يمكننا تعريف التصنيع على أنه مفتاح النمو الاقتصادي والعنصر الذي يدعم التنمية الشاملة والمستدامة، فمن خلال الصناعة يتم دعم جميع القطاعات التجارية والاستثمارية العقارية والمالية وغيرها العديد من القطاعات، وكذلك يتم دعم الاقتصاد المحلي والمجتمعات المحلية من خلال توفير العديد من فرص العمل للأفراد ومنحهم أجور خاصة بهم ودخل شهري ثابت يساعدهم على تحقيق رغباتهم ومتطلباتهم المتعددة.
تطور الاقتصاد الصناعي الخاص بالدول
في بعض الفترات كانت الصناعة والاقتصاد الصناعي منتشرة وبشكل جيد، ولكن بعد انقطاع شعبيتها في التسعينيات، استحوذت السياسة الصناعية مرة أخرى على الاهتمام في جميع أنحاء العالم كمحرك للأهداف الاقتصادية والمجتمعية الأوسع واستعادت نشاطها وازدهارها. خصوصاً في البلدان ذات الدخل المنخفض؛ حيث لا تزال الصناعة محركاً حاسماً وعنصر أساسي للنمو الاقتصادي.
إن النقلة النوعية التي حصلت للكثير من الناس من زراعة الكفاف غير الرسمية إلى وظائف التصنيع الرسمية حسنت من إنتاجيتهم، وهذا أيضاً يجعل من قطاع الزراعة أكثر كفاءة، ويزيد الإيرادات الحكومية من خلال الضرائب.
لاحظ الاقتصاديون في القرن العشرين أن القطاع الصناعي المزدهر كان حاسماً لتطوير الاقتصاد الحديث، وكذلك تُقدم التنمية الصناعية أيضا عددا من الفوائد الاجتماعية والبيئية التكميلية، والتي تساعد الأفراد والجماعات على تحقيق العديد من رغباتهم وحاجاتهم بعيداً عن موضوع الدخل الشهري الذي حققه العمال فقد حصل الناس على منتجاتهم والسلع التي يحتاجون إليها بكل سهولة وسرعة.
وفيما يخص تطور الاقتصاد الصناعي الخاص بالدول فإن الكثير من الدول والاقتصادين الناجحون عملوا على وضع الخطط التي من شأنها تساهم بتطوير الاقتصاد الصناعي، ودعم التصنيع في خطة التنمية المستدامة للأعوام القادمة باعتبارها أحد أهم أهداف التنمية المستدامة التي تساهم على دعمها وتطويرها.
عملت جائحة كورونا إلى إغراق الاقتصاد العالمي في أعمق ركود منذ الحرب العالمية الثانية، مما أثر من بين أمور أخرى على الصناعة وسلاسل القيمة والتجارة وأسواق العمل والاستثمار الأجنبي المباشر وتدفقات التحويلات؛ حيث عملت آثار الوباء على الحد من قدرة الاقتصادات على زيادة الدخل الحقيقي على المدى الطويل وخلق عبء ديون ثقيل على المؤسسات والأفراد، حيث أُجبرت بعض المؤسسات على منح الأجور والرواتب للموظفين دون وجود إنتاج أو دون وجود عوائد مالية فقد كانت مغلقة لفترات طويلة.