ما هي آثار الخمر والمسكر في متعاطيها؟

اقرأ في هذا المقال


آثار الخمر والمسكر في متعاطيها:

يتفق كل الباحثين والأطباء والدارسين على أن للخمر آثارٌ سيئة على معاقِريها في جوانب مختلفة، وأنها تورث البالغين في حمأِتها أضراراً حادة تفسد عليهم عقولهم وأجسامهم ونفسياتهم، فضلاً عن أنها تتعدى إلى التأثير السلبي في السلوك الشخصي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي لأفراد الأمة، ولعلنا نشير هنا إلى نبذة يسيرة من تلك الآثار والأضرار.

الخمر وجوانبه الصحية:

يؤثّر الخمر سلباً في نمو الجسم ويؤخّر اكتمال نشاطه، يقول أحد الأطباء الألمان: إن السكّير ابن الأربعين يكون نسيج جسمه كنسيج ابن الستين، ويكون كالهرم جسماً وعقلاً والسكر ينشر في الدم سموم الغول، ومنه ينتقل إلى جميع أنسجة الجسم، وأخطِر جهاز في البدن يقع تحت تأثيرهُ بشكل مباشر وخطير هو الجهاز العصبي، فتتخّدر خلايا الدماغ، ويتتابعُ ذلك بتأثّر العقل ويتحوّل الإنسان إلى معتوه، كما يؤثّر ذلك في فقدان التوازن في الأعصاب، وهذا ممّا يورث ارتجافاً في الأيدي واللسان والشفتين، فيعوّق الكلام ويتحول في النهاية إلى حركات تشنجية، وتصاب العضلات بالضمور وتفقد قوتها.
كما تؤثّر الخمرة في الجهاز الهضمي وتورّث متعاطيها تقرحات في الفم وتغطّي اللسان بطبقة من الأوساخ والميكروبات والفطريات، وينتج عن ذلك بخر ونفس كريه، وتصيب البلعوم بالتهابات حادة، ويصاب المريء بالقرحة المزمنة، ويكثر على شارب الخمر ارتفاع درجة الحرارة الجسم وتتابع القيء والشهيق، وحرقة المعدة التي تؤدي إلى التهابات مزمنة وقرحةٍ حادة في المعدة والأثنَي عشر، والتي قد تتحوّل إلى سرطان المعدة.

الأضرار النفسية:

يُعدّ الخمر سبباً رئيسياً في الإصابة بحالات الاكتئاب ونوبات النسيان وضعف استرجاع الذاكرة، وما يسمّى النوبات الذهنيةِ الحادة، وتحدث عند متعاطيها حالات من الهلس الغولي الحاد والإضراب الذُهاني العضوي، فيتصور أحداثاً لم تقع، وتسبب له شعوراً كبيراً بالخوف وفقدان التوازن والاضطراب، ولها تأثير حاد في التدهور العقلي، والإحساس بضلالات وغيرةٍ وشكوكٍ، وعدم الثقة، والاتهام للآخرين، وتكوّن الشعور بالضجر والهياج والعدوانية والهذيان والانفعال وفقدان السيطرة.

الخمر آثاره السلبية في المال والإقتصاد:

تظهر الآثار المضرةِ الكبيرة للخمر في المال والاقتصاد من تصورّنا لحجم الأموال الهائلة والطائلة التي تنفق للحصول على هذا الشراب الخبيث، ولا سيما في هذا العصر الذي تفنن فيه صناع هذا الوباء في صناعته وإنتاجه والتسوق له، كما إن في تخدير الطاقة المنتجة لمتعاطي هذه السموم وتعطيل عقولهم وجهودهم عند التلبيس بحالة السكر إهداراً لجزء كبير من أفراد المجتمع وتعطيلاً لإنتاجاتِهم، وعن الخسائر التي تترتب على تصرفات هؤلاء المبتلين بهذه الأوبئة وأفعالهم العدوانية غير المسؤولة على الآخرين من أشخاص ومنشآت، وذلك من تعطيل المجني عليهم عن العمل والإنتاج وإصابتهم وإصابة مقدرات المجتمع بعوائق تشغل الجهات الأمنية والمستشفيات والسجون والمحاكم وتخِّل بالنظام العام.

الأضرار الاجتماعية:

وتُعدّ المُسكِرات من أكثرٍ العواملِ إفساداً للعلاقات الاجتماعيةِ بين الناس، ومن أكبر المعاول لتحطيم وشائح الأُلفةِ والمحبةِ والمودةِ بين أفراد المجتمع، ولها تأثير حادّ ومباشر في تفكيك الأسر وجلب المصائب والمشاكل داخل البيوت، وفقدانها للعائل والراعي والمربي نتيجة غيابه في سكره أو سجنه حال العقوبة، كما إن لآثارِ الخمر والمسكرات النفسية والأزمات الشعورية تسبباً واضحاً في التفكيك الاجتماعي الأسري وضياع الكثير من الجهد والطاقة المهدرة في معالجة مثل هذه المشكلات.

المصدر: كتاب الخمر وعقوبتها وآثارها، للدكتور علي بن راشد الديبان.كتاب الخمر والنبيذ في الإسلام، للمؤلف علي المقري.كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، حد الشرب، للمؤلف عبد الرحمن الجزيري.


شارك المقالة: