اللغة والتواصل في علم اللغة الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


علاقة اللغة بالتواصل:

في التواصل، يمكن فهم اللغة على أنها نظام مُنَظِم للرموز المستخدمة لإنشاء المعنى ونقله، فتتضمن اللغة الترتيب الهادف للأصوات في كلمات وفقًا لقواعد الجمع والاستخدام المناسب. فبين العالم جيمس براداك في عام 1999، تعدد مفاهيم اللغة عندما لاحظ ثلاث طرق لتعريفها، وفيما يلي وصف لهذه التعريفات:

  • المعنى الأول: تعرف اللغة بأنها آداة للتواصل تسمح للمتحدثين بإنجاز أغراض روتينية، على سبيل المثال، تبادل التحيات. كما أن اللغة تعد في هذا التعريف بأنها وسيلة تواصل مرنة للغاية وقابلة للتكيف وفقًا الظروف المحيطة.
  • المعنى الثاني: تعرف اللغة بأنها نظام بيولوجي هرمي يدرسه اللغويون. حيث يتواجد له مستويات متعددة، وكل مستوى منظم بشكل معقد ومتشابك مع الأنظمة الأخرى. كما يمكن تمثيل الهياكل في كل مستوى بقواعد البناء التي تشكل جزءًا من المعرفة الضمنية من المتحدثين.
  • المعنى الثالث: تعرف اللغة بأنها مجموعة من السمات اللفظية التي غالبًا ما تتأثر أو حتى تحددها المتغيرات البيئية أو الجسدية أو النفسية التي لا تخضع للتحكم الواعي للمتحدثين.

يتم دراسة مجموعة متنوعة من جوانب اللغة في مجال الاتصال. حيث تشمل هذه الجوانب في أصول اللغة واكتساب اللغة والصوتيات وعلم الأصوات وبناء الجملة وعلم الدلالات والبراغماتية واللغة والثقافة واللغة والتنوع واللغة والعلاقات.

مناهج دراسة اللغة في مجال الاتصال:

تم طرح مجموعة متنوعة من وجهات النظر المنهجية المختلفة للتأثير على دراسة اللغة وعلاقتها الوثيقة بالتواصل. حيث يدرس علماء اللغة النفسية المبادئ النفسية التي تشارك في كيفية معالجة اللغة وتمثيلها في الحياة اليومية ومدى حاجتنا لها للتمكن من التواصل. وركزت نظرية العالم اللغوي نعوم تشومسكي عن القواعد التوليدية والتحويلية المستخدمة لفهم الجوانب المعرفية لاستخدام اللغة، وتبين أن الكفاءة اللغوية (أي القدرة على إنتاج جمل مناسبة في أي لغة، وبطريقة لغوية مناسبة تمكن أي فرد ناطق باللغة من فهم الجملة واستخدامها للتواصل) فطرية في جميع البشر.

أدى هذا إلى قيام اللغويين بدراسة الأداء اللغوي (أي الجمل الفعلية)؛ وذلك من أجل استنتاج ما يمكن أن يحدث في الدماغ البشري عند التحدث والتواصل، وتبين في الكثير من الدراسات أن الدراسة السطحية للغة يساعد بشكل كبير على فهم المعاني العميقة للغة، فالكثير من المتحدثين يستخدمون بعض الكلمات التي لا يستطيع أحد غيرهم فهمها، مع أن اللغة المستخدمة هي لغة المجتمع المحيط.

فعلى سبيل المثال، يستخدم الأصدقاء في بعض الأحيان كلمات لا يمكن لأحد فهمها غيرهم، مثل كلمة انظر، فهي كلمة عادية ولا تعني شيء مميز، ولكن يستخدمها الأصدقاء فيما بينهم للدلالة على شيء خاص بهم. وتعد هذه الكلمات ذات المعنى العميق أحد أهم الظواهر التي شغلت علماء اللغة.

يتخذ بعض العلماء في مجال الاتصال منهجًا معرفيًا للغة، ويدرسون التصورات والمواقف تجاه المتحدث بناءً على اللغة التي يستخدمونها. حيث يربط علماء علم اللغة الاجتماعي في مجال الاتصال الخصائص الاجتماعية للمتصلين بسمات كيفية تواصلهم، فأحد الأمثلة على ذلك هو البحث عن تأثير اللغة المرتبط بالنوع الاجتماعي ومدى تباين اللغة وفقًا لهذا التنوع اللغوي. أي أن العلماء قاموا بفحص اللغة لمعرفة ما إذا كان من الممكن ربط سمات معينة بها بجنس المتحدث.

ويستخدم باحثون آخرون نهجًا وصفيًا (أي إثنوغرافيا التواصل)؛ وذلك لدراسة كيفية تأثير الثقافة على الجوانب المختلفة لاستخدام اللغة. كما يمكن اعتبار مصطلح تحليل الخطاب مصطلحًا شاملاً يشير إلى مجموعة من الأساليب المختلفة، بما في ذلك نظرية فعل الكلام وتحليل التفاعل والنهج النقدي.

تحليل الخطاب والتواصل:

وصفت دراسة للباحث اللغوي ستيفن ليفنسون التي أجراها في عام 1983، أن تحليل الخطاب عبارة عن سلسلة من المحاولات لتوسيع التقنيات الناجحة للغاية في علم اللغة إلى ما وراء وحدة الجملة. ويدرك اللغوي هارفي ساكس في دراسته التي أجراها في عام 1984، أن دراسة اللغة المستخدمة في الشعر والأدب والبلاغة غالبًا ما تُعطى الأولوية على دراسة اللغة التي يستخدمها الأفراد في حديثهم اليومي، وهي اللغة التي يعتبرها العالم لغة التواصل.

أهمية دراسة لغة الواقع:

طرح هارفي ساكس في دراسته المذكورة أعلاه، قضية أن لغة الحديث اليومي هي في الواقع مجال دراسي مهم للغاية؛ وذلك لأنها الوسيلة الأساسية التي يتم من خلالها سن الحياة الاجتماعية. ولهذا السبب يركز محللو المحادثة على الحديث الذي يبدو عاديًا والذي يستخدم في البيئات اليومية والمؤسسية.

وللقيام بذلك يحتاج الباحثون اللغويون إلى إجراء العديد من المقابلات مع أفراد المجتمعات الذي يودون إجراء الدراسة عليها، فيقومون بجمع العديد من شرائط الفيديو والشرائط الصوتية كبيانات، يصف فيها محللو المحادثة بالتفصيل الممارسات التي يستخدمها المتصلون للتواصل ولتفعيل مجموعة واسعة من الأنشطة في مجموعة متنوعة من الإعدادات.

المصدر: Adrian Akmajian Linguistics: An Introduction to Language and Communication, 6th edition (The MIT Press) sixth edition EditionJack C. Richards Language and Communication (Applied Linguistics and Language Study)Linguistics, Seventh Edition An Introduction to Language and Communication By Adrian Akmajian, Ann K. Farmer, Lee Bickmore, Richard A. Demers and Robert M. HarnishLinguistics: An Introduction to Language and Communication by Adrian Akmajian


شارك المقالة: