رواية عالم صوفي - Sophie's World Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب جوستاين غاردر وهو من مواليد دولة النرويج من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث كان أستاذ كبير في تاريخ الفكر والفلسفة، وقد كان له تأثير كبير على الكُتاب والمفكرين والفلاسفة من بعده، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها هي عالم صوفي، تم العمل على نشرها في سنة 1991م، وترجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، وقد اعتبر الأدباء تلك الرواية مدخل أساسي إلى علم الفلسفة وقد تطرق لها العديد من المؤلفين في مؤلفاتهم الأدبية.

رواية عالم صوفي

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول فتاة شابة كانت ما زالت في الرابعة عشر من عمرها تدعى صوفيا أمندسن تقيم في دولة النرويج، وقد كانت أحداث الرواية تدور في مطلع القرن التاسع عشر، حيث أن صوفيا كانت تقطن برفقة والدتها وتمتلك مجموعة من الحيوانات الأليفة، فقد كان لديها قط وسلحفاة وسمكة ذهبية، كان والدها يعمل كقبطان على إحدى نواقل النفط، وجراء مهنته المتعبة والشاقة، فقد كان في أغلب الأحيان متغيب عن المنزل، إذ لا يظهر في الكتاب إلى قليلاً.

تشير الرواية في البداية إلى أن حياة الفتاة كانت يتخللها الكثير من التوتر والاضطراب، وقد بدأ ذلك التوتر والاضطراب في أحد الأيام حين عثرت الفتاة على رسالتين من مصدر غير معروف وغامض في صندوق البريد الخاص بها، إحدى تلك الرسائل كان مكتوب فيها: من أنتِ؟ والرسالة الأخرى كان مكتوب فيها: من أين جاء العالم؟ وبعد ذلك بفترة قصيرة وصلت بطاقة بريدية تحمل عنوان أحد كتب الفلسفة، وبعد مرور فترة وجيزة وصل صوفيا ظرف يوجد بداخله مجموعة من الأوراق مخطوط عليها دروس في الفلسفة.

ومع مرور الأيام وبطريقة تواصل غريبة من نوعها تصبح الفتاة طالبة لدى أحد الفلاسفة والذي يدعى ألبرتو، وهو ما كان رجل كبير في السن؛ حيث أنه كان في البداية بالنسبة إلى الفتاة شخصية مجهولة تماماً، وبشكل تدريجي يكشف عن نفسه شيئاً فشيئاً، إلى أن بين أن جميع الرسائل والأوراق التي كانت تصل إليها هي منه، ما عدا البطاقة البريدية لم تكن منه، حيث اكتشفت الفتاة فيما بعد أنها كانت مرسلة من قِبل شخص يدعى ألبرت، وهو كان شخص يعمل لدى قوات حفظ السلام والتي كانت مبعوثة من قِبل الأمم المتحدة إلى دولة لبنان.

ومنذ تلك اللحظة يعزم ألبرتو إطلاع الفتاة على  تاريخ الفلسفة وتعليمه لها، وذلك من خلال قيامه بسرد الأحداث الفلسفية المهمة جداً، حيث أنه قام بالبدء من الفلسفة اليونانية ومن ثم إلى الفلسفة الأرستقراطية إلى أن وصل إلى الفلسفة الوجودية والتي كانت تخص الفيلسوف العالمي جان بول سارتر، وعلاوة على ذلك قام بتقديم الدروس الفلسفية القيمة لها، ومن هنا حاول كل من صوفي وألبرتو من خلال صفحات هذه الرواية الكشف عن مجموعة الأسرار الغامضة التي كانت تتعلق بشخص يدعى ألبرت، حيث أن ألبرت كان يتبين أنه لديه قدرات خارقة للطبيعة مثل قدرات الآلة التي كانت في خيال الناس.

ومع مرور الأيام تتلقى صوفي الكثير من الدروس عن فلسفات القرون الوسطى، كما تتعمق في التعلم عن الفلسفة إلى أن وصلت إلى فلسفة القرون الوسطى، وبعد أخذ صوفي إلى العديد من الدروس مع ألبرتو، والذي كان يظهر في ذلك الوقت يرتدي ملابس راهب في كنيسة قديمة، حتى وصلت إلى التعلم عن فلسفة جان بول سارتر في أحد المقاهي الفرنسية، وذلك من أجل أن يقوم ألبرتو بوضع أمام صوفي الأساليب التدريسية والظروف المناسبة لكل درس في الفلسفة، حيث أول ما بدأ به ألبرتو من خلال درسه هو القيام بإرسال أسئلة إلى صوفي في وقت مسبق؛ وذلك من أجل أن تتفكر فيها، ثم بعد ذلك يرسل إليها الإجابات عن تلك الأسئلة من خلال الدرس.

ومنذ تلك اللحظة تقدم الرواية توضيح الارتباط الذي يحصل بين الدروس الفلسفية التي تلقتها الفتاة، والوقائع التي تحصل مع الفتاة، إلى أن وصلت إلى تفسير علاقاتها مع من حولها حتى علاقتها مع والدتها والأشخاص المقربين منها جداً، ولكن القسم الأكبر من الرواية هو الجزء الفلسفي الذي كان يقوم على الدروس الفلسفية والأسئلة والعلاقة مع ألبرت، والذي كان يتدخل بحياة صوفي بشكل خارق للطبيعة، وفي تلك الأثناء يحاول ألبرتو تدريب صوفي على كيفية مقاومة ذلك من خلال تعليمها كل ما يعلمه عن الفلسفة، إذ أنه أكد لها أن الفلسفة هي الطريق الوحيد الذي يمكن لأي إنسان معرفة جميع الإجابات حول العالم، ومجابهة كافة العوائق التي تواجهه في الحياة.

المصدر: Sophie's World Novel


شارك المقالة: