قصة الأرنب والرئيس الهندي

اقرأ في هذا المقال


الأرنب والرئيس الهندي أو ( Rabbit and the Indian Chief) هي حكاية فولكلورية أمريكية أصلية تم جمعها من كندا، للمؤلف سايروس ماكميلان، نشرها (S. B. Gundy، Toronto) جون لين ذا بودلي هيد المحدودة، عام 1922.

الشخصيات:

  • الأرنب.
  • الملك.
  • العمالقة.

الأرنب والرئيس الهندي:

منذ زمن بعيد، كان زعيم هندي يعيش مع شعبه بعيدًا في الغابة، وكانت الحياة جيدة وكان الطعام وفيرًا وكان الناس سعداء جدًا، ولكن ذات يوم جاء عملاق شرير وزوجته الساحرة العجوز محطمين في الأرض من بلد بعيد وراء البراري حيث التهموا كل الطعام الذي استطاعوا وضع أيديهم عليه وسرعان ما لم يتبق سوى القليل للأكل في كل البلاد، وكثيرًا ما كانوا ينقلون أطفالًا صغارًا إلى مخابئهم ويأكلونهم حتى لا يتبقى لهم أثر.
وسكنوا في مكان بعيد في الغابة في كهف مخفي، كانوا ينامون طوال النهار، لكنّهم في الليل دائمًا ما كانوا يطاردونهم بحثًا عن النهب، كان الزعيم مضطربًا للغاية وحاول مع محاربيه بكل الطرق اكتشاف مكان اختبائهم، لكن لم ينجح أحد في العثور عليه.
من خلال استخدام قوتهم السحرية، كان يمكن للعملاق وزوجته الساحرة العجوز أن يجعلا نفسيهما غير مرئيين عندما يسيران في الخارج بين الرجال ولا يمكن القبض عليهما، ثمّ دعا الرئيس جميع محاربيه إلى الاجتماع، وقال: من يخلصني من هذه الآفة؟ من يستطيع قتل العملاق؟ لكن لم يرد أي رجل، وعندما رأى أن مخزون شعبه من المواد الغذائية ينفذ بسرعة ويختفي الأطفال الصغار من قبيلته ببطء، كان في حيرة شديدة بشأن ما يجب أن يفعله.
وفي إحدى الليالي، كان الأرنب يجوب عبر الغابة كما كانت عادته بحثًا عن شخص يمكنه أن يلعب معه، وفجأة وجد العملاق وزوجته الساحرة العجوز واقفين عند فتحة في جانب جبل منخفض، راقبهم لفترة طويلة من ظل شجرة كبيرة، وأخيراً رآهم يدخلون حفرة كبيرة في جانب التل، لقد علم الآن أنه قد اصطدم بالصدفة بكهف العملاق وكان سعيدًا باكتشافه، لكنّه احتفظ بسره لنفسه، لأنه كان يعتقد أن هذه فرصة جيدة بالنسبة له لكسب الشهرة.
قال في نفسه: سأقتل العمالقة بخدعة ماكرة، وبعد ذلك سيتم النظر إلي على أنني محارب عظيم، لأنّ جميع رجال الرئيس فشلوا في العثور على العمالقة، فذهب إلى الرئيس وقال: أيّها الرئيس، أعرف أين يعيش العمالقة وأقسم لك أنّني سأقتلهم، أنا وحدي من يمكنني تخليصك من هذه الآفات.
قال الرئيس في مفاجأة كبيرة: أنت! القليل من الأذى الذي يمكن أن يحدثه مثلك للعمالقة، سوف يأكلونك في فم واحد، وضحك بصوت عالٍ على جرأة الأرنب، ونادى على محاربيه قائلاً: انظروا أي مقاتل شجاع لدينا هنا! الأرنب الصغير يقول إنّه يستطيع أن يفعل ما فشلنا في القيام به، أقسم أنّه سيقتل العمالقة، إنّه مؤهل بشكل أفضل لقتل فأر!وضحكوا جميعًا بصوت عالٍ من غرور الأرنب.
تأثر الأرنب بشدة من ازدراء الرئيس وضحك المحاربين القاسي، لكن كل ذلك جعله أكثر تصميماً من أي وقت مضى على قتل العمالقة اللصوص، فذهب إلى امرأة عجوز كانت تعيش بالقرب منه وقال: أعطني فستانًا قديمًا باهتًا وشالًا قديمًا ممزقًا ونظاراتك الملونة وقبعة بها ريشة، تسائلت المرأة العجوز عن الحيل التي كان سيفعلها، لكنّها أعطته ما طلب.
ارتدى الأرنب هذا الزي وانطلق في المساء متجهًا إلى منزل العمالقة، وعندما وصل إلى مدخل الكهف، وقف وانتظر ، متكئًا على عصاه الملتوية، لأنّ الليل كان قادمًا وكان يعلم أن العمالقة سيخرجون قريبًا في جولاتهم، وبعد فترة خرجت زوجة العملاق الساحرة العجوز من الكهف، و عندما رأت الأرنب في الضوء الخافت قالت بفظاظة: من أنت، واقف هناك في الظل؟
قال الأرنب: ابنة أخي العزيزة، لقد وجدتك أخيرًا، أنا عمتك العجوز المسكينة، اعتقدت أنني ضللت طريقي، لقد جئت لرؤيتك من منزلك في البلد البعيد، لقد كانت رحلة طويلة وظهري ورجلي متصلبة، وأنا جائع جدًا ومتعب، وتحرك ببطء نحو المرأة، وهو يعرج مع عصاه الملتوية حيث خُدعت المرأة العملاقة، وألقت بذراعيها حول الأرنب وقبلته ولم تشعر بشعره أو شفته المتشققة بسبب الشال القديم الذي كان يلف حول وجهه.
قال الأرنب: أعاني من ألم في فكّي من النوم في الخارج، ويجب أن أبقي وجهي ملفوفًا، فقالت المرأة العملاقة: تعالي واستريحي، ثمّ قادت الأرنب إلى الكهف الدافئ الذي كان مظلمًا للغاية لدرجة أنّهما بالكاد يستطيعان رؤية بعضهما البعض، وقالت لزوجها: ها هي عمتي العزيزة التي أتت على طول الطريق من بلد بعيد وراء البراري، ولأنّ العملاق لم يستطع رؤيته بوضوح شديد، عامله بلطف وأراه السرير حيث سينام.
ثم أعطت المرأة الأرنب قطعة كبيرة من اللحم المجفف ليأكلها، لكن الأرنب قال: لا أستطيع أكله، فأنا عجوز وفقدت كل أسناني، أعطني فأسًا لأقطعها، فأحضرت له المرأة فأسًا حادًا وقطَّع اللحم، ثمّ قال: سأحتفظ بالفأس بجانبي، لأنّي سأحتاجها في كل وجباتي، ووضعها بجانب سريره، قال العملاق: سنذهب بعيدًا لرؤية بعض الأصدقاء، لكنّنا سنعود قبل منتصف الليل، ولكن قبل ذهابهم، قال الأرنب للمرأة: أتمنى أن ينام زوجك بسلام، أعاني من سعال شديد وأتأوه أحيانًا بسبب الألم في وجهي ورأسي ولا أريد إزعاجه.
أجابت العجوز العملاقة: إنّه ينام جيدًا، وعندما ننام كلانا نشخر بصوت عالٍ، وعندما تسمعنا نشخر قد تسعل بقدر ما تريد، لأنّك ستعلم حينها أنّنا نائمون، ثم ذهب الرجل وزوجته الساحرة، عندما عاد العمالقة إلى المنزل، تظاهر الأرنب بأنّه ينام بسرعة، جلبوا معهم الكثير من الطعام الذي أخفوه في مكان سري بجانب الكهف، ثمّ راقبهم الأرنب من خلال الفتحات الموجودة في الشال القديم حول رأسه، وسرعان ما ذهبوا إلى الفراش، وهم متعبون بعد وجبتهم الدهنية.
عندما سمعهم الأرنب يشخرون بصوت عالٍ، نهض بهدوء شديد وزحف بهدوء إلى جانب سريرهم وبضربتين بفأسه قتل العملاق وزوجته، ثم هرب بأسرع ما يمكن حاملاً معه لباسه القديم وقبعة وشالاً، لأنّه اعتقد أنّه قد يحتاج إليها مرة أخرى، وفي الصباح ذهب إلى منزل الرئيس وأخبر الرئيس بما فعله، ضحك الرئيس بازدراء ولم يصدق ذلك حتى أحضره الأرنب إلى الكهف وأراه العمالقة المقتولين في فراشهم.
ثم أخذ رجال الزعيم إلى القرية مخزون الطعام الكبير الذي أخبأه العمالقة في المكان السري، لكنّ الرئيس ومحاربيه على الرّغم من أنّهم كانوا سعداء للتخلص من اللصوص، كانوا غاضبين من قلوبهم لأنّ الأرنب الذي ضحكوا عليه قد فعل ما فشلوا في القيام به.
في أحد الأيام بعد ذلك بوقت قصير، دعا الرئيس جميع الطيور والحيوانات إلى مجلس، وقال: الآن وقد مات العمالقة الذين سلبونا طعامنا وذهبوا، سأسمح لكل حيوان وطائر باختيار نوع الطعام الذي يرغب في العيش عليه أكثر إذا كان بإمكانه الحصول عليه، ودعا كل منهم إلى الاختيار، فقالت الطيور: حبوب وبذور وديدان، وقال السنجاب: مكسرات، وقال الثعلب: دجاج، وقال الكلب: لحم وعظام، وهكذا حتى تمّ استدعاء كل حيوان وأعلن رغبته.
فقال الرئيس: يكون لكل منكم ما اختاره، لكن الرئيس قد أهمل عن قصد استدعاء الأرنب الفقير إلى المجلس، وعندما عاد إلى المنزل كان غاضبًا جدًا عندما سمع بما حدث، لأنه لم يبق من طعام العالم ليختاره، فذهب إلى الرئيس وقال بغضب عظيم: هذا جيد لتخليص أرضك من العمالقة، لكنّ هذه هي الطريقة التي لديك، تكافئ الحسنات دائمًا بالشر.
كان الرئيس غاضبًا جدًا بسبب وقاحة الأرنب، وقال: أنت تكذب مرة أخرى، لكن الأرنب دعا كشهود على حقيقة ما قاله الأغنام والماعز والبط الذين صادفوا مرورهم والذين وقفوا يستمعون إلى الشجار، فقالت الخروف العجوز: لقد تحدث الأرنب بصدق، عندما كنت صغيرًا، أعطيت الرئيس الكثير من الصوف لصنع الملابس لظهره، ولكنّ الآن بعد أن تقدمت في السّن، سيقتلني ويأكلني، هذا هو جائزتي.
وقالت البطة العجوز:هذا قول حقيقي للأرنب، ذات مرة أعطيت الرئيس الكثير من البيض وفراخ البط الصغيرة، لكن الآن بعد أن توقفت عن وضع الفراخ سيشويني قريبًا في قدر، هذه مكافأتي، لم يستطع الرئيس الرد على هذه التهم، لأنه كان يعرف أنّها صحيحة وعرض أن يفعل ما في وسعه من أجل الأرنب، لكن الأرنب رفض اختيار الطعام، وبقي عابس لعدّة أشهر وعاش وحيدًا قدر استطاعته.
وفي النهاية قرر الانتقام من الرئيس حيث كان للرئيس دب عجوز يقدره كثيراً، لأنّ الدب كان يرقص في أعيادهم ويضحكهم، وذات يوم كان من المقرر إقامة وليمة في تلك الليلة وكان الدب على وشك الرقص من أجل الرئيس، فصادف الأرنب بجانب النهر حيث كان لدى الأرنب الكثير من السمك، فسأله: من أين لك كل السمك الجيد؟ قال الأرنب: لقد أمسكت بهم من خلال الفتحة الموجودة في الجليد، إنّه أمرسهل للغاية، فقط أسقط ذيلك لأسفل من خلال الحفرة وسيتم تغطيته بسمكة كبيرة رائعة.
فعل الدب ما قيل له، وجلس على الجليد لفترة طويلة حتى تجمدت الحفرة، وفيها تجمد ذيل الدب، قال الأرنب: الآن، اقفز سريعًا، لأنّ العديد من الأسماك معلقة لك، قفز الدب بكل قوته، لكنّ ذيله كان ثابتًا في الجليد وانكسر فضحك الأرنب في سعادة كبيرة وهرب، لم يستطع الدب الرقص، وكان الرئيس غاضباً جدًا من الأرنب لأنّه أضر حيوانه الأليف الراقص.
ظل الأرنب بعيدًا عن أنظار الرئيس لعدّة أسابيع، ولكن ذات يوم في أوائل الصيف كان جائعًا جدًا ورأى جميع الحيوانات الأخرى تملأ بطونها بطعامها المفضل، وقرر أن ينسى عبوسه ويطلب من الرئيس المساعدة، لذلك ذهب إلى الرئيس وقال بغطرسة: أريدك أن تعطيني طعامًا كما فعلت مع الحيوانات الأخرى، يجب أن تفعل ذلك في الحال وإلّا سأسبِّب لك ضررًا كبيرًا.
ثم تذكر الرئيس ما فعله الأرنب بالدب الراقص، فأمسك بالأرنب من قدميه وقال: من الآن فصاعدًا ستطاردك الكلاب دائمًا، ولن تشعر بالسلام أبدًا عندما تكون بالقرب منك، وستعيش في أغلب الأحيان على أي طعام أرميك به الآن، ثم قام بتدوير الأرنب حول رأسه وألقى به بقوة كبيرة، فطار الأرنب المسكين في الهواء لمسافة كبيرة، ومنذ ذلك الوقت لطالما طاردت الكلاب الأرنب وعاش في الغالب على الخس والبرسيم الذي يسرقه في ليالي ضوء القمر من حقول المزارعين.

المصدر: Rabbit and the Indian Chief,https://www.worldoftales.com/Native_American_folktales/Native_American_Folktale_56.htmlRabbit and the Indian Chief,http://www.native-languages.org/legends-rabbit.htmRabbit and the Indian Chief,https://www.worldoftales.com/Native_American_folktales/Native_American_Folktale_56.html#gsc.tab=0


شارك المقالة: