أشعار أبو العتاهية في المدح

اقرأ في هذا المقال


ثقافة أبو العتاهية:

عاش أبو العتاهية في العصر العباسي، وأصبح من أهم الشعراء في ذلك العصر، حيث يُعد أبو العتاهية من المتقدمين في الشعر، وقد امتازت أشعاره بالعذوبة والرقة والرشاقة وكان متمسكاً بالأساليب القديمة من حيث وصف الصحراء والوقف على الأطلال، بقي أبو العتاهية في اللهو والجنون حتى تعرف على محبوبته عتبة فتحولت حياته الى الزهد.

أشعار أبو العتاهية في المدح:

المدح عنده من أهم الأغراض الشعرية حيث مدح كثير من الحكام من أهمهم هارون الرشيد الذي مدحه في قصيدة جميلة المعاني وعذبة التعبير، فقد وصف أبو العتاهية شجاعة وصلابة وفروسية والخصال الحميدة لهارون الرشيد في قصيدة، قائلاً:

إمام الهدى أصبحت بالدين معنيّا
وأصبحت تسقي كل مستمطرٍ ريّا
لك اسمان شُقَّا من رشادٍ ومن هدى
فأنت الذي تُدعي رّشيداً، ومهديا

إذا ما سخطت الشيءَ كان مُسخطاً
وإن ترضَ شيئاً كان في الناس مرضيّا

بسطتَ لنا شرقاً وغرباً، يدُ العلى
فأوسعتَ شرقيّاً وأوسعتَ غربياً

وَوَشيتَ وَجهَ الأَرضِ بالجودِ النَّدى
فَاوسعتَ شَرقِياً، وأوسعتَ غَريباً

وَأنتَ أميرُ المُؤمنينَ فَتى التُقى
نَشَرت من الإحسان ما كان مطويا

قضى الله أن يبقى لهارون مُلكه
وَ كان قضاء الله في الخلق مقضيا

تجلت الدنيا لهارون بالرضا
وأصبح نقفور لهارون ذميا

وأيضاً مدح الهارون الرشيد في قصيدة يبين فيها نبالة وجمال خصاله، قائلاً:

وهارُونُ ماءُ المُزْنِ يَشفي من الصّدى
إذا ما الصّدي بالرّيقِ غَصّتْ حَناجرُهْ

وزَحْفٌ لـهُ تَحكي البُروقَ سُيوفُهُ
وتَحكي الرّعودَ القاصِفاتِ حَوَافِرُهْ

إذا حَمِيتْ شمسُ النّهارِ تَضاحكَت
إلى الشّمسِ فيه بِيضُه وَمَغافِرُهْ

إذا نُكِبَ الإسْلامُ يوْماً بنَكْبَةٍ
فَهارونَ مِنْ بَيْنِ البَريّةِ ثائِرُهْ

ومَن ذا يَفوتُ الموْتُ والموْتَ مُدرِكٌ
كَذا لم يَفُتْ هارونَ ضِدٌّ يُنافِرُهْ

المصدر: كتاب " أبو العتاهية حياته وأغراضه الشعرية " للمؤلف أحمد عليانكتاب " أبو العتاهية " إعداد عبد اللطيف شرارةكتاب " أبو العتاهية أشعار واخباره " إعداد الدكتور شكري فيصل


شارك المقالة: