قصة دينية للأطفال عن الإسراف والتبذير

اقرأ في هذا المقال


الاسراف والتبذير وتعني إما أن يقوم الإنسان بصرف كل ما في يده من أموال أو أن يقوم بحرمان أسرته وأولاده من نعم الله مثل حرمانهم من المأكل والملبس وكذلك الشراب بالإسراف، والإسراف والتبذير من الصفات المذمومة لدى الكثيرين من الصغار والكبار.

قصة دينية للأطفال عن الاسراف والتبذير

في يوم من الأيام تزوجت عبير من شاب يسمى خالد ومنذ بداية زواج الشابين كان خالد لا يمل من الاسراف وجلب المفيد وغير المفيد للعائلة، وكان يحاول دائما أن يجلب كل ما يجده في السوق، وكلما وقع في يده الكثير أو القليل من المال يشتري بها ما طاب ولذّ.

عبير بدورها كانت تلاحظ مصروف زوجها الزائد لكنها أبداً لم تحاول يوما أن تصرح له وتنهاه عما يفعله خوفاً من أن يغضب ويتذمر، وفي يوم حاولت أن تلمح بأنه من غير الجائز أن تقوم بصرف كل تلك الأموال وحتى أنها لم تتجرأ بسؤال زوجها عن الطريقة التي يحضرها بها ولا حتى عن الكيفية التي سيحافظ عليها في صرف تلك المبالغ.

لقد كانت تلك الزوجة تحاول أن تقتصد لكن دون فائدة مما يضطرها أن ترمي بقايا الطعام في سلة القمامة، ومرت الأيام وحملت تلك الزوجة وأنجبت طفلا لكن الطفل كان بحاجة لعملية جراحية ليستطيع الاستمرار في حياته، لكن الكارثة أن الزوج لم يكن معه ما يكفي من المال لإجراء العملية مما اضطر الزوجة أن تطلب من أهلها المساعدة.

في تلك الأثناء وبعد إجراء العملية وأصبحت أمور الطفل بحالة جيدة في البداية قرر الزوج أن يقتصدوا ولا يسرف بالمال، لكن بعد فترة وليست بالطويلة عاد الزوج لنفس العادة في المصروف.

كبرت العائلة الصغيرة وأنجبت الزوجة أربعة أطفال وبقي الرجل على نفس الحال في المصروف، الزوج أصيب بنوبة قلبية لم يستطع من خلالها أن يبقى على قيد الحياة وفارق الحياة وترك أبنائه الصغار اليتامى، لقد ترك الزوج فقط الفقر والهمّ يأكل المرأة والأولاد، وقد أيقنت الزوجة أن هذا كله بسبب زوجها الذي كان لا يتهاون في إسرافه لتلك الأموال التي كان من الجيد لو أنه حافظ عليها، وقام من خلالها بإنشاء مشروع ليستفيد منه أبناؤها بعده.

في تلك اللحظة الأم تمتمت بينها وبين نفسها بأنها عليها أن تعلم أبناءها بأن يتعلموا ويعملوا من أجل أنفسهم ويحافظوا على أموالهم من الإسراف والتبذير.

قصة زوجة خالد عن التبذير

خالد زوج صالح يحاول دائماً أن يوفر ما تحتاجه الزوجة وأولاده ولا يحب أن يحرمهم شيء بعكس زوجته التي كانت تبالغ دائما في كل شيء وكان يجب أن يكون كل شيء عندها زائد.

في يوم من الأيام كان خالد عائد من العمل بعد أن استلم الراتب الشهري  وعندما دخل البيت نادى أبنائه وزوجته وطلب منهم أن يحضروا أنفسهم مع والدهم للسوق وبعد أن تناولوا طعام الغداء.

قال الزوج لزوجته: هيا استعدوا لنذهب جميعاً لمركز التسوق ونشتري ما نحتاجه.

الزوجة: حسناً  لقد كتبت ورقة فيها مطالبنا الخاصة بالبيت والتي نحتاجها.

استغرقت الزوجة بعض الوقت وخرجت ومعها أكياس لم تستطع أن تحملها.

سألها الزوج: ما كل هذه الأكياس يا أم حاتم؟

الزوجة: انها بقايا الطعام الزائدة في البيت نريد التخلص منها في القمامة.

الزوج: ولماذا ترمينها في سلة القمامة؟

الزوجة: لأنها منتهية الصلاحية ومنها ما كنا نطهوه ويزيد عن حاجتنا اليومية.

الزوج: حسنا هيا اذهبي وارميها في سلة القمامة ولكن يجب عليك دائما أن تتوخي الحذر في الشراء وفي عملية الطهي.

الزوجة: حسناً يا زوجي العزيز.

ذهبت العائلة بأكملها للسوق وكانت الزوجة لم تتعلم درساً مما قاله زوجها  لها، فلم تترك شيئا إلا وقد اشترت منه وعندما يسألها زوجها لماذا كل هذ؟!

الزوجة: لأن الأغراض التي اشتريتها يوجد عليها عروض.

الزوج: لكن هذا كثير وأنت دائما تشترين أغراض لم تستخدميها بعد.

الزوجة: سيأتي وقت حاجتها ونستخدمها.

الزوج: حسنا، هل انتهيت من عملية الشراء.

الزوجة: نعم.

الزوج: اندهش عندما رأى كل هذه الأغراض فسلة المشتريات لم تكفي السيارة فقد كانت الأغراض كثيرة، مما اضطر الأولاد أن يحملوا بعض تلك الأغراض وهم في السيارة.

عندما عادت العائلة من السوق طلب الزوج من زوجته أن تحضر الطعام لأنهم قد استهلكوا طاقتهم في عملية الشراء.

الزوجة: بالفعل لقد أحضرت ما لذ وطاب على المائدة ولم تترك صنفاً من أنواع الطعام.

الأولاد أكلوا وشبعوا لكن الأم أبدا لم ترضى بأن وطلبت منهم أن يأكلوا المزيد وأن الطعام ما زال كثيراً.

الزوج: بعد أن أكمل تناول الطعام وحمد الله على هذه النعمة، قال لزوجته: الأولاد قد شبعوا لماذا تطلبين منهم أن يأكلوا المزيد.؟

الزوجة: لكن ألا ترى أن الطعام الزائد أكثر بكثير من الطعام الذي تناولوه.

الزوج: الا تلاحظين أنك تسرفين كثيراً في عملية الشراء وفي عملية الطهي الزائد؟

الزوجة: هل تقصد يا زوجي العزيز أن في هذا اسراف ؟ وتقصد أنني مبذرة يا زوجي؟

قال: أجل إن كل ما فعلته وما تفعلينه كل يوم فيه إسراف وتبذير لذلك؛ يجب عليك دائماً أن تقتصدين في كل شيء، ألم تسمعي بأن المبذرين هم إخوان الشياطين.

الزوجة: وهل تقصد يا زوجي أنني مبذرة؟

الزوج: نعم انك مبذرة فكثيراً ما تشترين أشياء لا تستخدميها وكذلك في أحياناً كثيرة تقومين بطهي ما يزيد عن حاجتنا وهناك أناس من شدة فقرهم لا يجدون حتى كسرة الخبز في بيوتهم وهناك أناس كثيرون ينامون بلا مأوى  ولا حتى مسكن. وأضاف الزوج لزوجته بأن المبذرين ليس لهم سوى النار.

الزوجة: اعتذر منك يا زوجي فأنا كنت أظن أن كل شيء طبيعي. وأن ما أقوم به هو أمر عادي.  ثم سألته وهل يكون مصيري النار يا زوجي؟

الزوج: أكيد يا زوجتي الم تعلمين بأن الله قد حرم الإسراف والتبذير في نعمه التي لا تعد ولا تحصى.

سألت الزوجة زوجها: وهل يكون عقابي كعقاب هؤلاء المبذرين؟

الزوج: إن استمرت حالتك كما هي وبقيتِ في حالة الإسراف هذه سيكون لك عقاب من عند الله، أما من تاب وآمن بالله وخرج عن هذه الصفات المذمومة فإن الله سيغفر لك.

الزوجة: يا لي من جاهلة استغفر الله العظيم، اللهم اغفر لي اسرافي وأبعد عني العقاب يا الله، غفرانك ربي، اللهم لا تجعلنا من أخوان الشياطين يا رب.

المصدر: علمني النبي، ليلى حافظ القواسميقصص إسلامية للأطفال، محمد منير النبارقصص إسلامية للأطفال، مريم نجاح القواسميمن كل بستان زهرة، قصص تاريخية واقعية إسلامية ، سناء ناجي، 2014


شارك المقالة: