أبو الأسود الدؤليّ

اقرأ في هذا المقال



هو ظالم بن عمرو بن جندل بن كنانة، ويُعدُّ من الشُّعراء والتَّابعين والمحدثين والبخلاء، والمفاليج والنحويين؛ لأنَّه أول من عمل كتاباً في النحو بعد علي بن أبي طالب، وولى البصرة لابن عباس ومات بها، حيث أسنَّ وكان يقول لولده: لا تجاودوا الله فإنَّ الله واجود وأمجد، ولو شاء الله أن يجعل الناس كلهم أغنياء لفعل وهو قائل:

ليت شعري عن أميري ما الذي ** غاله في الود حتى ودّعه
لا تهنّي بعد أن أكرمتني ** وشديد عادة منّزعه
لا يكن برقك برقاً خلباً ** أن خير البرق مالغيث معه

ولادته و نشأته:
ولد أبو الأسود الدؤلي ونشأ قبل الهجرة النَّبوية بست عشرة سنة، حيث اختلفوا الرُّواة في اسمه، فمنهم من قال اسمه ظالم بن عمرو بن ظالم، وآخرون قالوا اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل عثمان بن عمرو، وقيل أيضاً عمرو بن ظالم، ومنهم من قال عويمر بن ظوليم.
نسبه
ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدؤل بن بكر بن عبد المناة ابن كنانة، يُكنى بأبو الأسود.

سبب تسميته بأبو الأسود:

حيث طغت كنيته على اسمه فاشتهر بها، على العلم أنَّهُ لم يكن ذوبشرة سوداء، ولم يكن لديه ولد اسمه أسود، وقد رضي بهذه الكنية؛ لأنَّ اسم ظالم ثقيل على السمع، ومع أنه يتنافى مع مكانته الاجتماعيّة، حيث كان يعمل قاضياً يتَّصف بالعدل، فأبعد اسمه عن نفسه حتى لا يؤثّر على المظلوم.
والِدَتُهُ؟
الطويلة من بني عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن نضر، وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، العبدرية القريشة.

إسلامه:
أسلم أبو الأسود الدؤلي في حياة النبي محمد ــ عليه الصلاة و السلام ــ ولم يلقاه على الرغم من أنَّه أدركه، فهو من المخضرمين وليس من الصحابة، إلّا أنَّه ورد المدينة المنورة، وسَمع من بعضهم، وكان قومه بنو الدؤل بن بكر حلفاء لقريش ضمن عقد صُلح الحُديبية، وهم الذين عدو على خزاعة، وكان ذلك سبب فتح مكة من قبل النبي محمد عليه السلام.

شعره و ديوان شعره:
ذكر الذين ترجموا لأبي الأسود الدؤلي أنّهُ كان من الشعراء المُجيدين، وله قصائد عديدة جُمعت له في العديد من المؤلفات.


مؤلفاته:

  • ديوان أبي الأسود الدؤلي لأبي سعيد الحسن السكري تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين.
  • ديوان أبي الأسود الدؤلي لعبد الكريم الدجلي.

ومنه:
جمع المدائني كتاباً فيه أخبار لأبي الأسود الدؤلي، كما جمع أبو سعيد الحسن السكري ديواناً لأشعاره، وله عشرات القصائد في ديوانه الشعري، ومنها على سبيل المثال: أنَّه دخل على معاوية فقال لهُ معاوية: أصبحت جميلاً يا أبا الأسود فلو علقت تميمة تُبعد عنكَ العين.

فقال أبو الأسود رداً عليه:

أفنى الشاب الذي فارقت بهجته ***** كر الجديدين من آت ومنطلق
لم يتركا لي في طول اختلافهما*****شيئاً أخاف عليه لذعة الحدق
قد كنت أرتاع للبيضاء أخصبها*****في شعر رأسي وقد أيقنت بالبلق

ثناء العلماء عليه و فضله:

  • قال عنه أحمد العجلي: ثقة، كان أول من تكلَّم في النحو.
  • قال عنه أبو الفرج الأصفهاني: كان أبو الأسود الدؤلي من وجوه التابعين والفقهاء والمحدثين… ثقة جليل.
  • قال عنه ابن سعد: كان ثقةً في حديثهِ.
  • قال عنه ابن سلام: كان رجل أهل البصرة.
  • قال عنه الزركلي: لهُ شِعرٌ جديد.
  • وفي الأغاني: كان أبو الأسود الدؤلي من وجوه التابعين وفقهائهم و محدثيهم.
  • قال عنه أبو عمر: كان ذو دِينٍ وعقل ولسانٍ و بيانٍ وفهمِ وحزم.

وفاته:
أصيب أبو الأسود الدؤلي في آخر حياته بمرض الفالج، ممَّا سبب له العرج، وتوفي في البصرة في ولاية عبيد الله بن زياد سنة 69 هجرية في الطاعون الجارف، وقد بلغ من العمر 85 سنة.

المصدر: كتاب الشعر و الشعراء.


شارك المقالة: