول قبل الميلاد، وبناءً على هذه النظرية فإنَّه يستوجب الأمر ضرورةً أنَّ الإنسان المثالي يجب أن يتناسب مع أشكال الدوائر والمربعات في آنٍ واحد.
وتعكس هذه اللوحة طبيعة اهتمامات عصر النهضة، التي كانت تجمع بين الفن والرياضيات والفلسفة، وتوجد هذه اللوحة في معرض الأكاديمية في البندقية بإيطاليا، وتمَّ رسمها في العام 1490م.
5- لوحة البورتريه الذاتي: تعتبر لوحة البورتريه الذَّاتي التي رسمها “ليوناردو دافنشي” غريبة بعض الشيء، وهي واحدة من أشهر لوحات “ليوناردو دافنشي” ، إذ تعكس صورة رجل كهل قد بلغ سن متقدمة جدًا.
فغطَّى شعره البياض وغزت التجاعيد وجهه كاملًا، وتتضارب المعلومات بأنَّه من الممكن أن تكون هذه اللوحة تلبيةً لخيالات الأشخاص حول شكل “ليوناردو دافنشي” ذاته، أمّا الآراء الأخرى فتشير إلى أنَّها صورة يقدِّمها الفنان ليكشف عمّا سيكون عليه شكله عند تقدُّم السِّن به، وما زالت صورة ذلك الرجل المسن تحاط بها التساؤلات حول حقيقة هذا الرجل، ويُعتقد بأنَّه قد تمَّ رسم هذه اللوحة في الفترة بين عامي 1515م – 1516م.
6- لوحة عذراء الصخور: توجد لهذه اللوحة نسختان أصليتان، تُعرض اللوحة الأولى في متحف اللوفر الفرنسي، وهي اللوحة الأولى التي رسمها في الفترة بين عامي 1483م – 1486م.
وتشير المعلومات إلى أنَّها من أوائل اللوحات التي قدمها الفنان دافنشي للعالم، وقد اختلف النقَّاد في تفسير هذه اللوحة، والمجموعة الأولى من النُّقاد قالت بأنَّها تعبير عن العفَّة والعصمة التي تتمتَّع بها السيدة مريم العذراء، والرأي الثاني للنقاد يعتقد بأنَّها تمثل لحظة لقاء السيد المسيح المولود بيوحنا المعمدان، وقد قام دافنشي على إعادة الرَّسم لهذه اللوحة في عام 1508م، والأخيرة هي المعروضة في المتحف الوطني في لندن.
أهم اختراعات ليوناردو دافينشي
اعتاد الفنان دافينشي أن يسجّل جميع ملاحظاته التي كان يلاحظها في كتب ورسالات، كما أنّه تمكن من كتابة العديد من الكتب التي تناولت جوانب مختلفة من العلوم، وقد طرح ليوناردو دافنشي في سنة 1486 م، فكرة إمكانية طيران الإنسان.
وقد كانت فكرته قائمة على أساس أنَّ الإنسان يمكنه أن يطير وذلك بسبب وجود تجانس بين الجسمين الطائر والإنسان، ولكن فإنَّ الأمر يحتاج إلى جناحين، وبدأت تراوده فكرة أن يقوم بصنع آلة تشبه الجناحين والتي تمكّن الإنسان من الارتفاع في الهواء، أمّا الاختراع الثاني الذي حاول دافينشي طرحه هو إمكانيَّة صناعة غوّاصة من أجل الغوص في أعماق البحار، كما أنّّّه حاول أن يستغل الطاقة الشمسيّة من خلال المرايا.
1- لباراشوت: رسم الفنان ليوناردو دافينشي نموذجاً لمظلة الهبوط، وهو مشابه جداً لنموذح المظلة في وقتنا الحالي.
2- الفارس الآلي: وهو مجسّم لشكل فارسٍ، وقد كان على شكل رسومات تفصيليَّة على كرَّاسات ليوناردو دافينشي، وقد تمّ الإشارة له في رواية (شيفرة دافينشي)، وهو أول رجل آلي فعلي يمكن تحريكه حسب النموذج، وتمَّ تطبيق الرسومات حرفياً وتحرك الفارس بكامل طاقته، ممّا أثبت مدى عبقرية ليوناردو دافينشي في رسم آلة قبل التطبيق ونجاحها بالواقع، ولم يكتشف وجود تطبيق عملي للفارس في حياة الفنان دافينشي.
5- فيولا أورغانيستا: تعتبر فيولا آلة موسيقية تشبه في شكلها البيانو، وأيضاً وجدت على الورق وقام الآن الموسيقار سلافومير زوبريتشكي وبعد 500 عام على وفاة الرسَّام بمحاولة تطبيقها على أرض الواقع، لكن المشروع لم يتم بالنهاية.
6- الكمرا ذات الثقب: هي فعلياً تعمل كما عين الإنسان تستقبل الصورة معكوسة وتكون أكثر تحديداً كلّما كان الثقب أصغر، لكنَّها باهتة أكثر بالمقابل.
أهم التصاميم الهندسية للفنان دافينشي:
- من أول مشاريع دافينشي والتي تغيّر بعدها اهتماماته .كانت (قناه تربط بين بيزا وفيرونزا).
- السلالم الثنائية أو الرباعية (المصعد بطاقة الرياح) والقنوات المائية: فهو يقول أنّ الرياح المتواجدة في أي وقت وزمن ستحرك المصاعد، وستقوم طاحونة بجرِّ الماء في الحديقة، لتعبِّر عبر قنوات إلى المنازل.
الفنان دافينشي وأعمال النحت
عمل الفنان دافينشي نحَّاتاً للكثير من الرسومات، فقد كان يستخدم الطين من أجل تشكيله على الشكل الذي يريده، وقد كانت بداية أعماله هي رؤوس لسيدات بأشكال مختلفة، كما أنّّّه كان ينحت رؤوس الملائكة على حسب اعتقادهم ، وتمكّنت العديد من هذه المنحوتات من الوصول إلينا في يومنا هذا.
سفر دافينشي من فلورنسا الى ميلانو
كان لورينسو العظيم سبب في سفر دافينشي من فلورنسا إلى ميلانو ، وذلك وفقاً لسياسة دبلوماسيّة مع الممالك الإيطالية، والتي كانت تقتضي إرسال مجموعة من الفنّانين والرسّامين إلى هناك من أجل تزيين كنيسة بابوية حديثة البناء لسيكستوس الرَّابع، وكان ليوناردو دافينشي في ذلك الحين يبلغ من العمر حوالي 30 عاماً، كما أنّه عند وصوله إلى ميلانو قام بالمشاركة في مسابقة للعزف، وتمكَّن من أن يسحق جميع المشاركين في المسابقة، فقد كان يعزف على آلة تسمَّى محكمة سفورزا .
أشهر أقوال دافينشي:
“الرسام الجيد لديه أمران أساسيان يرسمهما ،الرجل وروحه ،الأول رسمه سهل، ولكن الثاني صعب لأنَّ الرُّوح عليك أن تعبِّر عنها من خلال الإيماءات وحركة الأطراف”.
وفاة ليوناردو دافينشي
توفي الفنان ليوناردو دافينشي كما يروي المؤرِّخ الإيطالي جورجيو فاساري بين يدي الملك فرانسيس الأول، الذي كان راعياً له، ويعتبره بمثابة معلم وأستاذ ناقش معه فرانسيس الشاب أمور الفلسفة والفن والهندسة والعمارة.
وقد كتب وصيته، التي أوصى بها أن يتمَّ وهب جميع الممتلكات التي يملكها لإخوته في فلورنسا، كما أنّه وهب بعضها من أجل الفقراء والمحتاجين، ولكن بعد ذلك بفترة تمَّ نبش قبره من بعض المخرِّبين وتمَّ ضياع رفاته وأجزاء القبر جميعها تمَّ سرقتها، وكان ذلك تحديداً في فترة الصراع بين الكاثوليك والمسيحين الفرنسيين.