ابن صياد وعلاقته بالدجال الأكبر

اقرأ في هذا المقال


ابن صياد وعلاقته بالدجال الأكبر:

أولاً: عن أبن عمر رضي الله عنه عنهما: “أنَّ عمَر بنَ الخَطاب: انْطَلَقَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسلَّمَ في رَهطٍ مِن أصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حتَّى وجَدَهُ يَلعَب مع الغِلمَانِ في أُطمِ بَنِي مَغالَةَ، وقدْ قَارَبَ ابنُ صَياد يَومَئذٍ الحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حتَّى ضَرَبَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظَهْرَهُ بيَدِهِ، ثُمَّ قالَ: أتَشْهَدُ أنِّي رَسول اللَّهِ فَنَظَرَ إلَيْهِ فَقالَ: أشْهَدُ أنَّكَ رَسولُ الأُمِّيِّين، ثُمَّ قالَ ابنُ صَيَّادٍ: أتَشهَدُ أنِّي رَسول اللَّه، فَرَضَّهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثمَّ قال: آمَنْتُ باللَّه ورسُلِه ثُمَّ قالَ لِابنِ صَيَّاد: مَاذَا تَرَى قالَ: يَأتِينِي صَادِقٌ وكَاذِبٌ، قالَ رَسولُ اللَّه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خُلِّط عَلَيكَ الأمر قال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي خَبَأت لكَ خَبِيئًا قال: هو الدُّخُّ، قالَ: اخسَأ، فَلَن تَعْدُوَ قَدْرَكَ قالَ عمَر: يا رَسولَ اللَّهِ، أتَأذَن لي فيه أضرِب عنُقَه، قال رَسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إن يَكن هو لا تُسَلَّط عليه، وإن لَم يَكن هو فلا خَيرَ لكَ في قَتْلِهِ، قالَ سالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، يقول: انْطَلَقَ بَعْدَ ذلكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأُبَيُّ بنُ كَعب الأنصَارِيُّ، يؤُمان النَّخل الَّتي فِيهَا ابن صَيَّادٍ، حتَّى إذَا دَخل رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، طَفِق رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَّقِي بجذُوعِ النخلِ، وهو يَختِلُ أن يَسمع مِنَ ابنِ صَيَّادٍ شيئًا قَبلَ أن يراه، وابن صَيَّاد مُضطَجِعٌ علَى فِرَاشهِ في قَطِيفَةٍ له فِيهَا رَمْرَمَةٌ، أو زمزمَةٌ، فَرَأَت أُمُ ابنِ صيَّاد النبي صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَتَّقِي بجذُوعِ النَّخْلِ، فَقالَتْ لِابنِ صَيَّادٍ: أيّ صَافِ وهو اسْمُهُ هذا مُحَمَّدٌ، فَتَنَاهَى ابنُ صَيَّادٍ، قال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو تَرَكَتْهُ بَيَّنَ”. أخرجه البخاري.
ثانياً: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لابن صائد:” ما تُربة الجنة قال درمكةٌ بيضاء مسكٌ يا أبا القاسم قال صدقت” أخرجه مسلم.
ثالثاً: عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: ذُكر ابنُ صيادٍ عند النبي عليه الصلاة والسلام فقال عُمر رضي الله عنه:” إنهُ يزعمُ أنه لا يمرّ بشيءٍ إلا كلمة” أخرجه أحمد.
شرح الحديث:
إن هذه الأحاديث برواياتِها المتعددة والحديث الذي سبقهُ يتطلبُ بعض الوقفات المعينة على فهم ظاهرة ابن صياد وعلاقتها بالدّجال الأكبر.
وهي ظاهرة ابن صياد وعلاقتها بالدّجال الأكبر: لكي تتضح لنا حقيقة ظاهرة ابن صياد، ولكي لا تختلط علينا الأوراق في فهم علاقتها بظاهرة الدّجال الأكبر أرى أن أرتب الفهم لمدلولات سياق روايات هذه الأحاديث والحديث الذي يسبقه على النحو التالي:
– يتضح من سياق هذا الحديث والذي سبقه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قد أخبر عن طريق الوحي بأنّ هُنالك فتنة عظيمة تكون على يدّ الدّجال هي أعظم فتنة على وجه الأرض، لكن الوحي مجملاً في بيان حقيقة الدّجال واقتصرت على بيان صفاته، إيّ لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام يُعلمهث على وجه الخصوص، أو يعلم وقت خروجه، فأخبر صحابتهِ الكرام عنها بصيغة مجملة، وكان من سياق بعض الأحاديث الواردة عن الدّجال ما يُشير إلى قرب خروجه، منها ما ورد عن النّواس بن سمعان رضي الله عنه قال: “ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلم الدّجال ذات غداة فخفضَ فيه ورفع حتى ظنناهُ في طائفة النخل فلمّا رُحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: ما شأنكم، قلنا يا رسول الله ذكرت الدّجال غداة فخفضتُ فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النّخل فقال غيرُ الدّجال أخوفني عليكم إنّ يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجهُ دونكم وإنّ يخرج ولستُ فيكم فامرؤ حجيجُ نفسهُ والله خليقتي على كلّ مسلم.
فإن هذا الحديث يُشير إلى أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يعلم عند ذكر هذا الحديث وقت خروجه، وسياقه يُشير إلى أنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان يرى قرب خروجه حتى قال بعض الصحابة “حتى ظنناه في طائفة النخل” وبالتالي كان عدد من الصحابة يرون أنّ خروجه قريبٌ جداً.
ونستنتج مما سبق تصور طبيعة الحديث النبوي عن الدّجال مقارنةً مع تطور مجريات الأحداث، ففي بداية العهد المدني كان الكلام عن الدّجال عاماً مجملاً مع تصور قرب خروجه، ووافق الكلام عن الدّجال الحديث عن ميلاد دجال لأبوين لهما أوصاف محدد، مطابقة الأوصاف التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام على ابن صياد، تعرفُ بعض الصحابة على ابن صياد وغرائبه مما أكدّ لديهم كونه الدّجال الذي يعينه النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديثه، تبليغ النبي عليه الصلاة والسلام بخبر ابن صياد عجائبه، وتحرك النبي عليه الصلاة والسلام لمعرفة حقيقة ابن صياد وتوقفه في الحكم عليه مما يدل إلى أنه ليس هناك قول فصل من الوحي فيما يخص ابن صياد هل هو الدّجال الأكبر أم غيره وإنّ كانت قرائن حاله محتملة للأمر وقوع قصة تميم وإقرار النبي عليه الصلاة والسلام لها مما يشير إلى أنّ الدّجال الأكبر ليس هو ابن صياد، وغنما هو الدّجالين، تعيين الوحي للنبي عليه الصلاة والسلام عن إمارات ومكان خروج الدّجال.


شارك المقالة: