ما هو جزاء إبليس الذي وسوس لآدم عليه السلام؟

اقرأ في هذا المقال


جزاء إبليس الذي وسوس لآدم عليه السلام:

عندما تكبر إبليس وامتنع عن السجود لآدم ورفض أمر الله كانت حكمة الله العادلة أن يضع الحق في نصابه، فكان جزاء إبليس على عصيانه ومخالفة أمره الطردُ واللّعنة إلى يوم القيامة قال تعالى: “فأخرج منها فإنك رجيم وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين”. الحجر:34-35.
لقد جاء جزاء إبليس في القرآن الكريم على النحو التالي:
في سورة البقرة لم يتجه الطرد من الجنة إلى إبليس وحده، بل جاء طرده ضمن الأمر الصادر إلى آدم وزوجه بعدما عَصيا الله وأكلا من الشجرة، فقال تعالى: “وقُلنا اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدو” البقرة:36. وقال تعالى: “وقلنا اهبطوا منها جميعاً” البقرة:38.
وفي سورة الأعراف فقد اتجه الأمرُ بالطرد لإبليس وحدهُ، فقال تعالى: “قال فاهبِط منها فما يكون لك أنّ تتكبر فيها فاخرج إنّكَ من الصاغرين” الأعراف:13. وقال تعالى: “قال أُخرج منها مذموماً مدحورا لِمن تَبِعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين” الأعراف:18.
وفي سورة الحجر يصدر الأمرُ كذلك إلى إبليس وحده، فقال تعالى: “قال فاخرج منها فإنك رَجيم، وأنّ عليكَ اللّعنةُ إلى يوم الدّين” الحجر:34-35.
وفي سورة الإسراء: قال تعالى: “قال اذهب فمن تَبِعكَ منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفورا” الإسراء:63.
– وفي سورة الكهف، فلم يذكر شيء عن جزاء إبليس.
– أما في سورة ص فقد الأمر إليه شخصياً، فقال تعالى: “قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدّين” ص:77-78.
ففي هذه المواضع التي ذكر فيها جزاء إبليس في القرآن الكريم، لقد كان جزاؤه الطرد من رحمة الله ومن الجنة ذليلاً مهاناً ملعوناً إلى يوم القيامة، فكل مسلم في الحج عليه لعنُ إبليس ورجمهِ بالحجارة، لتظل اللعنة والرجم ملتصقةً به إلى يوم الدينونة من أجل أن يكون مصيرهُ النار وبئس مثوى الظالمين.

كيف دخل إبليس الجنة وسوس لآدم عليه السلام؟

لقد اعترض بعض المفسرون في الطريقةِ التي وسوس بها الشيطانُ لآدم وحواء عليهما السلام، فقال ابن مسعود وابن عباس وجمهور العلماء: بأنه أغواهما بطريقة المشافهةِ.
لقد ذكر القرطبي عن عبد الرزاق عن وهب بن منبه قال: “دخل إبليسُ الجنة في فمِ الحيّة، وهي ذات أربع كالبُخْتِيَة من أحسن دابةٍ خلقها الله تعالى بعد أن عرضَ نفسهُ على كثير من الحيوان فلم يدخلهُ الجنة، فلما دخلت به الجنة خرج من جوفِها إبليس، فأخذ من الشجرة التي نهى الله آدم وزوجه عنها، فقام الشيطان بالوسوسةِ إلى حواء أولاً حتى أكلت منها، ثم بعد ذلك أغوى آدم عليه السلام، وقالت له حواء: كُل فإني أكلتُ منها، فلم تضرني، فعندما أكل منها فبدت لهما سوآتهما، وقد حصلا في حكم الذنب، فقال الله لآدم: اهبط إلى الأرض التي خُلقت منها، ولُعنت الحية، وردت قوائمها في جوفها، وجُعِلت العداوة بينها وبين بني آدم، ولذلك أمرنا بقتلها. ثم قال: وقالت طائفة: إن إبليس لم يدخل الجنةإلى آدم بعدما أخرج منها، وإنما أغوى بشيطانه وسُلطانه ووساوسهِ التي أعطاه الله تعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام: “إن الشيطانُ يجري من ابن آدم مجرى الدم”.

المصدر: كتاب قصص الأنبياء، للحافظ ابن كثير.كتاب قصص الأنبياء، تأليف الطيب النجار.كتاب أطلس تاريخ الأنبياء والرسل، تأليف سامي عبد الله الملغوث.كتاب قصص الأنبياء، للكاتب الشخ محمد متولي الشعراوي.كتاب قصة أبينا آدم، تأليف ماجد ابن سليمان.كتاب آدم عليه السلام بين اليهودية والنصرانية، إعداد الطالب أحمد جابر محمود العمصي- إشراف الدكتور شوقي بشير عبد المجيد.كتاب قصص الأنبياء القصص الحق، تأليف عبد القادر شيبة الحمد- الطبعة الرابعة.


شارك المقالة: