صناعة الثروات في أوقات الأزمات

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الأزمة المالية:

يُمكن أن نواجه أزمة مالية كبيرة أو ضائقة مالية كبيرة لا يمكن تخطيها إلا بعد فترة زمنية معينة؛ وذلك حسب طبيعة الأزمة وبحسب التأثيرات التي أثرتها على الوضع الاقتصادي في البلد المحلي والعالم. وبالحديث عن الأزمات المالية لا بُدّ أن نذكر الأزمة المالية لعام 2008، وهي أكبر أزمة مالية واجهت العالم بوقتها، حيث حصلت هذه الأزمة؛ نتيجة عدم التزام الأفراد بتسديد قروض الرهن العقاري، وأصبح هناك حينها انهيار في نظام الرهن العقاري للبنوك ومباشرة تلاها مرحلة انهيار كاملة للبنوك في أمريكا، من ثم انهيار البنوك في العالم بأكمله، تلاها انهيار لحركة الأسواق المالية وحركة البورصات وسوق الأسهم. وهنا يأتي بنا الحديث إلى مقدار خطورة الاستثمار في مثل هذه الأزمات؛ لأن درجة المخاطرة تكون بنسبة 100% وهو أمر ليس بسهل وغير مطمئن للكثيرين.
كذلك يجب أن نقف هنا للحديث عن أزمة كورونا التي اجتاحت العالم بأكمله والتي دخلت في بداية عام 2020 ولغاية نص العام لم تنتهي بعد، فقد تعرَّض اقتصاد دول العالم بأكمله إلى الضعف، وقد يصل بها إلى الانهيار إذا استمرت أكثر من ذلك؛ وذلك نتيجة لوقف الحركات السياحية في البلدان، وعملت على وقف الحركة التجارية والاستثمارية وعملت كذلك على وقف أغلب عمليات الاستيراد والتصدير وغيرها الكثير؛ جميعها عملت على خفض اقتصاد البلدان وضعفه ومن الممكن أن يؤدي إلى انهيار دول بشكل كامل.
وقد تقوم الأزمات المالية بتحطيم الاقتصاد في أكثر من بلد وفي أكثر من عالم اقتصادي، ومن الممكن أن تؤدي إلى انهيار دولة كاملة، فلا يجب أن نستهين بالأزمات الاقتصادية ويجب التعامل معها بكل حكمة وإدارة ودراسة، كما يجب أن تكون على درجة عالية من الحذر. وقد لا يفهم الكثيرون مخاطر الأزمات المالية ولكنها قد تصل بالأفراد إلى حالة من دون المستوى المطلوب، وقد تصل بالشركات والمؤسسات والبنوك بالانهيار؛ جميعها تصل إلى دمار اقتصادرالدولة أو انهيارها بشكل كامل.

استغلال الأزمات لصنع الثروات المالية:

إذا كنت من مُحبّي المخاطرة في عالم المال والأعمال وكنت تبحث عن عوائد مالية مرتفعة، لا بأس بالاستثمار في أوقات الأزمات، لكن هذا للأشخاص الذين يرون أنفسهم يتميزون في الاستثمار في أوقات الأزمات، وقد لا تعنيهم المخاطر بدرجة كبيرة، فهناك بعض الأفراد يتقنون ويتميزون في الاستثمار في أوقات الأزمات، وقد لا يُعرضهم الأمر إلى الكثير من التحديات، كذلك يمكنهم صناعة الفرص الجيدة والمميزة حتى في الأوقات الصعبة. وقد يقودنا هذا الحديث إلى طرح مجموعة من الأسئلة: كيف ممكن للاستثمار في أوقات الأزمات أن ينجح؟ ما هي طريقة استثمار الأموال بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة؟
وبالرغم من جميع الظروف السابق ذكرها، والأوضاع الاقتصادية المصاحبة للأزمات، إلا أنه هنالك قاعدة عالمية في عالم المال والأعمال تقول أنه لا بد من المخاطرة للحصول على عائد جيد ومرتفع، ففي كثير من الأحيان تمنحنا الأزمات الفرصة للحصول على عوائد مالية وربح وكذلك نجاح في الاستثمار؛ وذلك نتيجة لعدة أسباب أهمها: انخفاض أسعار الأصول الاستثمارية؛ الأمر الذي يُعطي الفرصة الجيدة للمستثمرين للعمل بالكاليف البسيطة والقليلة بعض الشيء.
كذلك اعتماد الكثير من الأفراد على الاحتفاظ بالسيوبلة التقدية وعلى الكاش وعدم تجميد الأموال؛ نظراً للظروف المحيطة مما يتيح الفرصة أمام المستثمرين في استغلال مثل هذه الفرص، والتعامل مع الأشخاص وإغرائهم بالأرباح التي من الممكن أن تُدر عليهم نتيجة تشغيلهم لأموالهم. وقد يعتمد المستثمرين على فكرة أن هذه الأزمة متلاشية وسوف تنتهي في أقرب وقت وأنها مهما طالت سوف تنتهي ولن تدوم إلى وقت طويل، فبهذا يكون قد حصل على الاستثمار الذي يريد وقد قام بإقناعهم في وجهة نظره.

أهم التدابير الواجب مراعاتها عند الاستثمار في الأزمات:

عند الاستثمار في الأزمات المالية، يجب عليك أخذ بعين الاعتبار العديد من التدابير والإجراءات والاحتياطيات وعدم التهاون بها؛ لأنها من الممكن أن تُعرّضك للعديد من المخاسر. ومن أهم هذه التدابير ما يلي:

  • يجب التنوع في المحافظ الاستثمارية، كما يجب عليك أن تقوم بالاستثمار في أكثر من مكان؛ لتتجنب الخسائر الكبيرة، فأنت في وضع لا يحتمل المزيد من المخاطر فبمجرد الاستثمار في ظل الأزمات المالية أنت تتعرض للمخاطر بدرجة كبيرة، لا تحتاج إلى مخاطر أُخرى.
  • لا تتبع الموضة أو لا تتبع القطيع في نهجك أو أسلوبك في الاستثمار، قد يؤددي ذلك بك إلى الخسائر الفادحة. واستثمر وقم ببناء أعمالك بناءً على دراسة مُحكمة.
  • يجب أن تتحلى بالصبر والهدوء لكي تتمكن من الحصول على الأرباح لا تتسرع، فأنت في موقف حساس وحرج يحتاج إلى تأني.

شارك المقالة: