الأساس القانوني للضريبة

اقرأ في هذا المقال


ما هو الهدف من فكرة الضريبة؟

تعاني الدول النامية من العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، ومنها عدم التنسيق بين الحاجة الكبيرة لمصادر التراكم اللازمة لتمويل عملية التنمية وندرة حدود الموارد الناتجة عن فشل الأساليب الإنتاج وضعف الناتج القومي وتدني نصيب المدخرات في هذا الإنتاج، بالإضافة إلى التضخم والبطالة والعجز المالي وتفاقم الدين الخارجي وندرة العملة القوية وبالتالي الحاجة الماسة إلى شمولية ومتوازنة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ومن خلال ذلك يتضح دور الدولة المؤثر في الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال توفير مصادر التمويل، بالإضافة إلى تبني سياسة عقلانية في توجيه مسارات الإنتاج والاستهلاك وتوزيع الناتج القومي والضرائب هي أهم الوسائل الاقتصادية والمالية الأساسية التي يمكن للدولة من خلالها التأثير في الحياة الاقتصادية، إضافة إلى أدوات أخرى.

ولذلك لم يعد الهدف الوحيد للضرائب هو الحصول على أكبر عائد مالي فقط بل توسعت الأهداف واتسعت لتشجيع عملية التنمية الاقتصادية وتحقيق التوازن المستهدف على المستوى المحلي والاجتماعي للاقتصاد وعلى مستوى كل قطاع ونشاط إضافة إلى أهداف توزيع الدخل القومي وتحقيق العدالة الضريبية المنشودة.

فالضرائب هي إحدى الأدوات المالية التي تستخدم لنقل جزء من ممتلكات الأفراد، ويقومون بتحويلها إلى المدينة لأغراضهم المختلفة، تعكس الضريبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمع الذي تفرض فيه تمامًا، كما تتغير الضريبة في الحجم والحاوية والغرض مع تغير الظروف.

ولقد أثرت الضريبة على العديد من التطورات في مختلف مراحل التاريخ، سواء من حيث الطبيعة أو الأسس التي تقوم عليها أو الأهداف اعتمادًا على ما يتطلبه مفهوم العدالة السائد، ومن طريقة لإدارة الإنفاق الحكومي إلى استخدامه كأداة مالية إلى وسيلة للوصول إلى غايات أخرى إذا كان هناك العديد من المحاولات لمضاهاة الصعوبات للاتفاق على تعريف موجز للضريبة، فهذا مصدر لإيرادات الحكومة وأداة اقتصادية وسياسية لتحقيق العدالة الاجتماعية.

تحديد الضريبة في الفكر الإقتصادي:

يجب أن يكون هناك توازن بين الإنفاق الحكومي والإيرادات الحكومية؛ لأن الدولة تحولت إلى مصادر مالية أخرى غير الاقتراض من السكان، وهو ما يسمى تمويل العجز، ستبقى الدول في السيطرة عجز مالي دائم، بالنظر إلى الأعباء المالية التي تنبع من القروض، ووقت الكساد الكبير عام 1929 عندما تأثر الاقتصاد الحر  وعجز السياسة المالية عن التعامل مع الأزمة، ظهرت نظرية كينز في عام 1936، وهي محتوى اقتصادي جديد يختلف عن التفكير الذي كان في ذلك الوقت.

الضريبة عند الفيزوقراط:

كان الفكر الاقتصادي الفيزيوقراطي في فرنسا في القرن الثامن عشر الميلادي، وتمكنوا من الوصول إلى بعض الاستنتاجات حول طبيعة الثروة والتوزيع بحيث اعتبروا الأرض مصدرًا للثروة وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنه إنشاء شبكة فائض الإنتاج، وبالتالي فإن الفائض هو ما يخضع للضريبة نتج عن الفكرة الاقتصادية انقسام الفيزيوقراط المجتمع إلى ثلاث طبقات:

  • الطبقة العقيمة: التي ينتمي إليها جميع الأشخاص المنخرطين في التجارة والصناعة، على الرغم من أن الفيزيوقراطيين قد أدركوا أن هذه الفئة مفيدة للاقتصاد والشخص، ولكن وفقًا للفيزيوقراطيين، فإن هذه الطبقة تقود النشاط. ولا زيادة في الازدهار الوطني، وبالتالي تعتبر هذه الطبقة العاملة طبقة ثانوية.
  • طبقة الملاك: تمثل فئة المالك الفئة التي تكتسب صافي الدخل الذي تنتجه فئة الإنتاج، بالإضافة إلى ما تفعله من بقية النشاط الذي سيؤدي إلى الزيادة الخصوبة وتنمية الأراضي.
  • طبقة الإنتاج: ممثلة بفئة الفلاحين الذين يستغلون الأراضي أو يمتلكونها ويحققون الدخل الصافي من عملهم وما في حكمه بفضل الأرض التي يمتلكونها.

بينما نجد فكرًا اقتصاديًا كلاسيكيًا يصر على الحياد الضريبي، وينبع من فكرة حياد الدولة ودورها المحدود في ضمان الأمن الداخلي والخارجي للدولة، تمامًا كما يدفع الرخام غير المرئي قوى السوق وأي موقف يحدث تلقائيًا دون تدخل الدولة.

وإضافةً إلى ذلك، نجد أن الدولة تقدر الإنفاق العام والإيرادات العامة اللازمة لتغطية النفقات؛ الأمر الذي يتطلب التوازن بين الإنفاق والإيرادات وحسن الإدارة المالية.

الضريبة عند أدم سميت:

يعتبر آدم سميث أحد المفكرين الاقتصاديين الكلاسيكيين المعروفين بكتابه ثروة الأمم، والذي حدد من خلاله القواعد الضريبية الأساسية التي نوقشت في التوفير في مصاريف التحصيل ذات أهمية كبيرة لمصلحة الطرفين (الدولة والمكلف).

الضريبة عند جون باتيست ساي:

اشتهر الخبير الاقتصادي ساي بقانون المنافذ، والذي يضمنه حقيقة أن البضائع يتم استبدالها بسلع أخرى؛ ممّا يعني أن الإنتاج لا يمكن أن يتجاوز الطلب أو ينفد؛ لذلك يجب على الشخص الذي يبيع منتجاته مقابل المال استهلاكها المال عن طريق استهلاك سلع البائع قد يكون هذا بسبب عدم قدرة الإيرادات العامة الحديثة على تغطيتها وتجنب الاقتراض والفوائد التي تضر بالمركز المالي، ولكن عند فرض الضرائب، يجب أن تكون في حدها الأدنى.

الضريبة عند دافيد ريكاردو:

اشتهر ريكاردو بنظرية التجارة الخارجية من خلال تبني نظرية القيمة النسبية في التبادلات الدولية، وفي مجال الضرائب يرى أنه من الأفضل للدولة عدم التدخل في المجالات التالية: الزراعة والتجارة والصناعة، لكنه يقر بضرورة فرض ضرائب مقدارها الضرورة، أي عدم قدرة الدولة على تغطية نفقاتها العامة.

الضريبة في الفكر الاقتصادي الحديث:

تميزت الأزمة العالمية التي ابتليت بالاقتصاد الرأسمالي عام 1929 بانكماش الطلب وانتشار البطالة وانهيار أسواق الأسهم، ممّا أدى إلى ظهور فكر اقتصادي جديد في التكامل من اقتصاديات المالية العامة في النظرية الاقتصادية بقلم جون واتاندر، حيث تم تضمين كتابه الشهير في النظرية العامة للتوظيف والمال والفائدة.

فكرة اليد الخفية التي يتم استخدامها لإتمام التوازن وحياد الدولة والنظرة الخارجية للنشاط الاقتصادي وتجادل حول الضرائب التي يمكن للدولة أن تقلل من هامش الميل للاستهلاك لبعض الفئات في المجتمع من خلال فرض ضرائب على دخلهم وعلى أنفسهم، ويمكن أن تؤثر الدولة على مستوى الاستهلاك الطلب عن طريق إعادة توزيع الدخل من خلال السياسة المالية.

ويمكن للدولة أيضًا أن تفرض ضرائب تصاعدية على المداخيل المرتفعة، وفي نفس الوقت تحرر الدخل المنخفض من الضرائب، وبهذه الطريقة يمكن أن يزيد الاستهلاك وبالتالي الطلب الحقيقي، وهذا ممكن أيضًا بفضل السياسة الضريبية؛ لتشجيع الشركات على استثمر بمنحهم امتيازات ضريبية بإعفائهم من الضرائب على البضائع المشتراة أو على البضائع المباعة.

ويعتقد الاقتصاديون المعاصرون أيضًا أن أزمة الركود التضخمي ناتجة عن ركود الإنتاجية وليس التضخم، وأن الركود في الإنتاجية هو مساهم رئيسي في النظام الضريبي الذي تقلل فيه الضرائب المباشرة المرتفعة المدخرات والاستثمار والمبادرات لزيادة الإنتاج.

ونتيجة لذلك، يؤكد الفكر الاقتصادي الحديث على تخفيض الضرائب المباشرة على دخل رجال الأعمال لزيادة المدخرات والاستثمار وزيادة المعروض من السلع. بالإضافة إلى ضغوط الإنفاق العام موجه للاستثمار العام.

ولقد حددت الضريبة عدة تعريفات مختلفة، لكنها غير مقسمة عن المعنى العام والشامل لها؛ لأنها عُرِّفت كواجب إلزامي يجب على الضريبة دفعه للدولة وفقًا لقدرتها وبغض النظر عن الفوائد لها من تقديم الخدمات أو تلبية حاجة عامة؛ لأنها كانت تعتبر التزاماً مالياً على المواطنين تجاه الدولة؛ لأنها المبلغ الذي يدفعونه حفاظاً على حقوقهم.

وبالتالي فهي تكلفة الخدمات التي يقدمها المواطنون الدولة بهدف تحقيق المنفعة العامة. بالإضافة إلى دورها الفعال في توجيه الاقتصاد الوطني كوسيلة من وسائل السياسة المالية للدولة، من خلال استئصال أو حجب جزء من دخل الأشخاص الطبيعيين أو الاعتباريين وتحويلهم للمنفعة العامة للدولة كمساهمة مالية تعمل على تغطية النفقات العامة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها.

وفقًا للتعريفات الموضوعية المذكورة أعلاه، يمكن اعتبار الضريبة خصمًا ماليًا تقوم به الدولة من خلال تعويض أصول الأشخاص الآخرين وفقًا لتفويضهم وخالٍ من دافعها أي دون حصول دافعها على منفعة مباشرة لتحقيق منفعة عامة. وتناول الكثير من الأدبيات المالية مفهوم الضريبة وتعريفها من خلال التطور التاريخي للدولة على الرغم من الاختلافات والاختلافات قريبة من محتوى الضريبة.

ويُنظر إلى الضريبة على أنها أداة وأداة تستخدمها الدولة للتعبير عن سيادتها، والضريبة هي خصم إلزامي نقدًا أو في العين بدونها. وهي التعويض الذي تطلب الدولة من المحكوم عليه أن يدفعه من خلال إدارتها المختصة.

وتمثل الضريبة مبلغًا نقديًا إلزاميًا على دافعي الضرائب (أشخاص طبيعيين أو اعتباريين) وتفرضه الدولة مجانًا، بشرط أن يستخدم دخلها لتغطية النفقات، على اعتبار الضريبة هي استقطاع نقدي تجريه الدولة مقابل ممتلكات أشخاص آخرين دون اعتبار خاص لدوافعها لمنفعة الجمهور.

وتعتبر الضريبة هي مبلغ من المال تفرضه الدولة جبراً ودون تعويض على دافعي الضرائب بقصد إنفاقه على المصلحة العامة أو استخدامه في مجالات تدخل الدولة، وهي خصم نقدي يطلب من الناس دفعه دون تكلفة لسلطات الدولة بموجب قواعد وقوانين معينة لتغطية أعباء الدولة والسلطات.

والتعريف الإقليمي للضريبة: أنه التزام إلزامي تحدده الدولة من خلال التحديد من حيث واجب دافع الضرائب توفيرها بالمجان؛ حتى تتمكن الدولة من تنفيذ مهامها لتحقيق أهداف شركة معطلة.


شارك المقالة: