لا شك أن البنوك هي أساس اقتصاد الدول، وعادةً يتم التحكم بالاقتصاد وبالمشاكل الاقتصادية من خلال البنوك فهي بدورها تعمل على التقليل منها أو معالجتها من خلال السياسات المالية البنكية المتبعة.
ما هو مفهوم الأزمات المالية
الأزمات المالية هي عبارة عن ضائقة مالية أو عبارة عن فترة زمنية صعبة يمر بها الاقتصاد العالمي، ولكي يتم تصنيفها على أنها أزمة مالية، يجب أن تكون لفترة زمنية طويلة نوعاً ما، ومن الممكن أن تكون في دولة واحدة أو عدة دول أو على العالم بأكمله؛ حيث تُشكل الأزمة المالية اضطرابات على الاقتصاد وتعمل على ضعضعة الاستقرار الاقتصادي، وتقلل من توفير فرص العمل على الأفراد وكذلك تعمل على ضعف أسعار عملة الدولة التي تواجه الأزمة المالية، وكذلك تقل جميع المعدلات الاقتصادية الجيدة، والتي من شأنها أن تعمل على تضرر الدولة وجميع قطاعاتها بشكل عام؛ حيث إذا اختل اقتصاد الدولة اختلت جميع القطاعات والدولة بأكملها.
وهنالك العديد من الأسباب التي تعود وراء وجود الأزمات المالية في البلدان وفي العالم بأكمله، كأن تبالغ بعض الدول بالاقتراض من صندوق النقد الدولي ومؤسسات الإقراض الدولية أو أن تفرط في الاقتراض من الدول الأُخرى، فهذه القروض التي تأخذها الدول تكون بمبالغ مالية وكبيرة وكذلك يترتب عليها فوائد مالية كبيرة؛ مما يؤدي إلى تشكيل أعباء مالية كبيرة لا تتمكن الدول من القيام بتسديدها. وكذلك وقوع الحروب الأهلية والجائحات المشاكل الصحية، التي تؤثر على العالم بأكمله.
تأثير الأزمات المالية على أرباح البنوك:
كما ذكرنا فإن البنوك تعمل على التحكم بالاقتصاد وبالمشاكل الاقتصادية في الدول، وكذلك من خلال البنوك والسياسات المالية البنكية المتبعة يتم معالجة جميع الأمور المالية والاقتصادية، وهذا دليل على علاقة البنوك بجميع الظروف الاقتصادية السلبية أو حتى الجيدة منها.
وفيما يخص تأثير الأزمات المالية على أرباح البنوك فإن الأزمات المالية تؤثر وبشكل كبير بأرباح البنوك وربما يمكننا القول أنه بحسب طبيعة الأزمة يتم تأثر البنوك، فالأزمات المالية مثل الانكماش الاقتصادي قد تزيد من أرباح البنوك من خلال اتجاه الأفراد على الإقتراض البنكي؛ حيث تزيد نسبة القروض والتمويلات المالية التي يمنحها البنك للأفراد وبالتالي تزيد أرباح البنوك وعوائدها المالية.
بينما في حال كانت الأزمة المالية مختلفة كأن تنخفض العملة المحلية للدول، أو أن تحدث بعض الحروب، فإن الأفراد بناءً على هذه الأزمات قد يتوجهون إلى البنوك لسحب أموالهم من البنك وتحويلها لخارج البلاد؛ مما يؤدي إلى خسارة البنوك وتقليل أرباحها وعوائدها المالية.
