ما هي قصة الذي تجاوز الله عنه لتجاوزه عن عباد الله؟

اقرأ في هذا المقال


يُحكى أن رجلًا لم يجد عملًا صالحًا يعمله حينما قدمت إليه ملائكة الموت لتنزع روحه إلا أنه كان يتجاوز في مبيايعته عمن يبايعهم، فلما كان يداين الناس ويأتي وقت السداد كان ينظر لحال الموسر إلى أن يجد سداد وكان يتجاوز عن المعسر والحاله ضعيف، وكان هدفه من فعل ذلك هو أن يتجاوز الله عنه، فقد تجاوز الله عنه وغفر له ذنوبه جراء تجاوزه في تعامله مع الناس.

الدليل من السنة على قصة الذي تجاوز الله عنه لتجاوزه عن عباد الله

لقد روى البخاري في صحيحه عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن رجلًا كان فيمن كان قبلكم أتاه الملكُ ليقبض روحه، فقيل له: هل عملت من خير؟ قال: ما أعلم شيئًا غير أني كنت أُبايع الناس في الدنيا وأجازيهم، فأنظر الموسر وأتجاوز عن المُعسر فأدخله الله الجنة” رواه البخاري.

وهناك رواية أخرى عن حذيفة تقول: “تلقت الملائكةُ روح رجلٍ ممن كان قبلكم، قالوا: أعملت من الخير شيئًا؟ قال: كنتُ آمرُ فتياني أن ينظروا ويتجاوزوا عن الموسر، قال: قال فتجاوزوا عنه” صحيح البخاري.

ورواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كان تاجرٌ يداين الناس، فإذا رأى معسرًا، قال لفتيانه: تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنّا، فتجاوزوا عنه” رواه مسلم.

شرح قصة الذي تجاوز الله عنه لتجاوزه عن عباد الله في الأحاديث السابقة

إن الله تعالى يخبرنا بأن العبد عندما يأتيه الموت ويقربُ أجله تتنزل عليه الملائكة، أما الشخص المؤمن فإنها تأتي لبشارته وأما الكافر فإنها تسأله وتوبخه وتعذبه وتبشره بالنار، فقال تعالى في كتابه العزيز في حق المؤمن: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ” فصلت: 30.

وقال الله تعالى في حق الكافر الذي عصى ربه في يوم النزع: “إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” النساء:97.

لقد أخبرنا نبينا الكريم أن رجل ممن كان قبلنا أتاه ملك الموت حتى يقبض روحه فسألته الملائكة عن أعمال خيرٍ كان يعملها في دنياه، لكنه لم يجد لنفسه عملًا من أعمال الخير، وعندما أجاب لا، طلبوا منه أن يُمعن النظر، فلم يجد لنفسه عملًا خيّرًا إلا أنه كان يعمل تاجرًا، فيوصي فتيانه الذين يعملون عنده بأن ينظروا إلى حال الموسر وأن يمهلوا ويتجاوزا عن حال المعسر، وكان يخبر عن سبب ما يأمرهم به قائلًا: لعل الله أن يتجاوز عنا، فحقق الله رجاءه فيه فتجاوز الله عنه وغفر له.

إن مثل هذا الفعل أو النمط من التعامل مع الناس يبحث عنه الإسلام؛ لأنه يسهل على الناس في البيع والشراء والتسامح أثناء التعامل وإنظار الموسرين والتجاوز عن المعسرين، فقد أخبر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لمن يتصف بهؤلاء الصفات قال عنه: رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وسمحًا إذا قضى وإذا اقتضى”

المصدر: كتاب صحيح القصص النبوي، تأليف عمر سليمان الأشقركتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول، تأليف ابن الأثير، تحقيق عبد القادر الأرناؤوطكتاب القصص في السنة دروس وعبر، تأليف علي بن نايف الشحودكتاب صحيح القصص النبوي، تأليف ابن اسحاق الحويني الأثري


شارك المقالة: