قصة رحلة الشمس والقمر

اقرأ في هذا المقال


قصة رحلة الشمس والقمر أو (The journey of the sun and the moon) هي حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية ضمن كتاب دار الآلهة، للمؤلف الكسندر تشودسكو، وترجمتها إميلي جيه هاردينج، حيث نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).

الشخصيات:

  • جان.
  • أنيت.
  • المزارع.
  • الشمس.
  • القمر.

قصة رحلة الشمس والقمر:

ذات مرة كان هناك شابان يحبان بعضهما البعض كثيرًا، كان الشاب يُدعى جان، والفتاة تُدعى أنيت، كانت جميلة مثل حمامة، وفي قوتها وشجاعتها كانت تشبه النسر، وكان والدها مزارعًا ثريًا، ويمتلك عقارًا كبيرًا، لكنّ والد جان كان مجرد راعي جبلي فقير، ولم تهتم آنيت على الإطلاق بكون حبيبها فقيرًا، لأنّه كان غنيًا بالطيبة، ولم تكن تعتقد أن والدها سيعترض على زواجهما.

وذات يوم ارتدى جين أفضل ملابسه وذهب ليسأل المزارع عن رأيه في أن يكون زوج ابنته، فاستمع المزارع له دون مقاطعته، ثمّ أجاب: إذا كنت ستتزوج من آنيت، فاذهب واسأل الشمس لماذا لا يسخن الليل كما في النهار، ثمّ استفسر عن القمر لماذا لا يشرق في النهار كما في الليل، وعندما تعود بهذه الإجابات، لن يكون لديك ابنتي فحسب بل كل ثروتي.

هذه الظروف لم تخيف جان بأي شكل من الأشكال الذي وضع قبعته على جانب رأسه، وودع أنيت، وانطلق بحثًا عن الشمس، وعند وصوله إلى بلدة صغيرة في نهاية النهار، بحث عن مكان يمضي فيه الليل، ثمّ عرض عليه بعض الطيبين المأوى ودعوه إلى التواجد معهم للاستفسار عن هدف رحلته، وعندما سمعوا أنه كان في طريقه لزيارة الشمس والقمر.

توسّل إليه سيد المنزل أن يسأل الشمس لماذا توقفت أفضل شجرة كمثرى لديهم في المدينة لعدة سنوات عن الثمار، كانت تنتج ألذ كمثرى في العالم، فوعد جان عن طيب خاطر بإجراء التحقيق في هذا الأمر، وفي اليوم التالي واصل رحلته، ومشى مرارًا وتكرارًا فوق الجبل والمستنقع، وعبر الوادي والغابات الكثيفة حتّى وصل إلى أرض لا توجد فيها مياه للشرب.

وعندما سمع السكان الهدف من رحلة جان، توسلوا إليه أن يسألوا الشمس والقمر لماذا لم تعد البئر التي كانت مصدر المياه الرئيسي للمنطقة توفر مياه جيدة، فوعد جان بالقيام بذلك، واستأنف رحلته، وبعد تجوال طويل ومرهق وصل إلى دار الشمس، ووجدها على وشك البدء في رحلاتها، وقال: يا شمس، توقفي لحظة واحدة، ولا تغادري دون أن تجيبي أولاً على بعض الأسئلة.

فقالت الشمس: كن سريعًا وتحدث، لأننّي يجب أن أتجول في جميع أنحاء العالم اليوم، فقال الشاب: قولي لي لماذا لا تدفئي أو تضيئي   الأرض بالليل والنهار؟ فقالت الشمس، السبب البسيط، إذا فعلت ذلك، فسيحترق العالم وكل شيء عليه قريبًا، ثمّ طرح جان أسئلته المتعلقة بشجرة الكمثرى والبئر، ولكن الشمس ردت أن أخوها  القمر، سيكون قادراً على الإجابة عليه بشأن تلك النقاط.

وبالكاد انتهى حديث الشمس، وسافر جان بعيدًا وبسرعة للقاء القمر، وعند مجيئه إليه قال: أيمكنك التوقف لحظة واحدة؟ هناك بعض الأسئلة التي أود أن أطرحها عليك، أجاب: حسنًا، كن سريعًا لأن الأرض تنتظرني، ووقف في الحال، فقال جان: أخبرني، عزيزي القمر، لماذا لا تضيء العالم بالنهار والليل؟ ولماذا لا تدفئه أبدًا؟

فقال القمر: لأنني إذا أضاءت العالم ليلًا ونهارًا، فلن تنتج النباتات فاكهة ولا زهورًا، وعلى الرغم من أنني لا أدفئ الأرض، فإنني أمدها بالندى، مما يجعلها خصبة ومثمرة، وكان حينها على وشك مواصلة مسيرته، لكنّ جان الذي توسل إليه للتوقف لحظة أخرى، سأله عن شجرة الكمثرى التي لم تعد تؤتي ثمارها، فقال له: بينما بقيت ابنة الملك الكبرى غير متزوجة، كانت الشجرة تثمر كل سنة.

وبعد زفافها رزقت بطفل مات ودفن تحت هذه الشجرة، ومنذ ذلك الحين لم يكن هناك فاكهة أو زهرة على أغصانها، وإذا دُفن الطفل في المقبرة، ستنتج الشجرة زهرًا وثمرًا كما في الماضي، كان القمر ينطلق لتوه عندما توسل إليه جان للتوقف والإجابة على سؤال آخر، وهو لماذا لم يتمكن سكان أرض معينة من الحصول من بئرهم على الماء النقي والصحي الذي سكبوه سابقًا.

فأجاب: تحت فوهة البئر حيث تجري المياه، يوجد ضفدع ضخم يسممه باستمرار، ويجب كسر حافة البئر وقتل الضفدع، فيكون الماء نقيًا وصحيًا مثل ما كان سابقا، ثمّ استأنف القمر رحلته حيث لم يكن لدى جان المزيد من الأسئلة لطرحها عليه، وعاد بفرح للمطالبة بأنيت، لكنّه نسي ألا يتوقف عن القدوم إلى الأرض، حيث كان لديهم نقص في الماء، فركض السكان لمقابلته متلهفين لمعرفة ما اكتشفه.

قادهم جين إلى البئر وهناك شرح لهم التعليمات التي تلقاها من القمر، وفي نفس الوقت أوضح لهم ما يجب عليهم فعله، ومن المؤكد أنهم وجدوا تحت حافة البئر ضفدعًا رهيبًا سمم كل شيء، وعندما قتلوه، أصبح الماء على الفور نقيًا وشفافًا وحلو المذاق كما كان من قبل، أحضر كل الناس هدايا لجان، وبالتالي عاد محملاً بالثروات، وعند وصوله إلى المدينة التي نمت فيها شجرة الكمثرى غير المثمرة استقبله الأمير ورحب به ترحيباً حاراً.

وسأل على الفور عما إذا كان قد نسي سؤال الشمس عن الشجرة، فأجاب جان: لا أنسى أبدًا الوعد الذي قطعته ذات مرة، لكني أشك في ما إذا كان سيوافق جلالتك على معرفة سبب هذا الشر، ثمّ روى كل ما قاله القمر، وعندما تمّ تنفيذ توجيهاته، تمّت مكافأتهم برؤية أزهار الشجرة على الفور، وكان جان محملاً بالهدايا الثرية، وقدم له الملك أثمن حصان وصل بواسطته إلى المنزل بسرعة كبيرة.

كانت آنيت الصغيرة متحمسة بفرح عندما سمعت عن عودة حبيبها بأمان، فقد بكت وعانت كثيرًا أثناء غيابه، لكن مشاعر والدها كانت مختلفة جداً، لم يكن يرغب في رؤية جان مرة أخرى، وقد أرسله بالفعل بحثًا عن الشمس على أمل أن يحترق بسبب الحرارة، ولكنّ الشاب عاد عل عكس توقعاته، ليس فقط سالمًا ومعافى، ولكن بمعرفة أكثر عن الأسئلة التي سألها المزارع.

وتعلم لماذا لا تضيء الشمس ولا تدفئ الأرض ليلاً كما في النهار أيضًا لماذا لا يعطي القمر الدفء، ويضيء فقط أثناء الليل، إلى جانب كل هذا جلب معه ثروات تفوق بكثير ثروات حماه، وفرسًا مملوءًا بالنار والقوة، لذلك لم يجد والد أنيت أي سبب لرفضه، وتمّ الاحتفال بالزفاف بفرح ووليمة، و كانت الموسيقى جميلة جدًا أيضًا، ولفترة طويلة بعد سماعها يتردد صداها بين الجبال وحتّى الآن أصواتها الجميلة يسمعها المسافرون أحيانًا بين تلك المناطق.

المصدر: The journey of the sun and the moon


شارك المقالة: