الصّلاة على وقتها من أحبّ الأعمال إلى الله

اقرأ في هذا المقال


لقدْ نظَّمَ الإسلامُ حياةَ الإنْسانِ المسلمِ بأداءِ العباداتِ المفروضةِ لما فيها منْ تهذيبٍ للنَّفسِ الأنسانيَّةِ ولا سيَّما الصَّلاةُ المفروضةُ الّتي هي عمودُ الإسلامِ، وقدْ حرصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على بيانِ ما يتعلَّقُ بالصَّلاةِ منْ أركانٍ وسننٍ وكيفيَّةٍ، ومواقيتَ وهيئاتٍ، وقدْ بيَّنَ الإسلامُ أنَّ للصَّلاةِ مواقيتَ وجبَ على الإنْسانِ المسلمِ أنْ يلتزمَ بها، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريٌّ يرحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا أبو الوليدِ هشامُ بنُ عبدِ الملكِ، قال: حدَّثنا شعبةُ، قال: الوليدُ بنُ العَيْزارِ، أخبرَني قال: سمعتُ أبا عمرو الشَّيبانيُّ، يقولُ: حدَّثنا صاحبُ هذهِ الدَّارُ وأشارَ إلى دارِ عبدِ اللهِ، قال: سألتُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: (الصَّلاةُ على وقْتها). قال: ثُمَّ أيُّ؟. قال: (ثمَّ بِرُّ الوالدينِ). قال: ثُمَّ أيُّ؟ قالَ: (الجهادُ في سبيل اللهِ). قال: حدَّثَني بهنَّ ولو استزدْتُهُ لَزادَني)). رقمُ الحديثِ: 527.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسْماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ مواقيتِ الصَّلاة، بابُ فضلِ الصَّلاةِ لوقتِها، والحديثُ منْ طريقِ عبدِ اللهِ، وهوَ الصَّحابيُّ الجليلُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ الهذليُّ، وهوَ منْ الصَّحابةِ المكثرينَ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • هشامُ بنُ عبدِ الملكِ: وهوَ أبو الوليدِ، هشامُ بنُ عبدِ الملكِ الباهليُّ (133ـ227هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • شعبةُ: وهوَ أبو يسطامَ شعبةُ بنُ الحجَّاجِ العتْكيُّ الأزْديُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • الوليدُ بنُ العيزارُ: وهوَ الوليدُ بنُ العيْزارِ بنِ حريثٍ العبْديُّ الكوفيُّ، منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • أبو عمرو الشَّيبانيُّ: وهوَ أبو عمرِو، سعدُ بنُ إياسٍ الشَّيبانيُّ (ت:95هـ)، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أمورٍ عدَّةٍ منْ أهمِّها أداءُ الصَّلاةِ على وقتها، وهوَ شرطٌ لأداءِ الصَّلاةِ، فلا يجوزُ للمسلمش أنْ يؤدِّي الصَّلاةَ في غيرِ وقتها الّذي بيَّنهُ الإسلامُ، إلَّا بعذْرٍ كنومٍ أوْ نسيانٍ أو ذهابِ عقلِ المسلمِ، وأشارَ الحديثُ إلى أنَّهُ منْ أحبِّ الإعمالِ إلى اللهِ، وقدْ أشارَ الحديثُ إلى أنَّ منْ أحبِّ الإعمالِ إلى الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ على وقْتها برُّ الوالدينِ والإحسانِ لهما والجهادٌ في سبيلِ اللهِ.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • فضلُ الصَّلاةِ ومنزلتها في الإسلامِ.
  • الصَّلاةُ على وقتها منْ أحبِّ الإعمالِ إلى اللهِ.
  • منْ احبِّ الأعمالِ إلى اللهِ بعدَ الصَّلاةِ على ميقاتها برُّ الوالدينِ والجهادُ في سبيلِ الله.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: