النظريات التي تحكم فرض ضريبة الدخل على الشخصية المعنوية

اقرأ في هذا المقال


ما هي النظريات التي تحكم فرض ضريبة الدخل على الشخصية المعنوية؟

النظريات التي تحكم فرض ضريبة الدخل على الأشخاص الاعتباريين (شركات الأموال) من أهم القضايا التي أثارها موضوع الضرائب على دخل الأشخاص الاعتباريين المتمثلة في شركات المال هي الاختلاف في موقف التشريع تجاههم سواء من خلال النظر إليهم .

وكشخص لا يعتمد على الأشخاص الذين يشكلونه (المساهمون)، أو الاتحاد معهم، فهو اتحاد لا يقبل التمييز، وأن هذا الاختلاف ينبع من مصادره بمدى تأثر كل تشريع بنظريات مختلفة مصحوبة بتطور المشاريع وتصوراتهم في الأنظمة التي أخذتها:

أولاً: نظرية (الدمج):

فيما يتعلق بالتشريعات التي تأخذ النظرية اسمها (النظام المتكامل)  يعتمد على التعامل مع الشركة بمسؤولية واحدة تتكون من مسؤولية المساهمين (المساهمين والشخص الاعتباري (الشركة)؛ لذلك لا يوجد استقلال بينهما من حيث النتيجة فيما يتعلق بالدخل، وبالتالي  يسألون عن الدين الضريبي؛ لأنهم أول وآخر المستفيدين من أرباح الشركة.

وإن تصور وجود الشركة بدون مالكين غير ممكن، وأن وجوده كشخصية اعتبارية مستقلة ما هو إلا مسألة شكلية يقتضيها القانون، ومن ثم فإن الأرباح التي تحققها الشركة تخصهم وسيتم فرض ضرائب عليها عند المساهمين تخضع لذلك.

وإن إدخال النظرية سيحقق العدالة الضريبية؛ لأنها تمنع أي شيء يمكن أن يطرح بفرض ضريبة على دخل الشركة بمجرد أن تكون في يديه ومرة  أخرى عندما تكون في أيدي مساهمي الازدواج الضريبي.

ولكن النظرية لم تكن مستدامة؛ لأنها تعرضت لانتقادات شديدة، مما دفع معظم الدول إلى الامتناع عنها؛ لأنها تنفي الصفة الأخلاقية للشركة والأثر المهم الذي تمثله، وهو استقلالية المسؤولية المالية للشركة.

ويتناقض مع حقيقة ما يتم تسوية الوضع عليه في التشريع الحالي، والنسخ المكرر بأن النظرية لتجنبها غير موجودة قانونًا؛ لأنها تحتاج إلى توحيد مكانة الضريبة في الضريبة الأولى والثانية النقطة القانونية.

والرأي يختلف؛ لأنه في الضريبة الأولى (الشركة) وفي الضريبة الثانية (المساهم)، وكل هذه الانتقادات دفعت إلى التوجه نحو نظرية أخرى أكثر قبولاً هي:

ثانياً: نظرية الفصل:

فيما يتعلق بالتشريع المعتمد في الاسم (نظام منفصل)، فإنه يقوم على فصل المسؤولية المالية للشركة عن تلك الخاصة بالمساهمين (أصحابها)، بحيث يكون التزام هؤلاء بدفع الضريبة منفصلًا عن الالتزام من الشخص الاعتباري الذي تمثله الشركة في الدين الضريبي، وبالتالي يحق للشركة امتلاك أصول مادية وغير مادية.

وهي ملزمة بسداد ديونها للآخرين، ويجب بالضرورة معالجة ذلك بشكل مستقل عن مساهميها هذه النظرية لها مبرراتها المنطقية متمثلة في:

  • الآثار العديدة للاستقلال في المسؤولية المالية، وأهمها حجم العائد الناشئ عن التزام الشركة بدفع الضريبة بسبب قدرة الوعاء الضريبي وعدم إثقالها بأعباء سنوية أو شخصية مثل تلك التي يتحملها شخص طبيعي؛ لأنه يؤخذ في الاعتبار بدون الشركة.
  • إنها تجنب الازدواج الضريبي من وجهة نظر قانونية واحدة، ولكن من وجهة النظر الواقعية هذه مثل سابقتها، لا يوجد حل للازدواج الضريبي لأن بعض الأنظمة، حتى لو نجحت، تتكرر الضريبة مرتين فقط، مرة قبل التوزيع ومرة بعد ذلك.
  • ممّا ينتج عنه ازدواج ضريبي كذلك إذا اختلفت الأسماء ومع ذلك، تميل معظم التشريعات إلى تبني هذه النظرية في المجال العملي من منطلق الإيمان بالوجود المتميز للمجتمع ككيان قانوني، ووفقًا للمبررات المطروحة لفرض ضريبة الشركات على الدخل.
  • أما مشكلة الازدواج الضريبي فيمكن تفعيلها ومعالجتها باتباع حلول محددة تتمثل في الإعفاءات الضريبية وما تقرره الاتفاقيات لتجنب الازدواج الضريبي.
  • يتبنى قانون ضريبة الدخل مبدأ الفصل بالتمييز بين الشخص الاعتباري والفرد مع ذكر تعريفه، ثم تقرر فرض ضرائب على دخل الشركات بغض النظر عن أرباح المساهمين، حيث نصت صراحةً على أن “ضريبة دخل الشركة تتحقق قبل دفع أي شيء للمساهمين” في مادتها (4)، وقد كان أداءها أفضل من بقية التشريعات للتعامل مع الازدواج الضريبي الناشئ عن دخلها.
  • عندما قُرر استبعاد الأرباح التي يحصل عليها المساهمون بموجب الضريبة النهائية وفق النص المذكور، وقبل ذلك تدخلت المادة (2) من هذا القانون في سياق قائمة الدخل التي تشكل قاعدة ضريبية، خاصة فيما يتعلق بعدم الأرباح الخاضعة للضريبة وغير الخاضعة للضريبة.
  • إذا قررت هذه المادة أن حصة الأرباح التي حققها المساهم تعتبر دخلاً خاضعًا للضريبة لأغراض هذه المادة إذا تنازلت الشركة عن الضريبة عليها، ولكنها لا تشمل الحالة التي يتم توزيع الحصة من قبل شركة ذات مسئولية محدودة غير معفاة بموجب قانون تنمية الاستثمار الصناعي والتي تنمو على دخل المساهمين الآخرين.

ويجد هذا الإعفاء تعقيدًا في مصلحة المساهمين أولاً، لمنع ضرائب دخلهم مرتين، وقد تقرر الاستثمار مباشرة في الشركات التي تستفيد من الدعم الحكومي؛ لأنها تستثمر أموالها في قطاعات تتوافق مع برامج التنمية الحكومية وخاصة الأسهم المساهمة. وعلى الرغم من أن المشرع قام بتحسين هذا الإعفاء، ممّا تجنب العديد من المشاكل، كما أقر في السوابق المالية.


شارك المقالة: