علام تلفتين وأنت تحتي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة علام تلفتين وأنت تحتي:

أمّا عن مناسبة قصيدة “علام تلفتين وأنت تحتي” فيروى بأنّ الفرزدق والجرير خرجا من العراق باتجاه مدينة ارصافة، وكان ذلك بعد إصرار من أمير المؤمنين الخليفة هشام بن عبد الملك، وكان يومها في هذه المدينة، وبينما هم في طريقهم إلى الخليفة، نزل جرير يريد أن يقضي حاجة، وبينما هو في ذلك نزل الفرزدق من على ظهر ناقته يريد أن يتفقدها، فوجدها تلتفت فقام وضربها باستخدام سوطه، وهو ينشد قائلًا:

علام تلفتين وأنت تحتي
وخير الناس كلهم أمامي!

متى تردي الرصافة تستريحي
من الأنساع والدبر الدوامي

ثم توجه الفرزدق إلى من كان معه وقال لهم: الآن سوف يأتي الجرير، فإن أتى أريدكم أن تنشدوه ما قلت من شعر وسوف ينشدكم هذان البيتان:

تلفت إنّها تحت ابن قينٍ
إلى الكيرين والفأس الكهام

متى ترد الرصافة تخز فيها
كخزيك في المواسم كل عام

وعندما عاد الجرير وجد الناس يضحكون، فقال لهم: ما الأمر؟ لماذا تضحكون؟ فقال له أحد الجالسين: إن أخوك أبا فراس قد قام بضرب الناقة وأنت غائب وهو ينشد هذان البيتان، وأنشده البيتين الذين أنشدهما الفرزدق، وعندها أكمل الجرير قائلًا:

تلفت إنّها تحت ابن قينٍ
إلى الكيرين والفأس الكهام

متى ترد الرصافة تخز فيها
كخزيك في المواسم كل عام

فاستغرب الحاضرون من هذا التوافق بين الجرير والفرزدق، وأخبروه بأنّ الفرزدق قد قال لهم بأنّه سوف ينشد ما قد أنشد، فالتفت الجرير إليهم، وقال لهم: أولم تعلموا بأنّ إبليسنا واحد.

وعندما مات الفرزدق وصل خبر وفاته للجرير، بكى عليه بكاءً شديدًا وقال: والله إنّي لا أبقى بعده، فمات الجرير بعد الفرزدق بشهر.

نبذة عن الفرزدق:

أمّا عن التعريف بشاعر هذه القصيدة فهو: همام بن غالب التميمي، ولد سنة “641” في مدينة كاظمة، قد أشتهر بالفرزدق، فهو شاعر من شعراء العصر الأموي، عاش في مدينة البصرة وتوفي فيها سنة “732” ميلادي.

أغراض الفرزدق الشعرية:

  1. الهجاء.
  2. الفخر.
  3. المدح.
  4. الرثاء.
  5. الغزل.

من أهم صفات الفرزدق:

  1. أشتهر بالكرم.
  2. الفروسية
  3. قوله للشعر.
  4. كان الفرزدق كثير الهجاء.
  5. النقائض التي كانت بين الفرزدق والجرير.

المصدر: كتاب "الأغاني" تأليف ابو فرج الاصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبةكتاب "مدخل لدراسة الشعر الحديث " إعداد إبراهيم خليلكتاب " تطور الشعر العربي في العصر الحديث " تأليف حلمي القاعود


شارك المقالة: