الخط الكوفي
يمثّل هنا الخطّ الكوفيّ الخطّ العربي القديم الذي نشأ في الكوفة وجاءت تسميته من هذا المنطلق، ويعتير من أقدم الخطوط العربية وأعرقها، وقد تمّ اعتماد الخطّ الكوفيّ في عهد الخلفاء الراشدين، ونظراً لحاجة المسلمين إلى تدوين القرآن الكريم.
كما أنه يمثّل خطّ يابس هندسي زخرفي يحتاج عند كتابته إلى الدقة المتناهية والدراية به، وتم استخدام هذا الخطّ في كتابة المصحف الشريف بشكلٍ خاص، وكما تم استخدامه أيضاً في النقوش الموجودة على جدران المساجد والقصور، وغيرها الكثير من خوالد فن العمارة الإسلاميّة.
ويقوم مبدأ كتابة هذا الخطّ على إمالة في الّلامات، والألفات باتجاه اليمين قليلاً، كما وأنه خطّ غير منقوط، وهنالك أنواع متعدّدة من الخطّ الكوفيّ التي تختلف بأساليب الزخرفة، والزينة المتبعة فيه.
تعريف الخط الكوفي
الخطّ الكوفي هو من أقدمِ الخطوط العربية، وهو النوع اليابسُ من الخطوط العربية، والذي يتميّز بحدّة زوايا حروفه واستقامتها، حيثُ ظهر هذا الخط في مدينة الكوفة، ويعتبر امتداداً لخطّ الحيرى، والذي نشأ في مدينة الحيرة التي تقع بالقرب من مدينة الكوفة.
واستُخدِم الخطُّ الكوفي في الأمور الرسمية في الدول العربية الإسلامية آنذاك، مثل التدوين، والمراسلات، وقد كُتِبت النُّسخ الأولى من القرآن الكريم بالخطّ الكوفي، وسُميّ بالخطّ الموزون، لاستقامة حروفه.
نشأة الخط الكوفي
تعودُ نشأةُ الخطّ الكوفي إلى مدينة الكوفة الإسلامية، وهي ثاني المدن الإسلامية التي تأسّست في العراق خلال الفتوحات الإسلامية، وشيّدها سعدُ بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.
وأُسِّست لتكونَ قاعدةً عسكرية، ومع تطوّر وازدهار مدينة الكوفة اهتمَّ الشعبُ آنذاك بالخط العربي، وأضاف عليه، وغلبت على تطوّره سمةُ الجفاف، والاستقامة في حروفه، وعُرف باسم الخطّ الكوفي نسبةً إلى مدينة الكوفة التي نشأ، وتطوّر فيها، وانتشر بعدها في البلاد الإسلامية جميعها.
خصائص الخط الكوفي
- اعتبار الخطّ الكوفي واحداً من الخطوط العربية السبعة الرئيسية، وهي الخطّ المحقق، والخط الريحاني، والثلث، والنسخ، والرّقاع، والإجازة، والكوفي.
- الخطّ الكوفي بأنواعه هو خطّ هندسي، أو ذو طابَع هندسي، إضافةً إلى أنّه خطّ زخرفي، وهذا ما يُميّزه عن غيره من الخطوط العربية الأخرى.
- الخط الكوفي ذو طابع مرن، فمن الممكن أن يُطوَّر عليه، وتُبتكَرُ أشكال، وأنواع أخرى منه. الخط الكوفي له عدّة أنواع كما ذكرنا، وينفردُ كلّ نوع بشكله، ومظهره الخاصّ، بالرغم من تشابههم في القاعدة العامّة للخطّ الكوفي.
- كتابة الخط الكوفي تتطلّب استخدامَ المسطرة، والأدوات الهندسية.
- الخط الكوفي يأخذُ وقتاً طويلاً في التصميم، والتحبير، مقارنة مع الخطوط العربية الأخرى.
- تمكّن أيّ شخص لديه المعارف الأساسية في الهندسة أن يتعلّمَ الخطَّ الكوفي.
- وجوب أن يُصمَّم الخطُّ الكوفي بالمسطرة، وقلم الرصاص أولاً، فهو لا يُكتب بالقلم بشكل مباشر.
أنواع الخط الكوفي
- الكوفي البسيط: يتميّز الخطّ الكوفيّ البسيط بالبساطة لكونه خالي من أي زخرفة ، وتنتهي قوائم حروفه على شكل مثلث.
- الكوفي الهندسي: ويتم هنا تحديد حروف الكلمات فيه بأشكال هندسية، كما وتتكرر الكلمة بأوضاع مختلفة في جميع الجوانب (الاتجاهات) حتّى تشغل المساحة المطلوبة، وما يميز هذا النوع من الخطّ الاستقامة الشديدة في رسم حروفه، وسماكتها والتي بدورها تمثل الفراغات المحيطة به، وزواياه القائمة.
- الكوفيّ المورق: يتميّز الخطّ الكوفيّ المورق هنا بخروج حروف أطراف الكتابة فيه عن حروفه سيقان نباتية دقيقة، بالإضافة الى زخرفة نهاياتها، وورقة نباتية تمتد إلى أبدان الحروف نفسها الأمر الذي يكسبها صفة جمالية مضافة، ولقد انتشر إستخدام الخطّ الكوفيّ المورق في جميع أنحاء العالم الإسلاميّ.
- الكوفي المزهر: يقوم الخطّ الكوفيّ المزهر هنا على تحوير الورقة النباتية التي تم معرفتها في الخطّ المورق إلى ورقتين تتكوّن من فصوص ثلاثية ويتضمنها الغصن النباتي الذي يخرج من نهايات ورؤوس الحروف، ومن ثمّ يمتدّ حتّى يبتعد عن مكانه إتصاله بالحروف مع حدوث انثناء قليل فيه بعدما تنشق أوراقه حتّى تزين الأزهار، كما وينظر له من حسب منظور المختصين، وعلماء الآثار العربية الإسلاميّة واحداً من الابتكارات التي ابتكرها العرب والتي تعد مهمه، وتعتبر أيضاً بأنها إضافة جديدة للفنون المزدهرة في الحضارة العربية الإسلاميّة.
- الكوفي المضفور: يتميّز الخطّ الكوفيّ المضفور عن غيره من أنواع الخطوط الأخرى بزخرافته التي تربط الحروف معاً بحيث تتشابك وتتداخل، ويميل به التعقيد إلى حد تجعله يذهب إلى معالم الكتابة التي يصعب قراءتها في بعض الأوقات، حيث ولا يمكن للقارئ أن يعرف من أين تبدأ الكلمة ومن أين تنتهي.
- الكوفي المعماري: يتميّز الخطّ الكوفيّ المعماري بتشابك رؤوس الألفات واللامات العلويّة، والتي تكوّن أشكالاً معمارية