لابد من تأثير الاقتصاد بجميع الظروف والعوامل المحيطة؛ حيث أنها عناصر مترابطة مع بعضها البعض ومتكاملة، فالاقتصاد يتأثر بالظروف السياسية والظروف الجوية والظروف الوبائية وما إلى ذلك، ولا يمكن لعنصر من عناصر الاقتصاد أن يتحسن دون أن تتحسن العناصر الاقتصادية الأُخرى، ولا يمكن لعصر أن يضعف أو يفشل دون التأثير على العناصر الاقتصادية الأخرى وعلى الاقتصاد الخاص بالدولة بأكملها.
مفهوم الميزان التجاري
يُعد الميزان التجاري من أحد المؤشرات الاقتصادية المهمة والحيوية الواجب دراستها وتحليلها والعمل على تحليل مكوناتها الرئيسية، والتي تُعتبر هي الأساس في هذا الميزان التجاري فلابد من القيام بتحليل مكوناته كل واحدة على حدة لمعرفة الوضع المالي للدولة، والعمل على هيكلة المواد الأولية والمواد الخام والمواد نصف الأولية والمصنعة وغير المصنعة نسبة إلى إجمالي المواد المستوردة من الخارج؛ أي أن العملية تقاس بالنسبة والتناسب، ولا يتم قياسها بالقيمة المطلقة. ويُعتبر الناتج المحلي الإجمالي أحد مكوناته الرئيسية، وبشكل عام فإن الميزان التجاري هو الفرق بين قيمة الصادرات الخاصة بالبلاد وقيمة الواردات.
يعتبر الميزان التجاري جزء أساسي من الحساب الجاري والذي يحتوي على العديد من المعاملات المالية والتجارية الخاصة بالدولة ويتضمن الربح أو الدخل من صافي الاستثمارات المالية التي تمت خلال فترة معينة، وجميع الإيرادات المالية والمساعدات الدولية التي تم الحصول عليها خلال سنة معينة، وكذلك يتم تسجيل العجز المالي ونسب الديون المترتبة على الدولة في حال وجدت.
دور الاقتصاد الصناعي بدعم الميزان التجاري
إن الاقتصاد الصناعي بمختلف مجالاته يساهم بزيادة نسبة المواد المنتجة ويعمل على تحسينها وتطويرها وتنميتها للارتقاء إلى أفضل المستويات، وكما ذكرنا فإن الميزان التجاري هو الفرق بين المنتجات التي تنتجها الدولة والسلع التي يتم شرائها من الدول الخارجية، وبناء على ذلك فإن الاقتصاد الصناعي والصناعات المحلية التي يتم تصديرها للخارج هي العنصر الأساسي الذي يتحكم ويؤثر بالميزان التجاري، ويعمل على توازنه فلابد من العمل على تشجيع القطاع الصناعي بمختلف أشكاله وتشجيع وزيادة نسبة المواد المصنعة بناء على مقدار العرض والطلب وزيادة تصنيع المواد التي تتصدر في طلبات الدول.