مقدمة عن علم الاقتصاد:
يُعتبر علم الاقتصاد من العلوم الأساسية في العصر الحالي، حيثُ يُقبل العديد من الناس على هذا العلم، فيدرسونه، ويوظفونه في الحياة العملية على أرض الواقع، ويُحاولون من خلاله تفسير المنظومة الاقتصادية على مُستوى دولهم، وعلى مُستوى العالم.
لذلك فأنّ علم الاقتصاد هو مجموعة من النماذج والنظريات الفكرية التي تسعى إلى شرح كيفية بناء الثورة، وتوزيعها ضمن المُجتمعات، وفهم طريقة تعامل الأفراد مع الموارد، وخُصوصاً مع نُدرة وجودها، ويُعرف أيضاً علم الاقتصاد أنّهُ الأُسلوب المُستخدم لتنظيم مجموعة من القطاعات، مثل القطاع التجاري، والصناعي، والمالي، كما يسعى إلى دراسة الأفكار الاقتصادية المُرتبطة بمجموعة مُعيّنة من السياسات.
وكذلك يُستخدم علم الاقتصاد للإشارة إلى مجموعة مُعيّنة من الدراسات الإنسانية، والمُتعلقة بطبيعة الاختيارات البشرية، المُعتمدة على الاستفادة من الموارد المحدودة، ويتم تقديم التحليل الاقتصادي، من خلال تنفيذ عمليات استنتاجية، على سبيل المثال الاعتماد على المنطق في الرياضيات.
ما هو تاريخ علم الاقتصاد؟
يُعدّ علم الاقتصاد من أهم العلوم التاريخية، وارتبط وجوده مع مجموعة من المُفكّرين، والعُلماء الاقتصاديين، مثل توماس مالتوس، وكارل ماركس، وآدم سميث، وقد حرصوا جميعاً على استخدام بيانات تاريخية ضمن تحليلاتهم الاقتصادية في ألمانيا، وجاءت رداً على مذهب التجارة الحُرّة التابعة لمفكّري الاقتصاد في بريطانيا، وقد ظهر جدل بين عُلماء الاقتصاد، حول عدم وجود قوانين اقتصادية من المثمكن تطبيقها عالمياً، ممّا أدّى إلى ظُهور رأي، يُنادي بضرورة تطبيق كُل دولة لمسارها الاقتصادي بمُفردها.
وقد أدّت الثورة الصناعية في الفترة الزمنية بين عامي 1760م _ 1850م، إلى ظُهور عهد جديد من نمو القطاع الاقتصادي، لأنّها جاءت نتيجةً للتطورات التكنولوجية الرائدة في أوروبا، فظهرت العديد كمن الابتكارات كالمُحرك البُخاري، وأيضاً رافقتها مجموعة من التطورات في قطاع الصناعة، مثل ظُهور تقنيات المواد الصلبة وصهر الحديد بالاعتماد على الفحم بدلاً من الخشب، وكذلك انتشرت العديد من الاختراعات الميكانيكية، مثل السكك الحديدية، والسُفن البُخارية.
وفي القرن التاسع عشر للميلاد، نجح علم الاقتصاد نجاحاً باهراً، مُقارنةً مع غيره من العلوم الاجتماعية، ممّا أدّى إلى ظُهور نظرية اقتصادية مُترابطة المُكوّنات، وعُرفت باسم النظرية الكلاسيكية، التي اهتمت بطبيعة النشاط الاقتصادي عند الأفراد، وأشارت إلى إمكانية التنبؤ بالنشاط الاقتصادي الإنساني بسهولة، مُقارنة مع كافة المظاهر السلوكية الأُخرى عند الأفراد.
