ما هي الأيام البيض؟

اقرأ في هذا المقال


تعتبر الأشهر “القمرية”من الطرق التي يُعتمَد عليها في احتساب السنة الهجرية، حيث يتم احتساب السنة بإتمام القمر لاثنتي عشرة دورة حول الأرض، وهو ما يعادل الثلاثمائة وأربعة وخمسين يومًا تقريباً، فتعتمد الكثير من العبادات والواجبات والسّنن لدى المسلمين بالسنة والأشهر والأيام القمرية؛ مثل العيدان، وصوم شهر رمضان، وعاشوراء، والخامس عشر من شعبان، وأعمال الحج، وصوم أيام البيض، يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}صدق الله العظيم، فالأصح في المناسبات الدينية والعبادات والفرائض؛ التقويم الهجري المعتمد بالكليّة على القمر، يقول تعالى في كتابه العزيز: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}صدق الله العظيم ، وسيطرح هذا المقال الإجابة عن سؤال ما هي الأيام البيض.

ما هي الأيام البيض:

إن الأيام البيض هي أيام خصّها الشارع بالصيام ورغّب في ذلك حتى قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: “أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن لشيء أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر ولا أنام إلا على وتر وبسبحة الضحى في الحضر والسفر”، وهذهِ الأيام البيض هي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كما جاء ذلك في حديث أبي ذَرٍّ – رضي الله عنه- “أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أوصىاه بصيامِ أيامِ البِيضِ: الثالثَ عشرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ”، وهذا التخصيص هو قول الجمهور؛ خلافاً للمالكية الذين كرهوا التخصيص مخالفة اعتقاد وجوب، والصحيح قول الجمهور لحديث أبي ذرّ السابق، وعند الحديث عن ماهي الأيام البيض فلا بدّ من بيان أنّ الأيام البيض لا تختص بشهر دون شهر، بل هي ثلاثة أيام “الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر” من كل شهر من شهور السنة القمرية، وأما عن سبب تسميتها بالأيام البيض وذلك؛ لبياض لياليها بالقمر، لأنّه يطلع فيها من أولها إلى آخرها.

فضل صيام الأيام البيض:

يحسن حينئذ بيان فضل صوم التطوع عموماً، وصومها على وجه الخصوص، فقد جاء في حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: قال -صلى الله عليه وسلم- : “ما مِن عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، إِلَّا بَاعَدَ اللَّهُ، بذلكَ اليَومِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا”، والصوم يكسر الشهوة، و يخرج الفضلات التي يتأذى منها الجسد، كما بيّنه الطب الحديث، وأما عن فضيلة صيام الأيام البيض فهنالك عدة فوائد وحكم لصيام هذه الأيام وفي الآتي بيانها:

  • في السنن الواردة؛ أتى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلٌ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ، ما تقولُ في رجُلٍ صامَ الدَّهرَ كُلَّهُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: “وَدِدْتُ أنَّهُ لم يَطعمِ الدَّهرَ شيئًا، قالَ: فثلُثَيْهِ ؟ قالَ : أَكْثر . قالَ : فنِصفَهُ ؟ قالَ : أَكْثَرَ، قالَ: أفلا أخبرُكُم بما يُذهِبُ وحرَ الصَّدرِ؟ قالوا: بلَى ! قالَ: صيامُ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ ، وحر الصدر؛ أي غله وحقده”، فهي تذهب حقد الصدر وأدران القلب.
  • مضاعفة الحسنات وزيادتها حيث أنَّ صيام ثلاثة أيَّام من كل شهر تعدل صيام الدَّهر، ودليل ذلك قول ملحان القيسي: “كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- يأمرُنا أن نصومَ البيضَ ثَلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخَمسَ عَشرةَ قالَ وقالَ هُنَّ كَهَيئةِ الدَّهرِ”.

الإعجاز العلمي في صيام الأيام البيض:

إن الباحث المُتعرِّف يتنبَّه إلى أنّ الصيام بشكله العام يحوي على الكثير من الفوائد الجسمية التي لا بدَّ من الإشارة إليها، ولم يظهر في البحث والتنقيب عن الإعجاز العلمي لصيام الأيام البيض خاصة شيئًا، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • إنَّ الصِّيام يعمل بالدرجة الأولى على موازنة جسم الإنسان، لأنّ أكثر ما يعاني منه المجتمع في العصر الحالي هو السمنة وخاصَّةً بسبب تغير نوعية الغذاء والطَّعام، فيقوم الصيام بحل هذه المشكلة.
  • يحمي الصّيام جهاز مناعة الإنسان من الأمراض؛ لأنَّ كثرة الطَّعام تؤدي إلى بعض المشاكل في الجسم الإنساني وذلك ما أثبتته الدراسات الحديثة.
  • إنَّ أخطر المشاكل التي تواجه الكلى حاليًّا هي تشكُّل الحصى والرمال بداخلها، لذلك فإنَّ الامتناع عن الطعام والصيام يرفع من نسبة معدل الصوديوم في الدم فيمنع من تبلور أملاح الكالسيوم.

المصدر: شرح كتاب الصيام/محمد المختار الشنقيطيشرح العلامة الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية/محمد بن عبد العزيز الخالدي, ‏أبي عبد الله محمد بن عبد الباقينداء الريان في فقه الصوم/سيد بن حسين العفانيمرقاة المفاتيح/علي بن سلطان محمد القاري


شارك المقالة: