كيفية خشوع الصحابة عليه السلام في صلاتهم؟

اقرأ في هذا المقال


خشوع الصحابة عليه السلام في صلاتهم:

إنّ الصحابة عليهم السلام كانوا يقتدون بالنبي عليه الصلاة والسلام في خشوعهِ في صلاتهِ، ومن الأمثلة على ذلك والنماذج هي ما يلي:

  • خشوع أبي بكر رضي الله عنه في صلاتهِ:
    فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلم جاءَ بلالٌ يُوذنهُ بالصلاةِ، فقال: “مُروا أبا بكرٍ فليُصلّ بالنّاس” فقلتُ: يا رسول الله، إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أسيفٌ، وأنه متى يقُم مقامك لا يسمعُ النّاس، فلو أمرت عُمر؟ فقال: “مُرُوا أبا بكرٍ فليُصلّ بالناس”. وفي روايةٍ أخرى، أنه قال: عليه الصلاة والسلام: “مروا أبا بكرٍ فليُصلّ بالناسِ” قالت عائشة: إنّ أبا بكرٍ إذا قام مقامك لم يسمع النّاس من البُكاء، فأمُر عُمر فليُصلّ بالناسِ” متفق عليه.
    يوجد هناك فائدة ألا وهي خشوع أبي بكر رضي الله عنه في صلاتهِ، وقراءتهِ، وأن البكاء في الصلاةِ من خشية الله تعالى لا حرجَ فيه ولا خلاف فيه، لكن لا يتكلف ذلك، ولا يطلبهُ، فإذا غلبهُ البكاء في الصلاة بدون اختيارهِ فلا حرج.
  • خشوع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاتهِ:
    لقد كان أميرُ المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُصلي بالناس صلاة الفجر، فطعنهُ أبو لؤلؤة المجوسي، فقال عمر حين رأى نوفَ الدماءِ: قولوا لعبد الرحمن بن عوف فليُصلّ بالناس عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فأنكر الناس صوت عبد الرحمن، ولم يزل عمر رضي الله عنه في غشية واحدة حتى أسفر، فلّما أسفر أفاق، فنظر في وجوه من حوله فقال: “أصلّي الناس”؟ قالوا: نعم فقال: “لا إسلام لمن تركَ الصلاة” ثم دعا بوضوء فتوضأ، ثم صلّى وجرحهُ ينزف دماً، ثم أمر بعد صلاته من يسأل عن من قتلهُ؟ فأخبروه أنه طعنه أبو لؤلؤة، فقال عمر رضي الله عنه: الحمدُ لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجنّي عند الله بسجدةٍ سجدها له قط.
    لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله يحرصُ أشدّ الحرص على صلاة المسلمين، وكان ذلك أعظم عنده من نفسه، فسأل يقول: “أصلى الناس” ثم أقبل على صلاتهِ، ثم بعد أن صلّى سأل عن من قتله رضي الله؟ وكان عمر رضي الله عنه قد رأى رجلاً طأطأ رقبتهُ في الصلاة، فقال: يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، لأن الخشوع ليس في الرّقاب، إنّما الخشوع في الرّقاب في القلوبِ.
  • خشوع سعد بن معاذ رضي الله عنه في صلاته:
    فقد ذُكر أنه قال: فيّ ثلاث خصالٍ لو كنتُ في سائر أحوالي أكون فيهن كنت أنا أنا: إذا كنت في الصلاة لا أحدثُ نفسي بغير ما أنا فيه، وإذا سمعت من رسول الله صلّى الله عليه وسلم حديثاً لا يقعُ في قلبي ريبُ بأنه الحق، وإذا كنت في جنازةٍ لم أُحدّث نفسي بغير ما تقول ويُقال لها.
  • خشوع عبد الله بنُ الزبير رضي الله عنه في صلاتهِ:
    قد ذُكر أنه كان يسجدُ فأتى المنجنيق فأخذ طائفةً من ثوبهِ وهو في الصلاة لا يرفعُ رأسهُ. وهناك غيرهم من أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كثير، ولكن هذه من باب طرح الأمثلة.

المصدر: كتاب الخشوع في الصلاة، لطهطاوي.كتاب أسرار الصلاة، تأليف ابن قيم الجوزية.كتاب الخشوع في الصلاة، تأليف سعيد بن علي بن وهف القحاني.كتاب أسرار الخشوع في الصلاة، تأليف محمد بن لطفي الصباغ.كتاب الخشوع في الصلاة، تأليف الكاتب ابن رجب الحنبلي.


شارك المقالة: