ما ينفرد به الأنبياء دون سائر البشر

اقرأ في هذا المقال


بما أنّ الله تعالى اختار الرسل والأنبياء من البشر، وكلفهم بحمل الدعوة، وتبليغ الرسالات، يكون قد خصّهم ببعض الأمور التي ينفردون بها عن سائر البشر، تكريماً لهم على القيام بأعباء الدعوة والتبليغ، وفيما يلي بعض الأمور التي انفرد بها الأنبياء دون سائر البشر.

الوحي

ميّز الله تعالى الرسل والأنبياء عن غيرهم من البشر، بأن أوحي إليهم، فقال عز وجلّ: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ” سورة الكهف 110، ويكون الوحي بمقابلة الملائكة والتواصل معهم، أو تكليم الله لبعضهم، وقد عرّف الله تعالى بعضَ الرسل بأمور غيبية ماضية، وأطلع بعضهم على أمور تتعلق ببعض تفاصيل عالم الغيب.

ومن الأمثلة على ذلك رحلة الإسراء والمعراج، التي أُسري فيها بالنبي _عليه الصلاة والسلام_ إلى المسجد الأقصى من مكة المكرمة، ثمّ عُرج به إلى السماوات السبع، وشاهد _عليه الصلاة والسلام_ الجنة والنار، والملائكة على صورهم الحقيقية.

العصمة

منح الله تعالى العصمة للأنبياء والرسل، فيما لا يتنافى مع الخصائص البشرية، وإنما كانت العصمة في تحمل أعباء الدعوة، والمقدرة على تبليغ الرسالة، وخاصة أنّ الله تعالى عصمهم عن نسيان ما أوحى به إليهم، والدعوة إلى عبادة الله تعالى دون تغيير أو تحريف في شرائع الله.

فإن لم يُبلغ الرسول بما أوحي به إليه، فلم يكن مؤدياً ما وكّل إليه من أمانة الرسالة والدعوة، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”سورة المائدة 67.

ينام الأنبياء بعيونهم لا بقلوبهم

كانت هذه الميّزة مما خصّ الله تعالى به أنبيائه، فهم ينامون بأعينهم ولا ينامون بقلوبهم، فرُوي عن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال: “إنّا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا” فتح الباري.

يُخيّر الله الأنبياء عند موتهم

انفرد الرسل والأنبياء في الدنيا عند موتهم، بأن الله تعالى خيرهم بين الحياة والموت، أو بين الدنيا والآخرة، قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _: “ما من نبي يمرض إلّا خُيّر بين الدنيا والآخرة” حديث متفق عليه.

ما يخص الأنبياء بعد موتهم

  • لا يُدفن النبي بعد موته إلّا في المكان الذي يموت فيه، فقد دُفن النبي محمد _صلى الله عليه وسلم_ في بيته في حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة.
  • لا تتآكل أجساد الأنبياء في الأرض، وهذا تكريم لهم من الله عز وجل، حيث تبقى أجسادهم محمية من التآكل والتحلل _بإذن الله تعالى_، وقال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: “إنّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء” سنن أبي داوود.
  • ومما ميّز الله تعالى به أنبيائه ورسله في قبورهم، أنّه يُبقيهم أحياءً في قبورهم، فقال _عليه الصلاة والسلام_: “مررت على موسى ليلة أسري به عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره” صحيح مسلم.

المصدر: العقيدة الإسلامية، راشد سعيد العليمي، 2018العقيدة الإسلامية من الكتاب والسنة الصحيحة، محمد جميل، 2015العقيدة الإسلامية وأسسها، عبدالرحمن حسن الميداني، 2013الرسل والرسالات، عمر سليمان الأشقر، 1981


شارك المقالة: